أين تذهب قروشك ؟!

كمال كرار
تدفع 10 جنيهات إلي متحصل النفايات ، والشارع مملوء بالقاذورات ، وقد يعطيك إيصالاً وقد لا يعطيك ، ويذهب والخازوق معلق فيك .
وقد تدخل العشرة جنيه خزنة المحلية وقد لا تدخل ، لكنها إن دخلت ستضاف إلي رسوم أخري سلبت منك في شكل جبايات ودمغات وحركات ورشوات .
وسيجري صرف بعض الأموال علي شراء عربات السدنة ، ومصاريف الوقود ، وأجور السواقين وتكاليف العفريتة وغيار الزيت .
والبعض الآخر سيصرف علي تأثيث المكاتب ، وتجديد البوهية ، وتركيب البوابات الإلكترونية ، وشراء الأطباق الفضائية وشاشات البلازما .
وسيصرف أيضاً علي الحوافز والنثريات ، والعوازيم ، والفواتح والمراحيم وكل مناسبات التنابلة
وهنالك المال الذي يخصص للسفر والترفيه خارج السودان ، بالنقد الأجنبي ، أو لرحلات العلاج حتي لو كان ( نزلة) برد
كما أن هنالك نثريات الضيافة ، لزوم القيافة ، فالمسؤول ( يموت) في عصير الجوافة
هذه منصرفات الأموال الموجودة في الخزن الصغيرة ، أما منصرفات الخزن الكبيرة ، فهي المخصصة لشراء المخططات السكنية ، والمنتجعات النهرية ، وناطحات السحاب ، وتأسيس الشركات وتعدد الزوجات .
وما فاض من الأموال بعد ذلك ، يخرج بشيك معتمد إلي حسابات السدنة في ماليزيا البعيدة ، وقطر ( الشديدة)
وبينما تدور قروشك علي ما يهم السدنة والتنابلة ، فإن ولدك ينطرد من المدرسة لأنه لم يدفع خمسة جنيه ، وبنتك تحرم من الشهادة الجامعية لأنها لم تدفع الرسوم والبالغة 100 جنيه ، وولد أخوك لا يعالج في المستشفي الحكومي إلا إذا دفع القروش ، وكل ما تدفعه يدخل ( الكروش) .
وكلما تدفع قرشاً ، يطالبك السدنة بجنيه ، وإن دفعت الجنيه ، طالبوك بعشرة وإن دفعتها كتب عليك أن تدفع 100 ، دون أن تحصل علي أي خدمة حكومية مقابل ما تدفع من مال .
لو امتنع الناس عن دفع الجبايات ، لانقطعت السيولة عن السدنة ، وشهواتهم وأمنهم ( وبمبانهم) .
وللتذكير فإن عائدات الكهرباء البالغة بحسب أرقام السدنة أكثر من 5 مليار جنيه لا تدخل الميزانية ، ولا تدخل عائدات الذهب لأي خدمة حكومية .
وللتذكير فإن الحد الأدني للأجور 425 جنيه ، والحد الأدني لماهية أي سادن 80 ألف جنيه بخلاف الرشوات التي تسمي تسهيلات .
وكل ماهية سادن يمكن أن تعين 160 خريجاً جامعياً بمرتب شهري قدره 500 جنيه ، أو تبني فصلين دراسة لتعليم 100 تلميذ لا يجدون مدرسة في أقاصي شرق السودان .
وماهية أي سادن ، تعالج 80 فقيراً من أمراض سوء التغذية والسل والملاريا والتايفود .
أما كيف يتخلص الناس من السدنة ، فالإجابة في سوق ( المقاقيش) ، الكائن في شارع أبريل عند تقاطع سبتمبر والحرافيش
الميدان
يا ود كرار كلامك حكم … وللتنابله ردم . واصل نضمك سمح بلحيل .
انا كان عندي محل خليتو عشان المحلية وارتحت من وجع الدماغ كل يوم سرقة بطريقة والغريبة الناس المساكين هم البشيلو المال من المساكين ويعطوها للاغنياء
ليت كتبة الكيزان ياحزون الحكمة من ود كرار