تاج السر طالب سوداني مصمم رغم اعتقاله على الدفاع عن حقوقه

الخرطوم (ا ف ب) – يؤكد تاج السر جعفر الذي قبع في السجن زهاء الشهرين، لانه حرض زملاءه في جامعة الخرطوم على التظاهر، انه تعرض للضرب في الاعتقال وانه مصر على الدفاع عن حقوقه.
ويقول جهاز الامن والمخابرات الوطني ان هذا الطالب لا يسعى سوى الى “الظهور”، وينفي التعرض له واساءة معاملته.
لكن الناشطين يؤكدون ان حالته تشكل مثالا على طريقة تعامل هذا الجهاز مع المعارضين.
واعلنت خير النساء دالا المسؤولة عن السودان في منظمة العفو الدولية “يواصل جهاز الامن والمخابرات الوطني اعتقال الناشطين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الانسان. وغالبا ما لا يعلن عن اماكن اعتقالهم ولا يتاح لهم الاستعانة بمحام او الاتصال بعائلاتهم”.
وكانت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا طالبت بالافراج “العاجل” عن هذا الطالب الذي يدرس الكيمياء والذي سجن في سري، معربة عن تخوفها من تعرضه للتعذيب او سوء المعاملة.
وقد اعتقل هذا الشاب الذي يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، في 30 كانون الاول/ديسمبر، غداة تعليق الدروس في الجامعة بعد اعتصام للطلبة استمر خمسة ايام ومقاطعة الامتحانات.
واحتج الطلبة خلال الاعتصام الذي شارك تاج السر في تنظيمه على دخول الشرطة حرم الجامعة واقدامها على تفريق تظاهرة نظمت بهدف تاييد سكان قرية اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب اقامة سد على نهر النيل.
وكان جعفر خارجا من الجامعة على متن حافلة عندما ظهرت سيارتا بيك تعلوهما رشاشات وتنقلان عددا من عناصر الاستخبارات المسلحين وبالزي العسكري، وواقفتا الحافلة.
وقال لوكالة فرانس برس “صعد بعض منهم على متن الحافلة وصوبوا اسلحتهم نحوي وقالوا لي انزل”.
ونقل بعد ذلك معصوب العينين الى مبنى تعرض فيه للضرب والاستجواب.
وبعد نقله الى سجن كوبر في الخرطوم، قال انه تعرض لمزيد من التعذيب، مؤكدا انه ضرب على اخمص قدميه وعلى ظهره.
واضاف “عندما تكون تحت الصدمة، لا تستطيع ان تبكي. لكني ذرفت الدموع بعد ذلك في زنزانتي”.
لكن جهاز الامن والمخابرات الوطني يقول ان جعفر لا يسعى من خلال الادعاء بتعرضه للضرب الا الى الظهور.
وقال جهاز الامن انه رأى بعد اعتقاله “شائعات على الشبكات الاجتماعية تفيد انه تعرض للتعذيب”. لكنه اكد “انه لم يتعرض للتعذيب لان الجهاز لا يمارس لا التعذيب ولا الضرب”، كما قال.
وافرج عن الطالب في 23 كانون الثاني/يناير من دون توجيه التهمة اليه ومن دون ان يتمكن من الاتصال بمحام، كما ذكرت منظمة العفو الدولية.
وهذه ليست المرة الاولى التي يعتقل فيها تاج السر جعفر. وقال انه سجن بينما كان يناضل من اجل حركة “قرفنا” غير العنفية للشبان التي تطالب باستقالة الرئيس السوداني عمر البشير.
وبعد اكثر من سنة على بدء الربيع العربي وعلى رغم التجارب والمحن، يقول جعفر انه دائم الاستعداد للتنديد بتجاوزات قوات النظام، حتى لو انه يعتبر ان من الصعب إحداث تغيير في بلاده التي ادت الحروب المستمرة فيها الى انقسامات عنيفة بين السكان.
ويقول تاج السر جعفر ان الايام الستة والخمسين التي امضاها في السجن لم “تحطمه” بل قوت من عزيمته.
وذكر عضو في حركة “قرفنا” طلب عدم الكشف عن هويته ان “حالته بالغة الاهمية لأنه طالب ناشط معروف ولانه كان عنصر تعبئة خلال التظاهرة في جامعة الخرطوم”، التي تعد الاهم في السنوات الاخيرة.
ويشعر تاج السر جعفر اليوم ان مهمته تقضي ببدء النضال في حرم الجامعة التي ستستأتف الدروس في 18 اذار/مارس.
وقال هذا الشاب الطويل القامة الذي يتقن تشذيب لحيته الصغيرة “معنوياتي مرتفعة، لست خائفا”.
لتحيه لهذا الشاب الشجاع لموقفه وهولا مثل هذا الشاب هم البدايه الحقيقيه للتغيير بكشفهم للتجاوزات التى تتم لاعاقه حقوق الانسان و الحريه المطلقه ومواصله نضالهم خارج اطر الاحزاب التى لا تنفك تدور فى حلقه مفرغهاالشباب هم الوحيدون القادرون على التغيير