كنت في الدولة المرتقبة

بشفافية
كنت في الدولة المرتقبة
حيدر المكاشفي
أتاح لي «ظرف ما» أو للدقة «موضوع ما» -لا يهم القراء ولا داعي لأن نشغلهم به- أتاح لي هذا «الموضوع» أن أزور «دولة الجنوب المرتقبة» وأقضي في رحابها سبعة أيام، من «81» وحتى 42» من الشهر الجاري الذي يؤذن بالأفول، توزعت هذه الايام بين جوبا العاصمة التاريخية للجنوب إلى الآن وحتى إشعار آخر قد تستمر بعده كعاصمة للدولة الوليدة وربما لا، إذ أن همساً وتداولاً غير رسمياً كان قد ثار حول هذا الأمر بُعيد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل، ولكن سرعان ما خبا وإندثر، ولكن ليس هناك ما يمنع إثارته مجدداً ما دام أن هناك أنصاراً لهذا الاتجاه، المهم بعد جوبا حطَّ طائرنا الميمون في رمبيك في زيارة خاطفة، ليستقر بنا المقام أخيراً في واو عاصمة بحر الغزال الكبرى التي كان لها نصيب الأسد من أيام الزيارة، ورغم أن موضوع الزيارة وهدفها الرئيس شغل أغلب ساعات اليوم ولم يمنحني إلا بعض فضول وقت لاتمكن من التعرف بشكل أدق وأعمق على تفاصيل الحياة هناك والوقوف على إتجاهات الرأي العام خاصةً في أوساط العامة والبسطاء بعد أن أصبح «الانفصال» أو «الاستقلال» كيفما يشاء القارئ، واقعاً لا ريب فيه وحقيقة ناصعة لا يخالطها أدنى شك، إلا أنه -أي موضوع الزيارة- قد وفرّ لي من جهة أخرى سانحة نادرة للالتقاء بعدد كبير من الاعلاميين والصحافيين الجنوبيين من إنتماءات قبلية وخلفيات سياسية مختلفة كانوا بمثابة نموذج مصغر يمكن الوثوق به في إعطاء صورة عامة عن الاحوال العامة هناك، هذا طبعاً إضافة إلى الميزة المهنية للاعلامي التي تجعله دائماً في قلب الاحداث ملماً بكل حيوات مجتمعه وأوجه حياته المختلفة ومتابعاً لها وشاهداً عليها بحكم طبيعة العمل..
ومن جانبنا فإننا نشهد هنا بما شهدنا، على الأقل في المناطق المذكورة التي تسنى لنا زيارتها، وما يمكن قوله إجمالاً في هذا الصدد هو أن الحالة العامة يسودها الهدوء والاستقرار والناس يعيشون تفاصيل يومهم بذات الاعتياد الذي درجوا عليه، ربما كان للظرف الزماني دور كبير في حالة الطمأنينة والهدوء الذي لا نتمنى أن يكون هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، فقد تزامنت زيارتنا مع نهاية عملية الاقتراع على الاستفتاء بنجاح، ويبدو أن ذلك هو ما جعل الكل يشعرون بالارتياح بعد فترات من الترقب والتوجس والمخاوف لم تهدأ منذ توقيع «نيفاشا»، خاصةً بعد أن أيقن الجميع أن الخيار الرابح والكاسح هو الانفصال فلذلك «تيقنوا» من أن الدولة رقم «45» بافريقيا لا محالة قائمة، وعلى كل حال كان هذا هو الحال العام الذي رصدناه، بيد أن بعض «الحالات» وإن بدت فردية أو كانت نسبتها ضئيلة إلا أن لها دلالاتها ومؤشراتها التي تستحق الوقوف عندها وهي تتراوح ما بين التعصب الشديد للانفصال والتوسط والاعتدال والاحتجاج على مجمل الاوضاع، فالمثال الأول جسّده مقاتل سابق في صفوف الجيش الشعبي قيل أنه أزهق روحه بسلاحه عندما أفاق من ثورة حماسه واندفاعه للتصويت للانفصال واكتشف أنه صوّت خطأ للوحدة، والمثال الثاني تجده عند من يطالبون باستمرار العلاقات والتواصل والاتصال بين البلدين وقد أثلج صدري أن أغلب من التقيتهم من الاعلاميين والصحفيين لم يعبروا عن ذلك فحسب بل شددوا عليه، والمثال الأخير عبّر عنه من مارسوا التصويت الاحتجاجي حيث القوا ببطاقات الاقتراع بيضاء من غير سوء عن قصد، بقصد التعبير عن إحتجاجهم على مجمل الاوضاع جنوباً وشمالاً..
الصحافة
اولا حمد للة على السلامة واللة خفنا عليك من زوار الليل وقلنا امكن اخدوك رحلة الىبيوت الاشباح جاءت سليمة المرة دى :كان مفترض الجريدة تنوة لسبب غياب مقالك :واى زول من ناس الراكوبة يغيب معناة مشى وراء الشمس
الاخ حيدر
والله يا ود المكاشفى شفقنا عليك قلنا الجماعة ديل يكونوا عملوا فيك عملية. الله ستر اتحصن يا اخوى قبل النوم وبعده.
الرائع ود المكاشفي الف مليار حمد الله على السلامة يا خي بعد الشر عليك….لقد شفقنا كثيرا على غيابك ولكن الحمد لله عندما طالعتنا وشفنا طلتك البهية سكن روعنا وازداد تلهفنا الى جديدك حتى نتلقفه ونلتهمه التهاما الحمدلله وقد متعت ناظريك بالساحرة جوبا وقديما كانت الناس تقول طير طيارة جوبا توديك وما تجيبك والحمدلله ها قد عدت لنا