هل الفقر مأثرة- بروفسير/ محمد هاشم عوض

أول ما دعا إليه الإسلام القراءة و هي تعني في شمولها الأرفع العلم و المعرفة و هي جميعها من مقومات العمل و الكسب و هو أيضاً مما حض عليه الإسلام و قد ورد في كثير من الأدبيات ” لأن تتركوا أبناءكم أغنياء أفضل من تركهم فقراء يتكففون الناس، أعطوهم أو منعوهم” و مما هو قريب من هذه المعاني ? قيم للإسلام و تعاليم للأديان الأُخري !
درج بعض الكتاب و الصحفيين التحدث عن بعض المسؤلين و مدحهم بأنهم ماتوا فقراء أو تركوا دنيانا هذه و هم لا يمتلكون بيتاً أو مأواً ، و غير ذلك مما يعني أنهم كانوا فقراء زاهدين ! و يحسبون هذا في عِداد المآثر التي خلفوها ! أي مأثرةً في الفقر ؟ لقد إستعاذ منه نبينا الأعظم !
آخر ما قرأت في هذا الشأن ما سطره الطاهر ساتي عن بروفسير / محمد هاشم عوض و عاب علي جامعة الخرطوم إخراج أُسرته من المنزل ! كما طالب إستثنائه و أورد بقاء الزبير بشير طه في منزل الجامعة لأكثر من خمسة عشر من الأعوام ! و هو الآن والي !
لذلك سأتناول هذا الموضوع و هو ذو طابع عام رغم ما به من خصوصية لشخص الأستاذ و الوزير الأسبق محمد هاشم عوض عليه من الله رحمةً واسعة ، و ليكن بموضوعية و عقلانية و بطريقة علمية ، دونما عاطفة ! و لنبدأ بالبروفسير / محمد هاشم عوض ، فقد مات فقيرا لا يملك بيتاً كما أورد الطاهر و غيره من الصحفيين.لقد سمعت بروفسير / حمحد هاشم عوض و هو يخاطب ندوةً بقاعة الشارقة وهي تبحث في الفقر و مشاكله بالسودان قبل أعوام خلت. أكد البروفسير/ محمد علي أن حوالي 90% من سكان السودان فقراء ، بما في ذلك الوزراء ! مما يعني بأنه في عداد الفقراء. و لعل البروفسير أو غيره ذكر الحد الأدني للدخل و هو لا يتوافر لغالب الناس !و ما زال الحال كذلك ! و السؤال هو ماذا قدم بروفسير / محمد هاشم لمحاربة الفقر؟ و هو أستاذ جامعي ، له رسالة ؟ و ماذا قدم و قد كان وزيراً للحد من الفقر ؟ نعني ماذا قدم من أفكار و سياسات ؟ و ماذا نفذ منها عندما كان وزيراً ؟
وهنا قد يكون مناسباً التذكير بما قدمه أُستاذ جامعي آخر و في بلد مشابه للسودان و هو بروفسير / محمد يونس في بنغلادش حيث أسس بنكاً لتمويل الفقراء و تحصل في نهاية المطاف علي أرفع جائزةً في العالم ? مما هو معروف في مسيرة بنك قرامين للتمويل الأصغر!! مع العلم لم تتاح لمحمد يونس فرصة كرسي الوزارة!!
سمعتُ بروفسير / محمد هاشم في حوار و قد رفض أن يقدم حلولاً أو مقترحات لمشكلة الوقود و أسعاره قبل سنوات مضت ، متعلاً بأن أفكاره و مقترحاته سيسأ إستخدامها و قد تأتي بنتائج عكسية أو شئ منهذا القبيل! و قد فهمت بأن البروفسير يريد أن يُشرف علي أفكاره بنفسه لتنفيذها لضمان نجاحها ! وق عجبتُ لذلك! كان حديثه أقرب لحديث الرجل العادي ? كأي ذي صنعة أو مهنة مثل السباك جو الذي إشتهر خلال حملة أوباما الأولي !
يتكلم الناس و يدلون بالآراء و الأفكار و يقدمون المقترحات في الشأن العام ، كما أفعل الآن و لا يهتمون كثيراً بإساءة إستخدام مقترحاتهم أو أرائهم ، بل قد يفرحون إذا ما أُخذ بها ! لذلك أسأل مرةً أُخري ماذا قدم بروفسير / محمد هاشم وهو أستاذ بالجامعة و هو وزير ؟ نأمل من تلاميذه و ممن عمل معه أن يعدوا ملفاً عن إنجازاته لتكريمه و السعي لبناء منزل لأسرته أو شراء منزل جاهز- عملٌ عام يتداعي إليه الناس!
لقد درستُ يجامعة الخرطوم و أعتزُ بها كغيري من الناس و لن يوقفني هذا من نقدها و نقد أساتذتها. في بلد فقير مثل السودان كان يُرجي منها الكثير ! و لكن إذا ما نظرنا بموضوعية إلي كسبها و إنجازات غالب الأساتذة نجدها غير كبيرة و لا تتناسب مع ما يتوفر من موارد و مزايا مثل السكن الفاخر لكبار الأساتذة و الشقق للآخرين!
كم كتاباً ألفوا؟ و كم إختراعاً أجزوا؟ و كم من الجوائز العلمية قد حصلوا؟ و أين ترتيب الجامعة بين جامعات العالم؟
أما الأبحاث و الدراسات المنشورة فهم أدري بها و كذلك طلابهم ! حدثني أحد الأطباء عن أستاذه و هو به معجبٌ ،بأن له من الأبحاث ما يزيد عن الأربعمائة بحث ( 400 ) !لقد أذهلني ذلك الأمر تماماً و لم يزد في إعجابي بالأستاذ و هو الآن وزير يثير كثيراً من الضجة ! لو سألنا هذا الأستاذ عن أحد عناوين هذه الأبحاث لا أخاله ينجح في ذكر الطلاب الذين أشرف عليهم ،دعك من موضوع البحث و نتائجه ! أين له الوقت ليشرف و ليدرس و ليباشر العيادة و ليعاود المرضي؟ لقد كان أحد كبار الأساتذة بجامعة الخرطوم أكثر أمانة و هو يطلب من النميري أن ينظر في ترقيات أساتذة كليته- لأنه لا وقت لديهم بينما الآخرين في الكليات الأُخري يجدون الوقت للكتابة و الأبحاث و قد فعل نميري ! و هنا يمكن للصحافة أن تعمل و تنظر في السير الذاتية علي الإنترنيت و في مظانها الأُخري!
