اللهم انا نشكو اليك الخضر ومامون

دافع والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر عن وزير الصحة مأمون حميدة بقوله إن حميدة تعرض لاتهامات كبيرة وتحمل كثيراً لافتاً إلى أن حميدة (عندو مستشفى واحد « الزيتونة » يسع ۳۰ سريراً، وكيف يستخدم مصالحه ب( ۳۰ ) سرير) كاشفاً في الوقت ذاته عن بحث سري مختص توصل إلى أن معدات مستشفى حاج الصافي أفضل من معدات الزيتونة في الوقت ذاته أشار إلى أن الولاية بدأت تقطف ثمار ما أنجزه حميدة.
هذا هو الجهل بنفسه
ليذهب السيد الوالي الي المستشفي كمواطن عادي او برفقة مريض…..المستشفي لا يعتمد علي عدد الاسره…..مجموعةالعيادات الخارجية هي اساس التجارة الطبية التي يمارسها الوزير…..هل سال الوالي كم يدفع المواطن لاجراء تحليل دم بسيط تكلفته الاصلية ملاليم….لماذا يتوفر جهاز اشعة مقطعية بمستشفي الوزير ولا يتوفر بمركز المخ والاعصاب بمستشفي ابراهيم مالك….والذي قال عنه الوالي عند الافتتاح انه يضاهي اكبر المراكز الاوروبية ….ثم ياتي هذا المامون ليبرر لموت مواطن سوداني (احمد عبدالباقي)بان الجهاز غير موجود بمستشفيات الحكومة ..نسبة للمقاطعة الامريكية
ان عبارة نقل الخدمات الطبية للاطراف كلمة حق اريد بها باطل….ليس من عاقل سيرفض نقل الخدمات الي الاطراف ولكن من المنطق تجهيز هذه الاطراف قبل اغلاق المركز….بل يستوجب الحرص من تزامل عمل المركز مع الاطراف حتي التاكد من كفاءة هذه الاطراف
مصيبة هذا البلد ان بعض الواهمون يظنون انهم يفهمون اكثر من غيرهم …وتتجلي نرجسية د. مامون في عباراته للوالي عند تعيينه (لن تستطيعوا معي صبرا) مشبها نفسه بنبي الله الخضر الذي يعلم اكثر من سيدنا موسي وانه يعلم من كنه الاشياء غير ما قد يراه الاخرون…
ان العالم قد مضي من سياسة الشخص الواحد الي ما يعرف بالDISCIPLINARY TEAM او الفريق المتكامل حتي في علاج المرضي ….ولذلك فانني اعجب ان ينصب الوزىر نفسه مهندسا ومقاولا واخصائي معدات طبيه وغيرها ولماذا لا يتم ذلك بواسطة لجان متخصصة بدلا من طريقة تجار السوق.
وتاتي الاخبار المفجعة بولادة سيدتين في الهواء الطلق داخل مستشفي الخرطوم ووفاة اخرتين نسبة لاغلاق قسم النساء والتوليد بمستشفي الخرطوم
ووزيرنا الهمام وواليه النصير لا ياهبون حتي ببيان يوضح ما حدث بالرغم من ان لدي وزيرنا ناطق رسمي ياخذ راتبه من حر مال هذا الشعب المغلوب علي امره …..ولكن يبدو ان الوزير قد فرغ ناطقه الرسمي لجلسات المحاكم ومقاضاه الصحفيين
لو حدث ذلك في اي بلد متقدم او متخلف لاستقال الوالي ووزيره ولكن يبدوا ان لا قيمة للمواطن السوداني في بلده ….بينما يمثل قتلته خط احمر لا يمكن تجاوزه
اللهم انا نشكو لك ضعفنا وقلة حيلتنا فلا تدعنا الي عدو ملكته امرنا
[email][email protected][/email]
لا يهم ولادة نساء السودان في العراء
طالما انهن غير كوزات
الله المستعان على هؤلاء الولاة . إنهم لا يستحون ولا يشعرون ولا يخافون من سؤال الجبار ذو العرش العظيم يوم الكرب العظيم, ماذا فعلتم بعبادى وقد أفقرتموهم وعذبتموهم وبطشتوا بهم.وعنده يومئذ ينصر المظلوم ويؤتى كل ذى حقه . أتقوا الله فالموت قريب وقد يكون الإنتقال بعد ثانية أو دقيقة أو ساعة أويوم أو شهر أو سنة .. فهو آت آت .نسأل الله العفو والعافية وأن يزيح عنا تلك الطغمة الظالمة , آمين .. آمين .
