العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (20)

هذه الحلقة تجمع أشتاتا من هنا و هناك ، أولها انتاجية المعرفة في المجتمع النموذجي في نظر السلف . كنت صبيا في الثالثة عشر تقريبا عندما (التزمت) ، و تعبير التزمت أقصد به إنضمامي لجماعة الأخوان المسلمين . كان يومي يبدأ بالاستيقاظ لصلاة الفجر قبل ربع ساعة على الأقل من الآذان لأنه من الضروري لي حسب ما عرفت من الدروس أن استحم و اتسوك ، فلا يصح لمن يقف بين يديي الله أن يتهيأ بأقل مما يتهيأ لو أراد الوقوف أمام الناظر مثلا . أبدا يومي بدعاء الاستيقاظ (أصبحنا و أصبح الملك لله …) مع آذان الصبح اكون في المسجد ، في الطريق أدعو دعاء الطريق . في نصف الساعة التي تسبق الصلاة كنت أتلو و أصلي ركعتي الفجر . بعد الصلاة كنت انضم لحلقة التلاوة لمدة نصف ساعة تقريبا . عند الرجوع أدعو بالأدعية المأثورة . كل يومي كان انشغالا بالأدعية المأثورة في وقتها من الاستيقاظ إلى دخول الحمام حتى لحظة النوم و الصلوات و التلاوة و دعوة الأصدقاء و المعارف لحلقات التلاوة و حضور جلسات (الأسرة) و الأسرة هي الخلية الأصغر في تنظيم الأخوان المسلمين . كنت أصوم يومي الإثنين و الخميس من كل أسبوع ، و نادرا ما يفوتني ذلك . في رمضان كنا نحرص على الابتعاد عن كل ما (يجرّح) صيامنا حتى في الخاطر و كنا نحرص على حضور الدروس و الصلوات في المسجد كالعادة و صلاة التراويح و نكثر من التلاوة و نقيم صلاة التهجد . في مرحلة الفتوة في المرحلة الثانوية كنت في مجموعة نشطة نقسم أيام الأسبوع في الإجازات بحيث يكون في كل يوم درس يحضّر له أحدنا ، فيقرأ لتحضير درسه إن كان في السيرة ، من مراجع السيرة و يسأل الشيوخ و يجتهد ، و هكذا لو كان الدرس في الفقه أو الحديث أو غيره … طبعا تزودنا بالمعرفة الأولية في تلك العلوم من شيوخنا . قرأنا كل كتب سيد قطب (حتى قصته الأدبية أشواك) و كذلك كتابات محمد قطب ، و أغلب كتابات أبو الأعلى المودودي خاصة كتابه : المصطلحات الأربعة في القرآن و أبو الحسن الندوي (لا زلت احتفظ في مكان بعيد مني الآن بتلك الكتب) ، كانت مكتبتنا تحتوي على رياض الصالحين و فقه السنة لسيد سابق غير كتب الصحاح و التفسير . كنت أحرص على التمسك بالعبارة (اشغل فراغك بذكر الله) فكنت أجتهد في الذكر و الأدعية في أي مكان : في البص ، في الطريق ، في مناسبات الفرح أو الحزن ، في كل مكان و زمان تقريبا . كان بعبع المرأة مخيفا يسكن هاجسه بداخلي رغم الاستعاذة و الهروب من التفكير فيه ، كنت أشعر بتأنيب الضمير عندما أرى صدرا ناهدا أو ساقا مدملجة أو وجها فاتنا أو غيره مما كنت أراه غواية و فتنة … أقسى لحظات التأنيب كانت عندما أصحو من النوم أثر الاستحلام ، خاصة إذا كانت زائرة الليل في صورة فتاة أعرفها أو واحدة انحسر ثوبها فوقع بصري عليه من غير قصد ، في ليالي الشتاء كان الأمر مزعجا إذ كنت من الذين لا يستطيعون النوم بجنابة فاستحم بالماء البارد . كانت هناك ألفاظ تثير أعصابنا بمجرد سماعها ، فألفاظ مثل الشيوعية أو العلمانية أو الإلحاد كانت تجعلنا كمن تتلبسه حالة (المتلبشة) في حلقة الزار . في مرحلة الشباب عند دخولي الجامعة التقيت بأحد الأقرباء الساخرين و كان يسبقني بعام . كان من أولئك الذين تتحدث عنهم الأسرة أنه من الأولاد (البايظين) لأنه أصبح شيوعيا و حذروني من صحبته . أحس الشاب أنني اتجنبه ، فكان كلما يلقاني يسلم عليّ ساخرا ” وصوك ؟ ” ، للغرابة لم يكن الشاب شيوعيا كما عرفت فيما بعد … و أصبح من أصدقاء الجمهوريين ثم تصوّف و غرق في التصوف و سمعت عنه قبل أعوام أنه ترك التصوف و بعضهم قال أنه أصبح لا دينيا . الذي دعا الأسرة لوصفه بالشيوعية هو تحرره من كثير من اعتقادات المجتمع . لفت نظري ذلك الشاب بقوله : (احسب ساعاتك للآخرة و ساعاتك للدنيا) … عندما هدأت النفس قليلا و اقتربت من ذلك القريب أحببته و منه تعرفت على الدنيا ، اعدت قراءة كتب كنا نقرأها لنبحث عن عيوبها و قرأت كتبا لم أسمع بها من قبل و انفتحت عوالم لم تغلق حتى اليوم ، عرفت معنى أن تكون أنسانا و شرط الإنسانية أن ترى الآخرين أكفاء لك ، ليسوا أدنى و لا أعلى و أن عقلك ليس أفضل من عقولهم و لا شيء يميّز إنسانا على آخر إلا حسن خلقه ، كل الناس سواسية لا فرق بينهم بلون أو دين أو عنصر أو قومية أو جنس أو أي شيء آخر و أن من لم يحب الإنسانية كلها سيظل متخلفا بكل المقاييس . فيما بعد ، بعد تخرجي جمعتني الظروف خارج السودان بشاب أوربي في مثل عمري تقريبا . بعد مدة من الزمالة قال لي : أرجوك لا تفهمني خطأ أو تغضب مني إذا سألتك : كم عدد الساعات التي يقضيها فلان في العبادة و الهمهمة ؟ (فلان ذاك كان أحد الشباب العرب المتدينيين على الطريقة السلفية بلحية ضخمة) تذكرت سؤال قريبي الساخر عن ساعات الدنيا و ساعات الآخرة . حسبت ساعات عبادات الإنسان النموذجي من وجهة نظر السلفيين كما عشتها كالتالي : بحرص ذلك النموذجي على التهيوء و الذهاب مبكرا للصلاة و شغل خاطره بالصلاة و العبادة بوقت كاف فإنه يحتاج لساعة في المتوسط من تهيوء و وضوء و تلاوة و صلاة و نوافل و جمعة و وقت التراويح في رمضان و التهجد … خمس ساعات في اليوم ، ساعة أخرى في الأدعية الماثورة و الذكر و حضور الدروس يكون المجموع ست ساعات في اليوم لذلك الشخص النموذجي الذي يكلمنا عنه الشيوخ في كل دروسهم تقريبا ، في السنة نضرب ست ساعات في 365 يوما ثم نقسم الناتج على أربع و عشرين ساعة لنجد أنه يقضي 91 يوما من السنة في هذه العبادات (لم نحسب قيام الليل) . لو حسبنا صيام المسلم النموذجي بأفضل الصيام (عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله – – قال: { ‏إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } [متفق عليه] فربما كان غيرممكن في زماننا ، دعنا نقول إنه لا يصوم صيام داوود لكنه يصوم كل إثنين و خميس ، و يصوم التسع الأولى من ذي الحجة ( و العاشر من محرم و ست من شوال مع شهر رمضان ، فعلى الأقل سيصوم 30 يوما زائدا يومين في الأسبوع أي 8 أيام في الشهر أى 88 يوما في 11 شهرا (غير رمضان) أي 118 يوما في السنة صيام . وقت الصيام سيكون الذهن مشغولا دنيويا يالأكل و الشرب في نصف اليوم الأخير و أخرويا بالذكر في كل الأوقات ، فلنحسب النصف عبادة أي 59 يوما في العام لا يخالط فيها القلب شيء مع الذكر . إذا جمعنا زمن ذكر الصلوات مع الصيام أي 91 يوما زائدا 59 يوما يصبح لدينا وقت الذكر 150 يوما ، باقي الوقت للتفكير في العمل و