حكومة ديك العدة و معارضة ديك المسلمية

بالرجوع الي الخارطة الجيوسياسية الراهنة للبلاد نجدها تنقسم الي ثلاثة مجموعات متباينة في تركيبتها الاجتماعية الأقتصادية و مستوي الصراع فيها
و هي تشمل المركز السياسي و الهامش المسلح في الجنوب و الغرب و الهامش الغير مسلح في الوسط و الشمال و الشرق
و لكل من هذه الجموعات رمزية الجهوية تشكيلات نخبوية حاكمة و معارضة تتصدر مشاهدها الاعلامية في بنية طبقاتها السياسية الفوقية العاجزة المنفصلة تماما عن قضايا الجماهير و التحديات القومية.

و في ظل هذا العجز المتنامي يجد البشير نفسه و معه من حوله مشلولين تماما عن الحركة و ايجاد أي حلول للمشاكل الاقتصادية المستعصية التي تعصف بالبلاد و تتفاقم حدتها كل يوم
و عاجزين أيضا عن التفاعل ايجابا مع قضايا الهامش المسلح المعقدة أو دفع استحقاقات الهامش المسالم التنموية و التي تتتعاظم كل يوم في شكل ميلاد حركات مطلبية.

و بدلا عن مواجهة هذه الاستحقاقات الشعبية نجدهم اتجهوا في خطوة للمناورة و صرف الانظار نحو أحزاب المعارضة السياسية العاجزة هي أيضا تحت الدعاوي الحوارية و الأجندات الاصلاحية.
في سياق هذا الوضع و ما نتج عنه وجد المواطن السوداني نفسه مشدوها أمام هذه المسرحية البوهيمية في عرض من اشكال الكوميديا الواقعية
الذي يجسد كل الأحاجي و القصص الشعبية و التي اصبح فيها البشير و من معه ممن ينطبق عليهم الوصف أنهم اذا تركوا عاثوا فسادا و اذا اقتلعو من الأرض عاثوا فيها فسادا أكبر أو ما يسمي برمزية ديك العدة و الذي لا تدري له أيزجر أم معه الترك يأتي بنفعية.

أما أحزاب المعارضة السياسية فهي الأخري لا تقل تديكا أو تدييكا اذا صح التعبير و التسمية عن الفريق الأول بيد انه من نوع اخر و هو ما يسمي بتديك الداقس الحالم العاجز الغير ملم بالامور و ما يحاك في الدهاليز و يصر علي اصدار ذات الأصوات القديمة الشجية.

لكنها و ككل المسرحيات الواقعية يجب أن يستمر فيها العرض رغما عن كل المشاهد الماساوية الي أن تصل كل الأضاد الي نهاياتها الحتمية في اعقد حبكة درامية عصرية يختلف فيها هذه المرة أن الجمهور المشاهد أحد الضحايا الجانبية.
أما نحن و بقية المحللين فلا يعدو كوننا أكثر من نقاد فنيين و منظراتية لا يغيرون كثيرا في مجريات الدراما الواقعية الهم الا جعلها أكثر ضبابية و شحنها بالمؤثرات الضوئية.

المهم في الموضوع أن الجمهور حينما ينتهي العرض و يكتشف أنها مسرحية بوهيمية سيصاب بصدمة نفسية و يصبح فريسة للأقلام و الأعلام الخارجية و تتحق عندها النبؤة الماسونية مثله في ذلك مثل كل شعوب الكرة الأرضية.

لا تهم عندها السيناريوهات المحتملة كثيرا ما دام أنها سيناريوهات حتمية تم رسمها بعناية في برتكولات جهنمية في خطة قرنية من قبل قلة كونية في وقت اصبحت فيه كل المشاكل عالمية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالضبط هذا هو الواقع المرير ن الذي يغمض الكل عينيه عنه ، ديك العدة لا يريد ان يعترف بأنه ديك عدة ، و ديك المسلمية لا يدري أنه كذلك او يتعامي ، و من يخرج من تديك العدة يجد نفسه في طرف التديك الاخر ، و هناك من يحاول الخروج من المسلمية للعدة مرة اخرة بعد ان تم إخراجه قسراً ، و هكذا حلقة التديك مستمرة ، اما نحن و انتم المحللون و المنتقدون فنقف في درجة المشاهد حتى ينهار علينا المسرح و يقضي على المشاهدين و الممثلين ، يا لها من مسرحية لا يعرف احد كاتبها أو منتجها ربما هم بل حتما إنهم الممثلون أنفسهم و لكن من غير علم أيضا من جانبهم ، إننا ضحايا الإنتظار الموروث ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..