مصداقية قرارات البشير بين مطالب المهدي وجرأة غازي

يحمد للبشير حتى اشعار آخر أنه ايقن بعد ربع قرن من الحكم الحزبي المطلق أن أزمات السودان التي استفحلت بسبب سياسات نظامه لايمكن حلها إلا من خلال رؤية قومية جامعة بعد فشل كل المحاولات الجزئية التي يستسيغها النظام لاعتبارات حزبية .
وأي كانت الأسباب التي أقنعت النظام بضرورات الحوار الوطني إلا أن المصداقية وقبول تقديم تنازلات للوطن ولشعبه تبقي هي المحك الحقيقي خاصة وأن النظام اشتهر بأكاذيبه وتنكره للوعود والتفافه على كثير من المطالب وهو أسلوب ان نجح في إطالة عمر النظام لربع قرن لن ينجح في حل أزمات البلاد المتصاعدة والتي تنذر بتفتت البلاد وانهيار الدولة بما لايحتاج إلى برهان .
القرارات التي اعلنها البشير هي جزء من مطالب مشروعة للشعب السوداني لكنها تبقى معلقة مالم تزال القوانين المقيدة للحريات ومالم يدرك النظام ويوقن ان الحلول الأمنية لن توفر الاستقرار ولن تجذب الاستمرار ولن تصوب القرار . ولعل ما عبر عنه الدكتور غازي صلاح الدين بصدق عن أن القرارات لابد ان تضمن ان السياسات هي التي توجه الأمن وليس ان يوجه الأمن السياسات هو عين الحقيقة والصواب حتى لايكونالأمر مجرد مولد وكلام على الهواء .
أيضا فإن المطالب التي اجملها الإمام الصادق المهدي بلسان المجرب الذي عركته السياسة والمعارض الذي خبر مطالب الجماهير بروح المسؤولية الوطنية هي في الواقع مايريده الشعب دون نقصان لأنها تمثل الحد الأدنى الذي تواضع عليه الناس خوفا على بلادهم من خطر التمزق والفوضي .
لقد منحت عقلانية ووطنية المعارضين النظام فرصة ذهبية لاستعادة دولة الوطن من جديد مثلما منحت محاذير وتحفظات من لم يحضر افتتاحية الحوار النظام أيضا شرف مواجهة التحدي بانفاذ وعوده فان صدق وعوده فقد ربح وإن حنث فقد خسر خسرانا مبينا ولحق بركب من لفظتهم شعوبهم . هل يدرك النظام أن الوقت قد حان لدفع استحقاقات لن تسقط بالتقادم .
ملحوظة
اهمس في اذان قادة أحزاب الحكومة أن صناديق الإقتراع النزيهة اكرم للجميع وادعى للاحترام من عطايا الحكام فإن ربع قرن من تجاوز الإرادة الشعبية كاف وان الرجوع للحق فضيلة سيما وإن كان من اجل الحفاظ على الوطن .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المثل يقول ان الرجال في افعالها لا في اقوالها ارجو من البشير ان يكون من هؤلاء الرجال ويفي بما اوعد ويحاول ان يخرج من اللذين اذا حدثوا كذبوا واذا وعدوا اخلفوا واذا اؤتمنوا خانوا ولو لمرة في العمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..