العلم ، لن نحسب أي زمن آخر . من 365 يوما لدى المسلم النموذجي 150 يوما ، طبعا الكفار مستغرقين زمنهم كله في العلوم الدنيوية التي لا خلاق لها في الآخرة من فيزياء و كيمياء و جيولوجيا و هندسة الجينات و الاقتصاد ، أي 365 يوما من 365 يوما (0اعتبرنا الإجازات و الترفيه للطرفين من أوقات العمل و التفكير) … يبقى للمجتمع النموذجي السلفي 215 يوما مقابل 365 يوما للكفار . لذا على المسلم أن يكون حريصا على آخرته لأنه يصعب عليه اللحاق بالكفار في علوم الدنيا .
تبقى شيء آخر : كتب العالم الجليل (مسلم أنا) في إحدى تعليقاته عن أبكار السقاف : (من امثلة التدليس الفاضحة في كتاب الكاتبة ابكار السقاف هو ان كتابها اعتمد على مقولة منسوبة الى جد الرسول عليه الصلاة والسلام تتعلق بتأسيس دولة توحد العرب ويسيطر عليها الهاشميين للايحاء بأن النبوة انما كانت فقط وسيلة لتحقيق هذه المقولة، وقد ذكرت الكاتبة ان مرجعها لهذه المقولة (مصدرها) هو كتاب ?قصة الأدب فى الحجاز فى العصر الجاهلى? من تأليف خفاجى والجيار حسب ما قالت، ورغم ان الكاتبة لم تحدد رقم صفحة في هذا الكتاب الذي يبلغ حوالي سبعمائة صفحة، ورغم انها نسبته الى مؤلفين خطاء [خطأ]حيث أن مؤلفيه هم د. محمد عبد المنعم خفاجى وعبد الله عبد الجبار (وليس الجيار كما قالت)، بالتغاضي عن كل هذا التخليط فإن نسبة هذه المقولة الى عبدالمطلب في الكتاب الذي استشهدت به الكاتبة هي كذبة كبيرة في حد ذاتها، والحقيقة هي أن الكتاب الذي استشهدت به يقول بأن مصدر المقولة هو اعرابي مر على عبدالمطلب واحفاده وليس عبدالمطلب نفسه ، ولكن رغم هذا التدليس الفاضح من الكاتبة لخدمة فكرة كتابها…) انتهى ما كتبه العالم النحرير (مسلم أنا) … نلاحظ أن العالم الجليل (مسلم أنا) يتكلم عن كتاب و لم يذكر اسمه مما يدل على أنه فعلا لم يقرأه و لا يعرف عن أبكار السقاف إلا ما قراه عنها … الكتاب هو (الدين في شبه الجزيرة العربية) و هو مكون من 625 صفحة و هو الكتاب السادس في سلسلة موسوعتها (نحو آفاق أوسع) و قد اعتمدت (قصة الأدب فى الحجاز فى العصر الجاهلى) كمرجع في ست أماكن من بين أكثر من مائة مرجع من أمهات الكتب ، و موضوع التدليس الذي يقصده الكاتب جاء في صفحة 89 من الكتاب (الطبعة الأولى ــ العصور الجديدة عام 2000) مشار إليه بالرقم (36) في الهامش ، و قد جاء ضمن سياق نذكر منه بالنص : ” يقينا أن من الجديد أن نعلم أن عبد المطلب هو أول داعية رفض التوجه في العبادة للوسطاء و التمسح بأصنامهم أو تماثيلهم بغية التشفع بهم إلى الله ! و من الجديد أن نعلم أن عبد المطلب وحّد الله توحيدا خالصا رفض به إلا التوجه إليه بالسؤال ، فهو بينما يقوم صورة أخلاقية بارزة للقيم الأخلاقية محرما الخمر و الفسق و آمرا بترك البغي و الظلم و موصيا بالوفاء بالعهد و ناهيا عن نكاح المحارم و عن الوأد و متبعا التقاليد العربية في قطع يد السارق و حاثا على مكارم الأخلاق و محذرا من يوم الحساب ، عنه يطلق القول مقسما : ” و الله إن وراء هذه الدار دارا يجزى فيها المحسن بإحسانه و المسيء بسيئاته” فإنما يقوم معلنا أنه يعبد الله على شريعة الحنيفية و يتبع دين إبراهيم و اسماعيل و أنه يتخذ مكانا لهذا التعبد “حراء” فقد كان عبد المطلب إذا أهل شهر رمضان صعد إلى حراء يتحنث و يتعبد ليعود فيودع التبشير بهذا الدين في مسمع من حوله من أبنائه من بهم كان قد اشتد ساعده و من عنهم كان يتحدث قائلا :
