الانفصاليون الجدد ..!!

حينما دخلنا الى مقر اقامة مساعد الرئيس بشارع البلدية كان المكان يعج برائحة الدخان..خرج علينا الرجل في ملابس رياضية وبين يديه كتاب ذاكرة جسد للروائية العربية أحلام مستغانمي..لم تغادر السيجارة الفاخرة فم المساعد الاكبر لرئيس الجمهورية اركو مناوي..كان ذاك اللقاء في معية الدكتور كامل ادريس قبيل انتخابات 2010..خرجت من ذاك الاجتماع بانطباع ان الرجل غاضب جداً ولكنه لا يملك رؤية سياسية تمكنه من احداث تغيير سلمي..صورة الثائر التائه انطبعت في ذاكرتي وعززها السيد اركو مناوي بعدد من المواقف السياسية غير الناضجة خلال مسيرته القصيرة في الحياة العامة.
بالامس اطلعت على تصريح صحفي  للسيد اركو مناوي نقلته عن الشرق الاوسط اللندنية عدد من المواقع الاعلامية..شتت مناوي الكرة  بشكل عشوائي في أكثر من اتجاه..اكد مناوي ان مشكلة دارفور سياسية في المقام الاول وليست قبلية..ولكن الجديد مطالبة الرجل بحكم ذاتي كامل لدار فور..حاول مناوي تبرير موقفه الجديد بقسوة الحكومة العسكرية تجاه سكان الاقليم الجريح ..كما هاجم مناوي ملتقى ام جرس الذي جمع عدد من الحركات الدارفورية بالحكومة السودانية عبر وساطة قادها الرئيس التشادي ادريس دبي..مناوي اعتبر الملتقى مؤامرة يقودها الرئيس التشادي ضد دارفور وترمي لتوطين قبائل عربية بعد إزاحة قبيلة الزغاوة.
بداية دارفور الان تتمتع بشكل من الحكم الذاتي يتمثل في السلطة الإقليمية التي ترأسها من قبل مناوي والآن يقودها التيجاني السيسي رغم ذلك ما زالت الحرب مستعرة والموت اقرب للمدنين من حبل الوريد..بل التجارب أكدت ان الحكم الذاتي وان وصل مرحلة الانفصال لن يحقق الاستقرار في مناطق ملتهبة وتعيش في انقسامات حادة ولنا في جنوب السودان أسوة سيئة ونموذجا قابل للتطبيق في المجتمعات المشابهة.. الا ان الأهم من ذلك كيف لرجل مازال يتحدث بلسان قبلي و ينهض للدفاع  عن مصالح إثنية محددة ان يطالب بحكم ذاتي كامل لدارفور ..مناوي لم يتمكن من تطوير خطابه السياسي ليتحدث عن جميع المكونات الاجتماعية في دارفور.
عندما كان مناوي يتحدث عن المؤامرة التي يقودها الرئيس التشادي ضد قبيلة الزغاوة التي نكن لها احترام تستحقه كان رفاقه في الجناح الاخر من حركة تحرير السودان الذي يقودها المحامي عبد الواحد نور يطرحون ورقة علمية مميزة تتحدث عن المواطنة في دولة ديمقراطية علمانية..بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف مع تلك الاجتهادات التى حوتها الورقة العلمية الا انها تستحق الإشادة والتقدير لانها تعاملت مع قضايا السودان كحزمة واحدة ولم تستسهل الحلول كما فعل السيد اركو مناوي في دعوته غير المبررة لحكم ذاتي كامل لدارفور سيكون مقدمة للحديث عن انفصال دارفور في المستقبل القريب.
بصراحة علينا الإقرار بان دارفور تعيش في أزمة إنسانية كبيرة ..ملايين من أهلنا يتفرقون بين معسكرات اللجوء والنزوح..مئات الآلاف يموتون كل حين في حرب غير مبررة..رغم هذا الواقع البائس الا ان محاولات الهروب الى الامام وتقديم أطروحات انفصالية لن يكون الحل الشافي ..بل أثبتت التجارب ان الحلول الفوقية التي تقوم على استحداث مناصب سياسية تحقق رغبات القيادات وأحلامهم الذاتية ولكنها لا تخدم الشعوب.
الان السيد مناوي يريد ان يركب ذات المركب لتحقيق اهداف شخصية..مسيرته تؤكد زعمنا..ما ان قويت شوكة حركة تحرير السودان قبل عشرة أعوام حتى استغل مناوي القبيلة وتمكن عبر انقلاب عسكري خطط له عبر مؤتمر (حسكنيتة ) من إقصاء المحامي عبد الواحد نور..في مؤتمر( أبوجا) وحينما أمتنعت الحركات الدارفورية من توقيع اتفاق سلام نهائي مع الحكومة السودانية تعجل مناوي وعينه على القصر ووقع اتفاقا لم يدم طويلا..من ثمرة ذاك الاتفاق ان بات المحارب السابق مساعدا اكبر للرئيس البشير..ما ان اقتربت الانتخابات ووجد مناوي ان حصاده لن يكون وفيرا فاختار ان يعود للحرب.
في تقديري ان لكل السودانين الا ينجرفوا مع شعارات جوفاء لا تخدم الا أجندة شخصية..مظالم دارفور تستحق الحل العاجل ولكن يجب  الا تكون مطية للباحثين عن المجد الشخصي.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. #(مظالم دارفور تستحق الحل العاجل ولكن يجب *الا تكون مطية للباحثين عن المجد الشخصي.)
    * صدقت؛ و لكن عم يبحث المتسلطون علي السودان لربع قرن، بعد أن أبادوا ناسه، و أفسدوا مجتمعه، و دمروا اقتصاده و قسموا أرضه.

