رئيس لجنة الاستفتاء : تم منحنا اكثر قليلا من ستة اشهر للقيام بعمل يتطلب 42 شهرا

الخرطوم (ا ف ب) – اقر رئيس اللجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان الاثنين ان انقسامات كبيرة تعوق تنظيم عملية الاقتراع في الموعد المحدد في التاسع من كانون الثاني/يناير.
كما اكد رئيس اللجنة وزير الخارجية الاسبق محمد ابراهيم خليل انه تم بالفعل تجاوز مواعيد الاجراءات المحددة في القانون لاعلان لائحة الناخبين. وقال خليل لوكالة فرانس برس "كتبت مذكرة الى الرئاسة اوضح فيها متطلبات احترام القانون حول الاستفتاء. واضاف ان المذكرة "لا تطلب" تأجيل الاستفتاء ولكنها تبين في الوقت نفسه انه تم بالفعل تجاوز الوقت المحدد بموجب القانون للاجراءات الخاصة بوضع اللائحة الانتخابية.
ولم تبدأ اللجنة بعد تسجيل الناخبين بينما يقضي القانون باعداد لائحة مبدئية للناخبين ومنح مهلة شهرين للطعون عليها. ويفترض ان تعلن اللائحة النهائية قبل ثلاثة اشهر على الاقل من موعد الاستفتاء اي انه يتعين اعداد اللائحة المبدئية قبل خمسة اشهر من الاقتراع.
واوضح خليل انه "اذا اخذنا موعد التاسع من كانون الثاني يناير وعدنا الى الوراء خمسة اشهر (الى التاسع من اب/اغسطس) سنجد اننا تجاوزنا الموعد (الذي نص عليه القانون) وهذا ما شرحته في مذكرتي التي تنتهي بجملة +عليكم اتخاذ قرار بشأن ما ينبغي عمله+".
ولا يحق للجنة المنظمة للاستفتاء اتخاذ قرار بتأجيله اذ يتطلب ذلك اتفاقا بين الرئيس عمر البشير والمتمردين الجنوبيين السابقين. وقال خليل "تم منحنا اكثر قليلا من ستة اشهر للقيام بعمل يتطلب 42 شهرا بحسب واضعي الدستور"، مشددا على ان "الوقت هو العقبة الرئيسية امامنا".
منذ تشكيلها في حزيران/يونيو الماضي فشلت لجنة تنظيم الاستفتاء المكونة من خمس جنوبيين واربعة شماليين في الاتفاق على شخص امينها العام الذي سيكون مسؤولا عن الجوانب الادارية والفنية للاستفتاء.
وبحسب مصادر سياسية، اجرت اللجنة اقتراعين على اقتراحين بشخصيتين شماليتين لمنصب الامين العام ولكن الغالبية الجنوبية رفضتهما. وحالت الخلافات بعد ذلك من دون ترشيح اي شخصية اخرى لهذا المنصب.
ويتبادل الجنوبيون والشماليون الاتهامات بالمسؤولية عن تعطيل عمل لجنة تنظيم الاستفتاء. واتهم محمد ابراهيم خليل الجنوبيون بانهم وراء الشلل الذي اصاب عمل اللجنة. وقال انه منذ تشكيلها "قمنا بتعيين 63 مسؤولا (في اللجنة المركزية لتنظيم الاستفتاء وفي لجان التنظيم الاقليمية) بينهم اربعة شماليين و59 جنوبيا، فلماذا كل هذه الضجة حول تعيين شمالي في منصب الامين العام".
وكان القيادي الجنوبي باجان اموم اكد الاسبوع الماضي ان "الشلل" الذي اصاب اللجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان يهدد بتأجيل هذا الاستحقاق الهام الذي يقضي اتفاق السلام الشامل باجرائه مطلع العام 2011.
واكد اموم الذي يشغل موقع الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) "اذا لم تتمكن لجنة تنظيم الاستفتاء من حل المشكلات التي تواجهها، فمعنى ذك ببساطة انه سيتم +اغتيال+ الاستفتاء وستتحمل اللجنة مسؤولية ذلك".
واقر البرلمان السوداني في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي قانونا يحدد تشكيلة وصلاحيات لجنة تنظيم الاستفتاء. غير ان اللجنة التي كان يفترض بموجب اتفاق السلام تشكيلها مطلع 2010 لم تتألف فعليا الا في نهاية حزيران/يونيو الماضي.