” إذا أحب الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء” … انتهى …. الجملة المقصودة بالتدليس هي الجملة الأخيرة … الجملة تم تناقلها عبر الأجيال لما لها من تأثير فهل هناك فرق إن قالها عبد المطلب أو أعرابي ؟ هل تعتبر الكاتبة مدلسة ؟ لم تجدوا إلا هذه الجملة في سلسلة من ست كتب تبدأ من (الدين في مصر القديمة) لتشينوا بها الكاتبة ، ألا تتوفر عندكم مثقال ذرة من حسن النية لوصف من نقل العبارة و جاء بمرجعها أنه قد يكون أخطأ … ثم من قال لكم أن عبارة (يتحدث قائلا) تعني أنه من قالها ؟ … الكاتبة ساقت أدلة من أشهر المراجع الإسلامية على نمو الفكرة الجنينية للدولة في مخيلة قريش و تتطورها و تطور العقائد و تأثرها بما خبرته قريش من العالم من حولها فلم تكن محتاجة لهذه الجملة لتبرهن على مداعبة فكرة الدولة للمخيلة القرشية و مخيلة أكثرهم خبرة بالعالم حينذاك و أقدرهم على استشرافها و التعبير عنها و هو عبد المطلب . الناشرون حكوا قصة السلسلة و عمن طبعوا و نشروا ، و كتبوا أسماء المؤلفين هكذا (للأستاذين خفاجة و الجيار) فهل فرق (الجيار) و (الجبار) شيء يسمى تدليس … كان يكون الأمر كبيرا لو أتيتم بكذب الكاتبة أو إدعائها مراجعا لا تتطابق ما أوردته … يقول أهلنا في المثل (الما عندو لسان ، فقري و فلسان) … ستظل أبكار السقاف من أولئك الأفذاذ في العالم العربي الذين أضاءوا مساحات لم تكن مطروقة و نحتوا الصخر و قرأوا و هضموا و كتبوا ، و بالنسبة لي ستظل محل فخر و إجلال و من الذين ساهموا في تكويني الفكري حتى لو اختلفت معها في نقاط هنا و هناك و مكانتها أرفع و أجل من أولئك الذين يسرقون كتابا بحاله و ينسبونه لأنفسهم و يسمونه (لا تزعل أو لا تحزن!!) ، و من أولئك الذين يكذبون و يرون قصصا لم تحدث إطلاقا مثلما فعلها ثلاثة من أشهر الشيوخ السلفيين عن قصة إسلام موريس بوكاي (ابحث في قوقل عن قصة إسلام موريس بوكاي و على اليوتيوب) أو أولئك الذين ينسبون لبرنارد شو كلاما لم يقله في أشهر كتبهم أو ينسبون لوكالة ناسا ما لا يوجد في موقعها ، أو يكذبون بأن أرمسترونج سمع الآذان على سطح القمر أو أن رائدة الفضاء الأمريكية قد أسلمت أو .. رغم ذلك يجد الكذابون المكانة العالية و الاحترام و يكنزون الذهب و الفضة و تموت أبكار السقاف فقيرة لكنها سعيدة بالحقيقة … لماذا تدلس أبكار و لأي شيء و هي الزاهدة في بهرج الدنيا … يدلس و يكذب من يريدون خداع السذج ليزيدوا أرصدتهم في البنوك و ليستمتعوا بالقصور و البرادو و (مثني و ثلاث و رباع) … سلام على أبكار السقاف في الخالدين … نقبل منكم ان تقولوا : الكاتب لا يعرف ، جاهل ، يخلط ، اختلط عليه الأمر لكن أن تقولوا يكذب فهذه لن تجدوها …مما أحفظه من المتنبي بغض النظر عن رأيي فيه :
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ………… و يكره الله ما تأتون و الكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا و زان الشيب و الهرم
و بيته الشهير :
و آنف من أخي لأبي و أمي …… إن لم أجده من الكرام