  2. مناوي والانقاذ وجهان لعمله واحده .. في بدايات الأنقاذ اتبعت نفس الأسلوب الذي يتبعه مناوي .. استخدموا شعارات جوفاء وللاسف اسلاميه حتي يتمكنوا ويخدموا أجندتهم الشخصيه في الحصول على السلطه والمال … في ذمتك وبي امانه وضح ما الفرق بين مناوي ولانقاذ ؟؟؟ … عبدالباقي ناسك ضيعوا السودان … لذلك هنيئاً لكم بي أنجازتكم الشخصيه ولا بواكي على وطن عمل من شراذمة الانقاذ ناس … لكني استغرب كيف لي أولادكم أن ينعموا بي وطن أنتم دمرتموه ومزقتموه شر ممزق … مع العلم بان الغالبيه منكم عملوا جوازات اجنبيه من على حساب وطن كان أسمه السودان

  3. ( مظالم دار فور تستحق الحل العاجل ) صحيح لكن من من هؤلاء الاوباش يستطيع ذلك — لا رجاء ابدا في هذه القيادات العنصرية والجهوية والطائفية التي جبلت على خيانة مواطنيها وكرههم وتقتيلهم — التي حكمت السودان ستون عاما وكرست لهذا الوضع الماساوي — مظالم دار فور ومظالم كل السودان بما فيه الجنوب الحبيب تحتاج لدراسة علمية يقوم بها علماء يحترمون علمهم وضميرهم ويحبون وطنهم — والا فلا دار فور باقية ولا السودان باق —

  4. ايها الكتاب الاسلاميون . . يا عبد الباقى الظافر سيسالك الله وانت ترى الفيل وتطعن فى ضلو . . من الذى سرق الحكم ثم اوقد نيران الحروب والفتنة ثم نهب الاموال والثروات ثم قتل وشرد الناس وترك جثثهم الميتة والحية تملا البلاد ثم تاتى لتلوم ضوارى البرية لماذا تاكل الجثث ؟

  5. حينما دخلنا الى مقر اقامة مساعد الرئيس بشارع البلدية كان المكان يعج برائحة الدخان..(اى دخان سجائر ام دخان طلح وشاف)

  6. وشنو لزوم الدخان دا يا الظافر، فهو لم يضف قيمة للمقال ولا يصلح كمقدمة، آسف إن قلت لك بأنه كان خصماً على مقالك الجميل دا.

  7. تفكيك دارفور و ” بشتنتها ” و تحويلها لمنطقة ملتهبة تجري فيها الدماء و الصراعات القبلية و اطفاء تقابة القرآن فيها … ذلك مخطط صهيوني يتم تنفيذه بكل دقة بايادي كيزانية ” متوضئة” بدماء اهل دارفور …. مهما قلنا فايادي القتلة الماجورة التي تسر بمنظر الدماء و اشلاء القتلى و تستمتع بتدمير الوطن و نهب موارده و تستمتع بمناظر ملايين النازحين الخائفين لن تتراجع عن تنفيذ المخطط بعد ان قبضت الثمن …. اسال ” اخوانك” في المؤتمر الوطني و الشعبي !

  8. لو كل واحد يريد ان يكون مملكته الخاصة لفرض ارادته الشخصية ف انني اطالب بمنحي قطعة ارض لتصبح مملكتي الخاصة ارفع عليها علمي وشعاري وسلامي الجمهوري وعلي ان تفتح علي ساحل البحر الاحمر لكي لا اصبح تخت رحمة الحكومة ف علي الامم المتحده والمنظمات الاقليمة والدول الاعتراف بي مافيش حد افضل من حد بيتي مملكتي
    عزيزي المواطن
    دلل علي وعيك وطالب بحقك لاقامة مملكتك الخاصة بك
    بيتك مملكتك
    **(( ح تندموا ح تندموا ح تندموا اهديت الحلال من بقر وضان وبعير و باعوا واهدوا الاراضي ماذ ا تنتظرون شبر في قبر لم تجدوه يلاكم بسرعة))

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..