«الزيتونة» وتجارة الأعضاء البشرية.. ما العمل؟!
طه النعمان نشر في آخر لحظة يوم 05 – 04 – 2012
صعقت أنا أُطالع خبر «الوطن» الغراء- صباح الاثنين الثاني من أبريل الحالي- والذي جعلت منه الصحيفة عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى (بالأحمر) «مواطن يبيع كليته لأجنبي.. والجراحة تمت بالزيتونة». يقول الخبر إن الصحيفة بعد أن حصلت على معلومات خطيرة حول عملية نقل وزراعة كلية طرفها شاب سوداني والطرف الآخر أجنبي بمستشفى «الزيتونة» بالخرطوم، الذي تتبع ملكيته للدكتور مامون حميدة وزير الصحة الولائي، تسلل أحد محرري «الوطن» إلى المستشفى المذكور، وقاموا بزيارة الشاب- بائع الكلية- وجلس إليه واستفسره عن حقيقة الأمر.. و «بعفوية» أبلغه الشاب المعني بالتفاصيل الدقيقة والكاملة للعملية.. وقال له إنه لا صلة ولا رابط بينه وبين الأجنبي «المُتبرع له»، بل أنه لا يعرف اسمه الثاني، وأوضح- بما لا يدع مجالاً للشك- أن المسألة برمَّتها عملية «بيع وشراء»، وانه تلقى «150 مليون» جنيه بالقديم لقاء كليته المباعة، وأن أسرة الأجنبي تكفلت والتزمت بجميع الاجراءات والتكاليف المالية التي سبقت العملية من رسوم وفحوصات وغير ذلك، كإجار الشقة التي سينتقل إليها بعد خروجه من المستشفى.
الخبر، على هذا النحو الذي نشرته به «الوطن»، يشير إلى جريمة كاملة الأركان- جريمة إتجار بالأعضاء البشرية- في وضح النهار و«مع سبق الاصرار» من جانب ثلاثة أطراف شركاء في الجريمة هم: أسرة مريض الكُلى التي اشترت، الشاب الذي باع، والمستشفى الذي أشرف على العملية وقام بالجراحة والترتيبات الفنية والطبية اللازمة لنقل الكلية من الشاب البائع إلى المريض المنتظر.
والخبر، من ناحية أخرى يثير مسألة مهمة بالنسبة للصحيفة التي نشرته- جريدة «الوطن»- فهو يتعلق بمصداقيتها ومسؤوليتها، مصداقيتها أمام القراء ومسؤوليتها القانونية، لأنها في هذه الحالة توجه اتهاماً صريحاً وخطيراً للأطراف الثلاثة المذكورة- أسرة المريض والشاب والمستشفى- بأنهم يرتكبون «جريمة الإتجار بالأعضاء البشرية»، فإذا لم تثبت الجريمة فإن الصحيفة تواجه مشكلة كبرى، مشكلة مُركّبة: مشكلة قانونية مع المتهمين من جهة، ومشكلة حول مصداقيتها مع القراء من جهة أخرى.. ولا أظن أن «الوطن» ومحرريها سيقدمون على نشر وقائع هذه الجريمة المكتملة الأركان دون تثبت من الوقائع وصحتها، لأنهم قطعاً يعلمون مسبقاً مُترتبات هذا النشر التي ذكرنا في حالة قيام الأطراف المعنية بإثبات أن «العملية» تمت نتيجة «تبرع» من جانب الشاب، ولم يدخل عنصر المال والبيع والشراء والإغراء والتغرير فيها، وهذا مستبعد.. فالراجح عندي، والذي يمليه الحذر الضروري، هو أن الصحيفة قد استوثقت من دقة وصحة معلوماتها قبل أن تقدم على نشر قصة تعلم عواقبها وعقابيلها.
