الدين شريعة الحياة

قبل قراءة هذا المقال عزيزي القاريء قف غمض عينيك حاول ترجع تفكيرك للوراء وتذكر كم يوم أنت مكثت في بطن امك طبعا الخيال يقول لك أقل من جزء من الثانية ولكن المدة فهي 9 شهور ونيف فالحياة كذلك يوم ما يدخل منا القبر فهو يوم قيامته يبدأ يحاسب بما عمله في دنياه لا إخراج للتصحيح بما قام به من عدل فهو عدل وما كان خطأ فهو خطأ تمنياتي لكم بان تكون كلها عدل .
فاليك هذه المعادلة البسيطة التي تشرح لك لماذا نزل الشرع ولماذا توضع الدساتير فمعادلتنا بسيطة تقول اذا قمنا بجمع مثلا مليون سيارة / عربة في مساحة 10 كلم مربع وتركنا كل سيارة / عربة تسير في إتجاه لحالها في الساحة المذكورة تخيل كم حادث سيقع في الدقيقة و الثانية لهذا الكم الهائل من السيارات بالتأكيد ألوف الحوادث ستحدث في الدقيقة والثانية لان العدد كبير في ساحة صغيرة مع إتجهات سير متعددة بدون تنظيم
وبنفس العدد من المركبات اذا قمنا نظمنا المساحة المذكورة ووضعنا كل السيارات في طرق مخططة وبقوانين مرورية محكمة سنجد لن تحث إي حوادث إلا نادرا والسبب هو دقة التنظيم والتخطيط الجيد وقد تقع حوادث لكنها ستكون بسيطة مقارنة بعدم التنظيم
هنا الدين شريعة الحياة نزل الدين لينظم لنا الحياة وضح لنا كل شيء هذا حلال وهذا حرام ووضح لنا عقاب لكل جنحة وكل ذنب بعقاب قدر حدثه مثلا القتل العمد والسلب والارهاب وغيره من الجنح الكبيرة نزل دستورها بعقاب صارم كالاعدام الى اخر واصغر جنحه لها عقاب بقدر حجمها فهنا بنزول القوانين عرف الجميع شريعة الحياة فهي الدستور الضابط والمنظم للحياة مثالها مثال نظام المرور الذي يقلل الحوادث فعندما يعرف الجميع دستور الحياة ألا وهو الدين منها يلتزم الجميع بفوانينه فتقل الحوادث بل ستحدث ولكنها بسيطة فالشخص أو الاشخاص الذين ليس لهم دين لا يعلموا أو يعرفو العقاب فحالهم كحال أهل الغابة القوي يحكم ويأكل حق الضعيف فشرعنا وضع عقاب الذي يعلم يعتبر أشد من عقاب الذي لا يعلم ولكن القوي منا فهو لا يحاسب نفسه او غيره من تابعيه
فحالة بلدنا السودان ومشاكلها المتعددة سببها
لا يوجد دستور في السودان واضح ومعلوم موضوع بكافة أهله ومعترف به من الجميع لكي يحترمه ويقدسه الكل
. فدستور السودان الحالي يعتبر دستور كل نظام أتى يفصل دستوره على حسب رغبته ومقاسه دستور يعاقب به الاخر ويمنع به عقاب نفسه فنحن في السودان لكي نحترم أنفسنا جميعا ونتجنب كل المشاكل الحاصلة والتي ستحصل علينا بالاتفاق على كل كبيرة وصغيرة ومن ثم وضع دستور باين يوضح عقاب كل جنحة بقدر حجمها لكي يحترمه الكل ويتفادى عقابها
دستور يحاسب الوزير قبل الخفير / يا للعدالة هذا اذا حصل بالسودان الدنيا ستخرب لاننا نعلم الصواب من الخطا ولكننا نسلك الخطأ من الصواب والدليل على ذلك لا عقاب على صاحب العصى المهاب وهو لا يعلم أيامه في الدنيا أضحت وأصبحت سراب
باخت محمد حميدان