كان عدد البروفسيرات خلال دراستنا بجامعة الخرطوم جد قليل و لا نذكر منهم خلاف عبد الله الطيب ! و كان في العادة يُنادي بدكتور عبدالله الطيب .
أما بروفسير / محمد هاشم عوض وقد ترك دنيانا و ليس له منزل ! فثمة أسئلة لا بُد من الإجابة عليها ، مثل حجم الأُسرة و مصادر دخله الأُخري ؟ و مما أعرفه فقد كان البروفسير متعاوناً مع المركز القومي للبحوث و لعله كان عضواً في مجلس إدارة أحد البنوك ! هل كان يعمل متبرعاً ؟ و مجاناً؟لذلك أعجب من بروفسير في الإقتصاد و يفشل في توفير شئ من المال لبناء منزل في أي موقع بالعاصمة ! الإدخار من أهم أُسس الإقتصاد و إليه تُعزي نهضة كثير من الأُمم مثل اليابان . نجد كثيراً من العمال و صغار الموظفين يتدبرون أمر معاشهم و يدخرون لبناء منازل تأويهم ! فكيف يفشل أُستاذ جامعي؟
و يبقي سؤال مهم ، ماذا قدم بروفسير/ محمد هاشم عوض و قد كان وزيراً للتجارة لمحاربة الفقر أو الحد منه؟ ألم يكن في وسعه أن يضع من السياسات ما يمكن كثير من الناس علي التغلب علي الفقر ومصاعب الحياة ؟ ألم يكن في ومكنته وضع سياسات للتمويل الأصغر ؟ و أُخري لتحرير التجارة و سياسات لتعزيز دور التعاون و نشر ثقافته ؟ و من عجب فقد كان التمويل العقاري موقوفاً لأزمان طويلة و كان قاصراً علي البنك العقاري و الذي توقف لأسباب إقتصادية ? فشل هو و غيره في معالجتها! التضخم !!
تدعو ثقافتنا الشعبية و الدينية للإدخار ” القرش الأبيض لليوم الأسود” و كذلك علم الإقتصاد الحديث! لذلك نسأل ، أين يذهب دخل بروفسير / محمد هاشم عوض؟ لماذا عجز عن الإدخار و التوفير ؟ هل كان ينفق علي آخرين؟ هل كان يؤثر الآخرين علي نفسه و أسرته؟ لا بد من الإجابة علي هذه الأسئلة حتي ننصف الرجل!
يقال بأن رجلاً من عامة الناس ذهب للجنة الأراضي و عندما سئل عن إمتلاكه لبيت ، أجاب” في السودان حتي أبو الدنان لديه بيت و أنا ما عندي بيت!” إستجابت اللجنة للرجل و منح أرضاً و لعله أشاد منزلاً بالجالوص الجميل . في العمارات بالخرطوم قام أحد الخواجات ببناء منزل جالوص و هو مما يناسب أجواء البلاد ! وهذه رسالة أساتذة الجامعات و مناط بحثهم و درسهم ?في إقتصاديات البناء و في التقنية المناسبة و في الجماليات و لكم في بلاد النوبة نظر و كذلك في تمبكتو الجميلة في دولة مالي ! كنا ترتجي أساتذة الجامعات قدوة و مثالاً و للأسف فقد إفتقدناهم ! كلما أذكر أحاديث المسكن و البناء يرد إلي خاطري بابكر بدري، فقد كان رأئداً و معلماً و ملهماً و عليكم بمذكراته و هو يحكي عن ضرب الطوب و إقدامه علي بناء منزله بنفسه و بماله اليسير !
من المعروف بأن غالب المهنيين قد تحصلوا علي أراضي و بعضهم علي بيوت جاهزة و كذلك فعلت جامعة الخرطوم ! الم يمنح بروفسير / محمدهاشم عوض قطعة أرض كغيرهىمن أساتذة الجامعة؟ و قد كان في وسعه بيعها أو بنائها ! و قد فعلتُ ? حيث بعتُ قطعة الأرض التي منحتها و أشتريت بقيمتها منزل جاهز بأم بدة ! أسكنوا بما يتيسر و وفقاً للظروف المتاحة . من مقاصد سياسات الأراضي التي كان من واجب بروفسير/ محمد هاشم و غيره ممن تولوا الأمر الدعوة إليها .ببيع الأرض و رهنا أو إستثمارها و تعميرها نحارب الفقر و نوفر السكن و سبل كسب العيش .لذلك ليس الفقر مأثرةً ليتم الثناء و المدح للفقراء ، خاصة أصحاب الرسالة من الأساتذة و الوزراء- قمينٌ بهم السعي بجد لمحاربة الفقر بكل السبل المتيسرة لهم !
لعل الرجل متصوف و آثر أن يترك دنيانا هذه دون أثر أو أطلال لمنزل سيخرب حتماً. أو لعله صاحب فلسفة أقنعته بالإيثار علي نفسه . و علي كل حال علينا دراسة الأمر بموضوعية و منطق و بطريقة علمية و دعوة لطلابه و معارفه لتكريمه و لتعداد مناقبه و السعي لبناء منزل أو شراء بيت جاهز لأسرته! للفقيد الرحمة و لأهله المعذرة لتناول سيرته ? فهو رجل عام و الموضوع له طابع عام و سنجد دوماً من يغادرنا دونما جدار أو بيت منيف !
الموضوع عام و ما فيهو خصوصية !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما وريتنا رائك في الكيل بمكيالين في الدوله الرساليه بين استاذ تنفذ فيه اللوائح واستاذ اخر يتمرد علي اللوائح خمسه عشر سنه ويا ريت لو بقت علي كده وهو الان يفسد في ارض الجزيره بمباركه المشروع الحضاري
    ثانيا لم يملك بيت فهذه ليس عيبا او قصور في علمه وتخطيطه ..كيف وهو عالم الاقتصاد…تذكرني بقوم لوط عندما قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون فقد علق احد المفسرين متعجبا من مقالتهم (عابوهم والله بما يمدح به الانسان)
    رجاء ارجع لكتب التاريخ والسيره النبويه لتري نماذج من الصحابه رحلوا عن الدنيا بشي منها