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خلاصة المقال:

    الكاتب عاش فترة تدين التزم فيها بصلاة الفجر والتلاوة والاذكار وقد كانت فترة كبت جعلته يحتلم بالفتيات لمجرد انكشاف سوقهن (التدين يجعلك كائن مهووس جنسياً)، وقد اضاع الكاتب الكثير من وقته في اشياء مثل الصلاة والذكر مما اثر على انتاجه، ولكن الاهم من كل ما سبق هو التركيز على موضوع ان كل العبادات اعلاه قد جعلت الكاتب -بحكم تدينه- شخصاً متزمتاً ومعادياً للاخرين بحيث يتحفز ويتعصب بمجرد سماع علمانية او شيوعية او اي فكر آخر، وبالتالي على كل علماني او شيوعي ان يعلم ان كل من يمارس ما ذكر اعلاه من عبادات فهو معادي لهم ولأي فكر متقدم…

    ولحسن الحظ فقد انتقل الكاتب بعد ذلك من حياته المتخلفة المليئة بالعبادات الى آفاق ارحب واوسع بفضل اشخاص مثل قريبه “اللاديني” الساخر ذاك…والمطلوب حتى نخرج من رحاب التخلف الى افاق اوسع لننجح -كما نجح الكاتب- في تطوير ان نفهم بان الموضوع هو صراع بين الحالة التي مر بها الكاتب من تدين (بمظاهره اعلاه) وبين العقلانية والتقدم ممثلة في العلمانية والشيوعية، وأنك كعلماني او شيوعي يجب عليك الانتباه من كل معادّي للآخر ممن يحمل “شُبهة” ظاهرة التدين والاهتمام بالعبادة المذكورة بالمقال!!…

    وبالتالي نرجو من الجميع التركيز حتى يستفيدوا كما استفاد الكاتب، فالموضوع ليس فقط فصل للدين عن السياسة

    وقد يرد الكاتب بأنه لم يقصد كل التدين في حد ذاته مفترضاً جهل القارئ كالعادة، فلو كنت تقصد نوع اخر من التدين غير ما وصفته بمقالك فكان الاحرى بك اذاً الحديث عنه حيث لا يُعقل ان تفرد معظم مساحة المقال للحديث عن شئ ليس هو موضوعك الاساسي او ما تعنيه!!

    عندما نقول لاخوانا العلمانيين لا تنخدعوا بكل من يتستر خلف ستار العلمانية يتقافز لك البعض دون فهم ظانين ان الموضوع هو العلمانية وما سواها، ورغم معرفتي ان كثير من المطبلين للكاتب هم جزء من فريق العمل المُكلف مع الكاتب لانجاز مهمة معينة إلا انني استغرب في قارئ يدّعي انه مسلم ولا يعي ما يُقال واستغرب ايضاً من قارئ علماني لا يعرف الفرق بين العلمانية السياسية وبين العلمانية الوجودية التي انقرضت ويمتطيها اليوم فقط الملحدين و اللادينيين لخدمة دعوتهم.

    ربما بتعليق منفصل قد اتناول حصة الرياضيات التي استخلص منها عالمنا الجليل ان معظم يوم المسلم ضائع في العبادة وكيف ربط ذلك بالاحاديث…ولكن سؤالي لعالمنا الجليل حتى نخرج من دائرة تخلفنا هو:

    – هل تعتقد ان سبب ضياع زمن غالبية المسلمين اليوم هو الذكر والعبادة ام مشاهدة الافلام وسماع الاغاني؟

    – العلماء يقولون ان للموسيقى اثر ايجابي على حياة الانسان وانتاجه، فهل تعتقد ان للذكر اثر مماثل؟

    – هل سمعت بالآيات التي تقول (ولا تنس نصيبك من الدنيا) او (فأتقوا الله ما أستطعتم)؟ وهل تفهم منها بانه على المسلم اضاعة كل حياته بالعبادة وترك كل ما يلي الدنيا؟!

    – هل فعلاً تعتقد ان هذا هو حجم عقل قرآئك وان هذا ما آلت اليه مقدرة شبابنا على الفهم؟!

