أسماء في حياتنا : دبي اسياس دسالين سيسي سيلفا

تتمتع الحكومة بعلاقات جيدة مع جارتنا الشرقية اثيوبيا حيث أصبحت اديس ابابا قبلة وفود التفاوض لأزماتنا التي لا تنتهي ولا تحل فلا يمر شهر إلا ووفد حكومي بين ذهاب وإياب دون جدوى أو حل لأي أزمة . بينما تتركز أنظار القارة والمهتمين من غيرها على أديس وهي تعلو وترتقي بأزماتنا التي حولتها إلى دولة إقليمية فاعلة بينما السودان الذي كان قبلة القارة والعالم العربي أصبح كالمعلقة في علاقاته مع المجتمع الدولي فلا هو قادر على ممارسة واجباته الدولية ولا هو مرمي عليه بيمين الطلاق . ولعل رئيس إثيوبيا ديسالين قد أدرك بحسه الوطني أن يستثمر وضع السودان الحالي المأزوم ووضع عاصمته كمقر للاتحاد الأفريقي لتحقيق مصالح بلاده العليا وهذا من حقه . هو نفس السودان الذي كان رجال الدولة فيه من الوزن الكاريزمي الثقيل ممن وضعوا بصماتهم بوضوح في الحراك الإقليمي والدولي ومثلوا القارة في منابر العالم كالمحجوب وزروق والأزهري وغيرهم من أؤلئك الرواد . ديسالين سيظل اسما في حياتنا طالما استمرت تلك الوفود في علاقتها الوثيقة بفنادق اديس ابابا وطالما ادمنت رائحة البن الحبشي دون أن تأتي بفصل القول .
أما الرئيس دبي فتربطنا به علاقة مصاهرة اجتماعية وسياسة ويشاطرنا القبيلة والمصالح والصحراء وتاريخ المنازعات والقوات المشتركة فلا تكاد تستبين حدا فاصلا بيننا وبينه رغم انه فشل في التأثير على فرقاء دارفور لصالح الدولة السودانية لكن يبقى اسمه مهما في حياتنا طالما بقيت الأسنة مشرعة في دارفور وطالما بقي هو في منصبه .
و الرئيس اسياس أفورقي برغم علاقاته مع الخرطوم مدا وجذرا مصادمة ومسالمة جوارا وحوارا وتشابها وتواصلا إلا أنه محكوم بمعادلة علاقاته مع إثيوبيا وهي علاقات انفصال وليس وصال تحركه نار الغيرة على رأي وردة الجزائرية من علاقات الخرطوم وأديس بأكثر مما تحركه المصالح والأشياء الأخرى ولأن بلاده تدخل في مدى تحركات الرئيس الخارجية المحدودة فسيظل أيضا اسمه عالقا في حياتنا المأزومة.
وبعد أن ذهب الجنوب ولم يعد عاد سيلفا تحت شعار المصائب يجمعن المصابينا رغم عمليات ” فرش الملايات بين النظامين ” على الطريقة الشعبية المصرية واصبح اسمه أكثر سيطا في حياتنا وكلا النظامين لهما من الأسباب ما يجعل هذه العلاقة ضرورية تمليها مصلحة لا فكاك منها وسيظل اسم سيلفا أكثر قربا من الخرطوم مابقي مشار قابعا في الأحراش وما بقيت أبيي بلا حل ومابقي هو على سدة الحكم .
ويتهيأ نظامنا الهمام لعلاقة جديدة رغم حالة الشك المتبادلة بين القاهرة والخرطوم ولزائر جديد للساحة الإقليمية وهو المشير عبد الفتاح السيسي ورغم تلك الشكوك وتلك الصكوك بين إخوان تطاردهم القاهرة وإخوان تنقبض قلوبهم لذلك في الخرطوم فإن براغماتية نظام الإنقاذ وضرورات المصالح المشتركة ستجعل كل من القاهرة والخرطوم حريصتين على التعايش رغم قصة الحب الأولى للخرطوم مع مرسى وتداعيات ومساومات سد النهضة .إلا أن اسم السيسي سيظل لسنوات عديدة قادمة مرتبطا بالسياسة السودانية في حال استمرار الإنقاذ كنظام او تعديلها او حذفها أو الإضافة عليها .
إذن هي أسماء في حياتنا يتسع لها أكثر من برنامج وتتفاعل معها أكثر دولة إلا أنها ستحيط ببلادنا كإحاطة السوار بالمعصم او العمامة برأس الحجاج .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..