(أغنية للفجر والأطفال) – شعر

فضيلي جماع:

أغنية للفجرِ والأطفال

(1)
علميني المشْيَ فوق الماءِ
والرّقْصَ على الحبْلِ
وقبْضَ الرِّيحِ ..
حتى أتقِنَ التجديفَ،
فالطوفانُ آت !
واعذريني .. ربما أطمحُ
في خاتمةِ اللُّعبةِ أنْ أسرِجَ فلْوَ الرِّيحِ..
كي أهديكِ نجماً
ظل من عليائه يدنو وينأى !
ثم أهديكِ مع النّجمِ بديعَ الأغنيات
وأهازيجَ لأطفالٍ تنادوا..
رُغْمَ سيْفِ القهْرِ والجوعِ
تنادوا ليغنّوا..
تحتَ ضوءِ القمر الضاحكِ
أنغامَ حياةٍ
لكِ .. لي ..
للناسِ في كل أوانْ!
لبلادٍ تعلن الحرب على تاريخها
ثم تنام!
علميني لغةَ الصّبْرِ
لأنِّي في الزمانِ القحطِ
لا أحني جبيني..
لعويلِ الرِّيحِ والعزْفِ النشاز !
(2)
علّميني كيف من أوْجاعِنا
ننْسِجُ أحلاماً وورداً للصِّغارْ
كيف من ظلمتِنا..
تسطعُ أضواءُ النهارْ!
أمسِ بعثرْتُ مع اللّيْلِ همومي
هبَطتْ في راحتي نجمةُ صيف
قالتِ النّجمةُ :
إنّ الليْلَ في آخِرهِ..
فاصعدْ على سلّمِ أحلامِك
واشهدْ غُرّةَ الفجْرِ جميلاً وعليلا
طارتِ النّجمةُ..
عادَ اللّيْلُ أفعى تتمطَّى
كان فجّاً وثقيلا !
بيد أنِّي في ثناياه..
رأيْتُ الشمسَ في نُضرتِها ضاحكةً..
تغسلُ بالضوءِ قرانا !!
خرج الأطفالُ أزهاراً على الحقْلِ
تنادوْا ليغنّوا..لكِ..
لي.. يا ورْدةَ النّارِ..
لفجرٍ رائعِ الطّلْعةِ..
يهدينا زغاريدَ الحياة !
لندن ، أبريل 2014

فضيلي جماع
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. + هذه من أفضل وأرقى قصائد فضيلي التي كتبت خلال السنوات الأخيرة .. ففيها أداء فني عالي جداً وفيها تشبيك وتسبيك رائع للأشياء !!!

    + القصائد الآتية من صاحب (الغناء زمن الحزن) , في الأوقات الأخيرة, وكذا مقالاته النثرية تكشف عن وطنية ناضجة وحس إنساني أعلى , وفوق هذا , محملة بالتفاؤل الثوري .. فهي تحمل الحزن والظلام بكفة والفجر والنور الدافق بالكفة الأخرى !!

    + فضيلي, كاتباً وشاعراً ومثقفاً, من النادرين الذين لم تغب عنهم أبداً “الصورة الكبيرة” ( the big picture), وهم يكابدون الصور والتعرجات والتفاصيل “الصغيرة” !!

    + قصائد فضيلي الأخيرة تحتاج تحليلاً أوسع, ونتمنى أن نستطيع العودة لها في سانحة أكبر , في مقال أو دراسة خاصة..

    + الآن.. شكراً .. الجميل فضيلي ,فأنت بعضاً من حزننا القديم وكلاً من فرحنا البديل وتلألئا ً لا ينتهي.. من النجم الكبير الذي يضيء قصيدتك الكبرى.. (الوطن) !!!

  2. أأأه للخرطوم وأأأأهين لبياحة
    أضحت مستراحة
    جوع بلا زرع ولا مساحة
    بترول منقول على صواري فضبي
    واقف ولا بقول هي
    اكلن سخلان الخرطوم ومرحن
    طالما هناك نباح الجراء يخيف زئير الاسود بالخوف توشحن
    وعيلات امك حولك كل من رفع صوته من اخوانهم له تجبخن
    فضيلي بهوانا حتى عيش المستراح بقى ابعد من راية المراح

    مهداه لفضيلي جماع من إبن عم له

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..