  2. قولك انه استاذ اقتصاد ولم يستطيع التوفير ليبنى دارا كما يقول كيف يكون هذا طبيبا ويمرض
    ولماذا مات دكتور بليل مدير الجامعة السابق في عمر 48 بعد ان كان من اول نقلت لهم كلية في العالم وعاش بها عشرون عاما ثم مات وهو الطبيب منطق معوج الفقر ليس مفخرة ولكن لمن ماتوا فقراء ان يفخروا بانهم كان مسؤولين في الدولة ولم يسرقوا ليبنوا دورا، ظل البروفيسير يوسف فضل يجاهد ليمك دارا طوال عمله في الجامعة وما تمكن من ذلك إلا بعد هاجرت زوحته الاستاذة الجامعية للعمل بالخليج لبضعة أعوام وكذلك حال عبد الله الطيب وأبو سليم وغيرهم لن يستطيع أي موزظف مهما كان راتبه ان يبنى دارا مما يتبقى من راتبه غن كان هنالك وإن كان في الدرجة الوظيفية الاولي لأكير من ثلاثين عام كما في الامثلة أعلاه

  3. ماتحاول ان تقوله هو ان البروف محمد هاشم توفرت له الفرص لينهب فلماذا لم ينهب
    اخشى ايها الكاتب ان تكون من الذين يعتبرون سرقة المال العام ذكاء والاستفادة من المنصب مأثرة
    والله لا يعاب على البروف انه مات فقيرا شريفا

    ويالكاتب خليك من الاموات ربنا يرحمهم ياخ بس اكتب لينا عن الشخصيات العامة الموجودة ولافة بيناتنا وبنوا العمارات وامتلكوا الفارهات وبما انك بتفهم فى الاقتصاد فورينا هل ممكن من الدخل بتاعم يعملوا الحاجات دى كووووووولها

    اللهم اغفر وارحم للبروف محمد هاشم عوض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..