  2. بالنسبة لتعليقك عني فيما قلته عن كتاب ابكار فلن اضيع فيه وقتًا، فلو قراءت تعليقي بمقالك الذي اوردت لك رابطه لوجدت انني ذكرت بتعليقاتي اسم الكتاب وحقيقة انه جزء من الموسوعة (نحو افاق اوسع) وبالتالي لا يحتاج الامر لتكرار كل مرة فالكتاب المقصود معروف لديك وتمت الاشارة للمقال ورابطه حتى تقراء قبل ان ترد، ولكن كعادتك ينطلق قلمك قبل عقلك…

    وما يهمني بالموضوع هو ان نسبة المقولة لعبدالمطلب بالكتاب صحيحة وان المشكلة تكمن في ان هذه المعلومة المغلوطة قد بنيت عليها افتراضات خاطئة يحاول من خلالها البعض خدمة دعاوي معينة تتعلق بموضوع اصل الدين الاسلامي…

    بالمناسبة، وطالما انك قراءت السلسلة كما تدّعي، الم تلاحظ فرقاً في اسلوب الكاتبة في كافة كتبها السابقة التي كُتبت ونُشرت بحياتها والتي كان واضحاً فيها احترام العقيدة الاسلامية مثل تكرار الصلاة على النبي عند ذكره (عليه الصلاة والسلام) وبين هذا الكتاب الذي يُكثر من استخدامه الملحدين ويشيروا اليه بكافة مواقعهم، والذي نُشر بعد وفاتها باكثر من عقد من الزمان بحجة ان مسودته كانت مع اختها؟!!…. اما شخصياً ممن يحسنون الظن بالكاتبة ابكار السقاف ولذلك اعتقد ان هذا الكتاب ليس من كتبها على عكس ما تقول، وانه قد تم الصاقه بها بعد وفاتها باكثر من عشر سنوات لخدمة توجهات معينة فاحت نتانتها!!……بالمناسبة ما هدف ذكرك لهذا الكتاب والاستشهاد منه دوناً عن كافة كتب السلسلة الاخرى؟!!

  3. أستاذ سرحان؛
    بالنسبة لتجربتك في الحياة و التجارب المماثلة؛
    تحتاج الي دراسة علم الكابالا لتجد الإجابات الشافية… و للأسف لا توجد مراجع عربية جيدة لهذه المادة…
    فلو كانت لغتك الانجليزية جيدة فأنت من المحظوظين لأنك ستجد كل ما تحتاجه…
    أرجو ان تكون مستعد للتلقي..،

  4. لا تكذب علينا يا هذا ….. فمن شب على شي شاب عليه .. أنت تقراء من مكتبة الشيعة
    و الزنا حلال عند الشيعة بامر من الدجال الشيعي المعروف بالملا فهو حلال عندكم يا شيعي

    معلم شعي في مدرسة بنات تتحدث عن

    درس شيعي ناري الاستاذ يعلم البنات ممارسة المتعة ويقول لهن مارسو المتعة مع كل الناس وهوا حلال
    الشيعة يحثون بناتهن على ممارست الجنس ويقول الدرس بانه يجب على البنت ممارسة المتعة مع من تحب

    http://www.youtube.com/watch?v=frDJOg8x_d4

    http://www.youtube.com/watch?v=o3Uk5RVAtQU

  5. شكرا على المعلومات القيمة عن الكاتبة ابكار واتمنى ان تجد التقييم الذي تستحقه. اذا كان الكتاب الذين يحالون تندنيس اي محاولة ترمي الى نظرة تختلف عن ما سائد من لنظرة السلفية فلن يستطيعوا ارجاع التطور للخلف وحظر الفكر. كما لن يستطيعوا ان يؤثروا على اي انسان لديه ىفكر به من رمي او الايحاء بان يفكر صار ملحدا ولذلك يرفض رايه. فالواجب الرد على الفكر بالفكر لان الكفير وغيره لن يجدي نفعا. كما ان الهجوم علي الكاتب وطريقة كتابته بدلا عن الفكر الذي يمثله وطرح الفكر البديل لن يساعد على وانما يدل على افلاس صاحبه ومنطقه

  6. أولا :اذا كان سرحان يحسب القراء بهذه السذاجة فليبحث عن ءاخرين ليمارس هوايته عليهم , فالتجارب الشخصية لا مكان لها عندما نتحدث عن فكر جمعي , و أعتقد ان عبدالله القصيمي كان اكثر علما( اقصدالعلم الشرعي ) منك قبل ان يلحد , فما الفائدة من هذه السيرة الشخصية .
    بالمقابل هناك من كانوا منغمسين في الضلال و الانحلال و اهتدوا فيما بعد!

