لا تراهنو علي قيادات الاحزاب….بل راهنو علي الشعب

لا تراهنو علي قيادات الاحزاب….بل راهنو علي الشعب
د.فاروق عثمان

ليس هناك من ينكر الا مكابر بان كل قياداتنا التقليديه بيمينها ويسارها تضع مصالحها الذاتيه فوق مصالح الجماهير,وبالادله فالذين يراهنون علي الترابي
يجب عليهم ان لاينسو بان الترابي هو من انقلب علي الديمقراطيه مستعجلا الوصول الي السلطه,والتي يحلم بان يصبح علي قمتها وهذه عقده بالنسبه للرجل
وحين اقترب منها انقلب عليه تلاميذه وانقلب السحر علي الساحر,لذلك كل هذا الغضب ومحاولة المناداه بالديمقراطيه والتشدق بالحريات هي تكتيك لتصفية الحسابات بينه وتلاميذه
ومنطلقاته من ذهنيه انتقاميه بحته وليس من مبدأ اصيل فقد كان هذا الرجل في السلطه لعشر سنوات وهي في اوج دكتاتوريتها وتنكيلها وعنفها وهوسها وكان هو الامر الناهي فمالكم كيف تحكمون.
بالنسبه للحزب الشيوعي السوداني,هو ايضاً لا يؤمن بالديمقراطيه كمبدأ اصيل ودونكم المنطلقات الفكريه للماركسيه,والجزء لا ينفصل من الكل ودونكم تجارب الاتحاد السوفيتي السابق
وكوبا وحتي الصين في شيوعيتها المعدله,بالاضافه الي ذلك فان الحزب الشيوعي اصبح منهك القوي وخائر الفكر بفعل الضربات التي تلقاها من خصومه وانقساماته الداخليه وخروج ابرز كوادره القادره علي الفعل والتحريك بالاضافه الي ازمة القياده داخله.
اما الاحزاب الطائفيه نبدا بحزب الامه والذي تتمثل كبري اشكالاته في ضبابية السيد الصادق وتردده في اتخاذ المواقف وتناقضاته الكثيره والتي جعلت انصاره في حيره وارتباك,وفوق ذلك وله المشاركه في السلطه
والذي وعتهالحكومه الحاليه واصبحت كقطعة الحلوي التي تقدمها لطفل,والدليل كثرة توقيعاته للاتفقات مع الحكومه وفي كل مره توعده الحكومه انطلاقا من فهمها لسياكولجيته لتاخذ بعض الوقت وترتب امورها المازومه
ومن ثم بعد ان تستعيد انفاسها وتجهض حالة تعبئيه معينه تدير له ظهرها,وهذا ما يمكن ان يحدث بعد التداعيات الاخيره ولقاء القصر.
اما السيد محمد عثمان الميرغني فهو أشد ارباكا لانصاره ومريديه من الامام,وفاقد للبوصله فتارة ينتقد الحكومه انتقاد ملطف لتسعي في مفاوضاته,وحينها يهرع بتقديم شروطه في وزرارت سياديه وتولية نجله منصب مؤثر
متناسيا الازمه الحقيقيه للشعب وكانما اقتصرت مشاكل المريدين في الشرق والشماليه والجزيره الذين يرزحون تحت الفقر والجوع والمرض وهم يرددون ياربي بهم وبالهم عجل بالنصر وبالفرج وكانما اقتصرت في مناصب ووزرارت.
مما سبق وبالوضع المزري للشعب السوداني حاليا لابد من مواجهه حتي يتم التغير والتحرر من هذا النظام الذي اذاق الشعب ماهو امر من الامرين,ولكن في تقديري لكي تنجح المواجهه لابد ان تكون القوي الحديثه وشباب
تلك الاحزاب المكتوين الحقيقين بظلم هذا النظام ان يكونو في الطليعه ويسقطو الاعتماد علي تلك القيادات والتحرك وفق الاوامر المقدسه وان يتحررو من براثن الانصياع الاعمي والغير مبرر لهؤلاء القاده والذين اثبتو فشلهم الزريع
طيلة نيف وعشرين عاما وما زالو في ضعفهم يتباحثون.

تعليق واحد

  1. لقد اصبت كبد الحقيقة يادكتور فاروق ، ان المعارضة لن تجنى شيئاً مادام فيها هؤلاء القادة ، الشعب مهيأ وجاهز وقادر على التغيير بين ليلة وضاحها ولكنه يخشى على نفسه من هذه القيادات بالمسالب التى ضمنتها مقالك هذا ، كل الشعب يتوجس من قادة هذه الاحزاب وله قناعات بانه رغم القهر والظلم والفساد والمحسوبية والحظوة لاصحاب الولاء فى هذه الحكومة إلا ان الشعب يتفرج ومحتار ، فقط لانه لا يريد ان ينتزعها من فم الاسد ليقدمها الى افواه الثعالب والذئاب ، لهذا تجد الشعب فى حيرة من امره يريد التغيير ويريد التحرك ويريد البديل لهؤلاء ولكنه يؤقن تماماً ان الديمقراطية والتغيير سيأتى بمن ذكرت بصورة ما وبطريقة ما ويبدأ من الصفر ، لا بد لهذه الاحزاب من ان تلحق نفسها وتعدل خططها وطرقها وآلياتها وقبل كل هذا قيادتها ، يجب ان يحالوا الى المعاش الإجبارى كلهم ، وليفسحوا المجال للشباب وللقادرين على الحركة والقادرين على الإبداع وبناء الافكار الخلاقة وإلا فإن الانقاذ ستحكم مئات السنين مادام انتم هكذا .

  2. ينصر دينك يا دكتور فاروق

    الاخ حميد/انت الذي اصبت كبد الحقيقه

    مقال واقعي وحقيقي
    يديكم العافية الدكتور والاخوان حميد و ودالدامر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..