الحوار..استبداد الحكومة وتعسف المعارضة

الأستبداد ليس وقفآ على النظام ، وما يقوم عليه النظام من استبداد خشن بفضل القوة والسلطة متفوقا على من ليس بيدهم السلطة وهم فى سعيهم للسلطة يقومون على أشكال من الأستبداد الناعم ، تجاه السلطة و تجاه بعض منهم ، وهو فى كل الاحوال يقود الى التعسف و الاستبداد ، يعنونون الاستبداد أجمالا بمشروع ثقافى أو سياسي او فكرى أو ربما النقيض لذلك فيتم تبادل الأستبداد من الطرفين وترتكب الاخطاء الفادحة فى حق الشعب والوطن والمستقبل ، لايكفى فقط أن يكون من يحكم ظالما أو فاسدا ، فهذا وحده لايقف دليلا على صدق من يعارضونه ، أو يكون كافيا لاعتبار نقيض الظالم عادلا أو الفاسد صالحا ، النظام يرتكب من الأخطاء والخطايا دفاعا عن فساده وظلمه حرصا على مصالح شريحة صغيرة وقلة قليلة من أتباعه، أغتنوا وأفسدوا تحت حماية النظام و بأسمه ، والمعارضة تخطئ عندما تفوت الفرص و السوانح لمحاصرة النظام بافعاله و اقواله ، و تخطئ فى الاداء والخطاب والاختيار باسم مصالح الشعب ، ليطول الانتظار وتمتد رقعة الحرب والدمار حتى ليكاد يشمل كل رقعة فى الوطن ، ليستمر سقوط الضحايا قتلى وجرحى وينتشر الدمار على نطاق واسع فتتعمق الجراحات وتكبر وتزداد الغبائن و يرتفع سقف المطالب ، وفى هذا لا يتساوى الجلاد والضحية فى عجزهما عن أنجاز مشروعيهما فقط لان الطرفين يفتقران للموارد الكافية و الارادة السياسية اللازمة لذلك ، النظام أوغل فى أرتكاب الفظائع و فشل فى استراتيجية العقيمة والتى بناها على أساس أن فصل الجنوب سيخلق تجانس وحاضنة جديدة ملائمة لمشروعه ، متجاهلا وغافلا عن أن صيغة تعايش المواطنين أورفضهم له لم يرتبط أصلا بشكل ومادة الصراع مع الجنوب الا فى اطار ضيق بين انصاره ومريديه ، أما المعارضة فقد فشلت حتى الان فى ايجاد أى صيغة تتوحد من خلالها لايجاد معارضة قوية وفاعلة وسط بيئة ملائمة من الشك والريبة المتبادلة بين مكوناتها ، ناهيك عن أن تتفق على مشروع وطنى لاعادة بناء الدولة السودانية على أسس الديمقراطية والسلام والوحدة الوطنية والتنمية المستدامة، ظلت فكرة القضاء على النظام بالضربة القاضية هى الاكثر رواجا لدى المعارضة وعلى افتراض صحة هذا الخيار نظريا ، فهو قطعآ ليس الخيار الاوحد عمليا ، لاسيما وأن مشروع الأنتفاضة فشل لأن لا أحد عمل على تهيئة مثل تلك الظروف الذاتية و التى ترتبط بحراك قوى المعارضة و قدرتها على قيادة الشارع و استثمار رفضه لسياسات الحكومة و بالذات ما يتعلق بمعاشه و تعليمه و صحته فلم تتولى زمام المبادرة ابان هبة سبتمبر و تركت الاحتجاجات و المظاهرات تحت رحمة العنف الحكومى و الاستخدام المفرط للسلاح بما اودى بحياة اكثر من مائتي شهيد و عدد غير معروف من الجرحى و المعوقين ، اما نظرية أن تتولد الانتفاضة بالضغط العسكرى فهى رؤية قاصرة ليس فقط لجهة أفتعال الانتفاضة ، وأنما لأن الحقيقة هى أن المعارضة الداخلية فى واد والحركات التى تحمل السلاح فى واد أخر ولايوجد أدنى اتفاق بينهما أو حتى مجرد تنسيق سياسى وكل ماهنالك علاقات خاصة بين بعض من هم هنا أو هناك ، و بأفتراض صحة هذا الموقف فأننا لا يجب ان نساوى بين الطرفين ( الحكومة و المعارضة ) تجاه دورهما ومسئولتها الوطنية تجاه انجاح الحوار، ان الحكومة تتحمل المسئولية الكاملة اذا فشل الحوار و ذلك لبطئها و ترددها فى اصدار قرارات تزيح العقبات امام الحوار وهى اطلاق الحريات العامة و حريات العمل السياسى و اطلاق سراح المعتقلين و الموقوفين على ذمة احداث سبتمبر او على ذمة اى ملفات ذات طبيعة سياسية بما فى ذلك مجموعة حظيرة الدندر ، لن يصل الحوار الى غاياته اذا اصر الطرفان على أستخدام الحوار مطية لتحقيق أهداف ليست بالضرورة هى الاهداف التى يمكن أن تؤدى الى مخرج حقيقى من الازمة الشاملة التى تعيشها البلاد ، نخشى إن المعارضة تمتهن أرتكاب الاخطاء بالانجرار خلف مجموعات ذات ارتباطات اخرى و مواثيق اخرى غير ما هو معلن من اجندة التحالف، والنظام يصر على الاستمرار فى خطاياه وفاتورة الحل المتأخر سيدفعها الجميع ، سيدفعها الشعب بأسره ،،

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..