ما يزيد الأمر تعقيداً، هو أن المستشفى تعود ملكيتها لشخصية مرموقة، الوزير الولائي الدكتور مامون حميدة، صاحب الأمبراطورية الطبية الأكاديمية الكبرى على مستوى الخرطوم والسودان.. فإذا كان د. مامون حميدة، الوزير الذي يدير الشؤون الصحية في الخرطوم والقيادي الإسلامي المعروف، يعلم بما جرى في مستشفى الزيتونة من تسهيل وتسليك لتجارة الأعضاء البشرية، فتلك مصيبة وخطيئة كبرى تُرتب على مراجع الحكومة العليا، رئيس الجمهورية ونائبيه، ووالي الخرطوم، والمجلس الوطني (البرلمان)، مسؤولية اتخاذ الموقف الحازم والحاسم تجاه الوزير الولائي حميدة.. وإذا كان حميدة لا يعلم فتلك أيضاً مصيبة أخرى، وتقديم حسن النية يجعلني أفترض أنه «لا يعلم»، وأن الأمر كله قد تم من وراء ظهره.. لكن ماذا يعني عدم العلم هذا، بافتراض صحة ما نشرته الصحيفة، التي اتوقع وأخمن أنها تملك الدليل والبينات الحاسمة التي تثبت وقوع الجريمة.
ومع ذلك، وإذا ما تجاوزنا صاحب المستشفى الوزير، وحاولنا أن نفهم دوافع المستشفى- كمستشفى- والعاملين فيها للإقدام على عمل يمكن تصنيفه بأنه «جريمة اتجار في الأعضاء البشرية»، والدافع الأول هنا- طبعاً- هو الربح المتمثل في تكاليف العملية، فهل إحتاطت المستشفى باجراءات تنقذها إذا ما تم اكتشاف «العملية» أم أنها ذهبت مغمضة العينين إلى ما فعلت وأعمتها الرغبة العارمة في الحصول على المال عن كل احتياط وتحسب، فمن الإجراءات الضرورية المعمول بها قبل الإقدام على عملية نقل وزراعة الكُلى، هي تقديم المتبرع لإفادة خطية قانونية من جهة عدلية (إقرار) بأنه تبرع بكليته لشخص آخر «لوجه الله» رجاءً لثواب الآخرة.. لكن في الحالة التي نحن بصددها، حالة الشاب المتبرع «لأجنبي» لا يعرفه، فحتى لو حصل المستشفى على هذا «الاقرار القانوني»، فلابد أن يدفعه الحس السليم لما يعرف ب«الشك المعقول»- بلغة أهل القانون- في أن وراء هذا الإقرار الموثق جريمة بيع للعضو البشري محل العملية، شك يقول: ما الذي يجعل هذا الشاب يتبرع بكليته- بكل ما يترتب على ذلك من مخاطر على صحته- لشخص أجنبي لا يعرفه ولم يلتقه طوال حياته؟! فما الذي جعل المستشفى- بأطبائها وإدارييها المعنيين بكل خبراتهم وتجاربهم الحياتية- تغض ويغضون الطرف عن دوافع الشك المعقول وتذهب إلى العملية مغمضة العينين بلا أدنى تحسب؟!
تجارة الأعضاء البشرية، غدت في وقتنا الحاضر جريمة عابرة للحدود القطرية والقارية، وتستهدف الفئات الفقيرة والضعيفة التي تدفعها ظروفها الاقتصادية لبيع جزء من أعضائها للحصول على بعض المال، الذي تعتقد أنه يبقي بقية الأعضاء حية، فما «جبرك على الحار إلا الأحر منه» كما يقولون. وبما أن بلادنا تصنف ضمن الدول- الفقيرة، فإنه لابد أن يكون فقراؤنا- وهم الأغلبية- هدفاً لتلك التجارة العابرة للحدود، تماماً كتجارة المخدرات والجريمة المنظمة… وعليه فإن لدى الحكومة مسؤولية كبرى في مقاومة تلك التجارة باستحداث آليات- استخبارية- طبية- لمتابعة تلك الجريمة ومنع انتشارها، وردع القائمين عليها، وإلا تكون قد قصرت تقصيراً شنيعاً في حق الوطن والمواطن.