    ثانيا: يعتمد سرحان كثيرا في أمور واهية في الحقل الذي يتحدث عنه و من ذلك
    1. يستدل بروايات الواقدي و الذي هو من المتروكين بل متهم بالوضع عند أهل الرواية
    2.يأتي بأقوال اقل ما يقال عنها بأنها غريبة مثل أن جاليليو عوقب بسبب ارائه في النظرية الذرية بينما المعروف أن الرجل حوكم بسبب نظرية فلكية ما ذكره في هذا المقال عن أبكار السقاف

    3.يستغل افعال قلة قليلة ليحكم بها على منهج كامل بناءا على هواه و لو استخدمنا نفس المكيال معه لرأى عجبا

  7. اول شئ أبحث عنه فى الراكوبة مقالات العالم سرحان ونحن فى اتتظار مقالاتك عن إدعاء ان العلماء المسلمين هم اساس الحضارة الغربية.

    كسرة
    كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ………… و يكره الله ما تأتون و الكرم
    ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا و زان الشيب و الهرم,,

    مسلم انا وود الحاجة سرحان دة شعر ماعندكم ليهو رقبة,,

  8. ارجو من السادة حوار الشيخ سرحان عند محاضرتنا عن ضرورة الرد على الفكر بالفكر ان يضربوا لنا مثلاً عن هذا الفكر الذي يتحدثون عنه ولم يتم الرد عليه وياليتهم عكسوه في شكل نقاط بتعليقاتهم حتى يتم الرد عليها…

    فنحن لا نرى اي فكر لكاتبكم ونرى فقط قصص وحكايات وتاليف وخزعبلات وتخليط وخلط بين المفاهيم والمصطلحات، ولهذا السبب نرى شيخكم يهرب من متطلبات مثل المنهجية وضبط وتحرير المصطلحات حتي يتاح له مواصلة التخفي تحت ستار خلط الافكار والمسميات، مستغلاً اندفاع البعض في كره الحكومة والكيزان حتى اختلطت عندهم الاهداف والغايات.

    وأكرر رجائي منكم يا سادة بوضع هذا الفكر الذي تتحدثون عنه ولم يُرد عليه في شكل اسئلة او نقاط حتى نستفيد منها ومنكم بدلاً من الكلام الانشائي المكرر!

  9. ( كشفت إحدى دراسات الجهاز المركزى للتنظيم والادارة عن أن الموظف يعمل وقتا صافيا لا يزيد على 27 دقيقة فى اليوم من اجمالى 8 ساعات عمل يوميا أى 480 دقيقة، فإذا قمنا بقسمة 27 دقيقة على 480 دقيقة فى اليوم نجد أن هذه النسبة تساوى 5.6 % وهذا معناه أن بقية النسبة مهدرة وهى ما تعادل 94 % أوقات بلا فائدة ولا تعود بشيء على العمل، مما يترتب عليه خسائر فى الدخل القومى تصل إلى 165 مليار جنيه سنويا.
    هذا ما قاله الدكتور حمدى عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات للعلوم الادارية الأسبق. موضحا أن الوقت أصبح ليس له اعتبار، فهو يضيع على مستويات مختلفة فمثلا فى العمل نجد المفروض أن يعمل الموظف 8 ساعات يوميا، يمكن أن تتخللها فترة نصف ساعة راحة سواء للصلاة أو لتناول إحدى الوجبات، ولكن ما يحدث على أرض الواقع والذى أصبح عادة هو قيام بعض الموظفين بقراءة الصحف أو تناول وجبة الإفطار أو بعض المشروبات أثناء أوقات العمل وغالبا يكون قبل البدء فى أى أعمال، وبعد ذلك تكون هناك أحاديث بالتليفونات سواء الثابتة أو المحمولة، أيضا استقبال بعض الموظفين للضيوف من إدارات أخرى داخل المصلحة أو من الأقارب أو من خارج جهة العمل، وفى هذه الحالة يضيع وقت طويل فى المجاملات والدردشة وتناول المشروبات وتأجيل الأعمال إلى اليوم التالي.)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..