تسليم الحبل المستخدم في اعدام “علي الكيماوي” الى مدينة حلبجة في كردستان العراق

حلبجة (العراق) – تسلمت سلطات مدينة حلبجة في اقليم كردستان العراق الجمعة الحبل الذي استخدم في اعدام علي حسن المجيد الملقب ب”علي الكيماوي” والذي ادين بالمجزرة التي ادت الى سقوط زهاء 5 الاف شخص في المدينة عام 1988.
تسليم الحبل المستخدم في اعدام “علي الكيماوي” الى مدينة حلبجة في كردستان العراق
وسيتم حفظ الحبل في النصب التذكاري المخصص لضحايا المجزرة، وهم بغالبيتهم من النساء والاطفال، الذين قتلوا في 16 اذار/مارس 1988 في هجوم كيميائي على المدينة شنه الطيران العراقي ابان حكم صدام حسين.
وكان “علي الكيماوي”، الذي صدرت بحقه اربعة احكام بالاعدام احدها على خلفية ادانته بمجزرة حلبجة، قد اعدم شنقا في 25 كانون الثاني/يناير 2010.
واشار الحزب الديموقراطي الكردستاني، ابرز الاحزاب السياسية في محافظة السليمانية حيث تقع مدينة حلبجة، في بيان الجمعة الى ان السلطات المحلية سعت لجعل مكان اعدام المجيد في المدينة من دون النجاح في مسعاها. واعتبرت النائبة الكردية الاء طالباني ان تقديم الحبل للمدينة سيساعد عائلات الضحايا على الشعور بالطمأنينة والارتياح.
وعام 1988، في وقت كانت الحرب مع ايران تشارف على الانتهاء، تمكنت قوات البشمركة الكردية من السيطرة على مدينة حلبجة في اقليم كردستان العراق.
ورد الجيش العراقي بقصف المدينة، ما ارغم المقاتلين الاكراد على الانسحاب في اتجاه الهضبات المجاورة، تاركين وراءهم النساء والاطفال.
وفي صبيحة 16 اذار/مارس 1988، بدأت مقاتلات عراقية بالتحليق فوق المنطقة وشنت على مدى خمس ساعات هجوما كيميائيا مستخدمة مزيجا من غاز الخردل ومواد سامة اخرى هي التابون والسارين وغاز الاعصاب (في اكس).
وحكم على “علي الكيماوي” ابن عم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والقيادي في حزب البعث، ثلاثة احكام اخرى بالاعدام احدها لمسؤوليته عن قمع الاكراد خلال عمليات الانفال بين العامين 1987 و1988 ما ادى الى سقوط قرابة 180 الف قتيل.
ا ف ب
للمعلومية …مجزرة حلبجة ارتكبتها القوات الفارسية الايرانية ..وغاز الخردل الذي ضُرب به
أكراد العراق تمتلكه ايران ولا يمتلكه العراق وهذا ما أثبته أحد رجال المخابرات الأمريكية
الذي قدم الى حلبجة عقب المجزرة …الحقيقة مصيرها أن تظهر يوما برغم التعتيم والتضليل
الاعلامي …
المقاومة العراقية ومرحلة صواريخ أرض – أرض
د. عماد الدين الجبوري
منذ إنطلاقة المقاومة الوطنية العراقية وهي تمتاز بعدة خصائص ذاتية، منها التصنيع العسكري المحلي. ولا غرو في ذلك، فالعامود الفقري لأغلب الفصائل المسلحة يتكون من أشاوس الجيش العراقي السابق الذي له خبرات قتالية واسعة وممارسات مهنية قوية وعلوم تقنية وبحثية ضليعة، جراء سنوات الحرب الثمان التي خاضها ضد النظام الصفوي الإيراني. وكذلك من خلال مشاركاته في المعارك والحروب العربية ضد العدو الصهيوني المغتصب.
وفي شريط مصور بثته هيئة الإعلام في الجيش النقشبندي، المنضوي تحت لواء جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، لقطات من عملية تصنيع صاروخ أرض-أرض أطلقت عليه أسم “النذير”، له عيارات ومديات متقدمة. ولم يفت هيئة الإعلام أن تعرض عملية قصف بصواريخ النذير بتاريخ 11-3-2012 لأحدى القواعد الأمريكية غرب العاصمة بغداد.
أن صاروخ النذير بالقدر الذي يعكس القدرة العقلية العراقية في التصنيع العسكري، فأنه يعكس أيضاً التخطيط المنهجي الذي تسير عليه المقاومة العراقية. حيث يوجد في أكثر من فصيل مقاوم تخصص صاروخي، أعلنت عنه في أوقات سابقة. وهذا يعني أن صاروخ النذير سيضاف إلى بقية الأذرع الصاروخية لدى المقاومة، متميزاً بالمدى الطويل، والكثافة النارية والإمكانية من متانة تطويره.
أن إدخال وإستعمال صواريخ أرض-أرض في هذه المرحلة من الجهاد القتالي، يعني أن الإستراتيجية التي تتبعها المقاومة العراقية في مجابهة العملية السياسية التي فرضها المحتل الأمريكي، سوف لن تقلل فيها عمليات الضرب. صحيح أن المقاومة الوطنية العراقية قد ألحقت هزيمة واضحة بقوات الجيش الأمريكي، وأن الإنسحاب الرسمي لتلك القوات الغازية قد تمت بنهاية العام الماضي. إلا أن المحتل الأمريكي مازال موجوداً عسكرياً وأمنياً وسياسياً. وما التعاقد مع الشركات الأمنية إلا جنود مرتزقة منتشرين هنا وهناك. وكذلك التقرير للمخابرات المركزية الأمريكية التي تثبت فيه ضرورة نفوذها بالعراق. علاوة على سيطرت السفارة الأمريكية على حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء.
لذا فأن توجيه الضربات الصاروخية للقواعد والمراكز والأماكن التي يوجد فيها عسكرة أمريكية، تدل أن المقاومة العراقية لا تريد فقط إنهاء التموضع العسكري الأمريكي، بل تربطه ضمن أستراتيجيتها الجديدة بإنهاء العملية السياسية، كما أنهت الوجود العسكري الأمريكي رسمياً. إذ أن الدعم الأمريكي لحكومة الاحتلال في بغداد، يوجب على أبطال المقاومة الإستمرار بالمجابهة والمواجهة عبر تطوير أساليب القتال وصناعته العسكرية.
أن قادم الأيام ستظهر فيه مزيداً من الخسائر الأمريكية، وإن التعتيم الإعلامي لا يلغي حقيقة ما يجري على أرض الميدان. وأن ما حققته المقاومة العراقية الباسلة من إنجازات ميدانية على مدى تسع سنوات، قد تجلت بتقهقر الجيش الأمريكي وإنسحابه مكسوراً مدحوراً. وأن منطق التاريخ يؤكد أن المستقبل يبقى لصالح أبناء الوطن المقاومين للمحتل الغازي الأجنبي.
ولكي نكون متفائلين تجاه المستقبل، نقول للإدارة الأمريكية الحالية أو القادمة، عليهم الأخذ بمنطق أبن خلدون والإلتزام بنصيحة ونستون تشرشل (1874-1965
فالأول أثبت بنظريته في التنبؤ العلمي بالمستقبل، والتي أخذ بها علم الإجتماع الحديث. حيث يقول فيها: أن الأحداث والوقائع التي تجري في الزمن الحاضر، ولها ما يشابهها من أحداث ووقائع جرت في الزمن الماضي وبنفس المكان، فأنه يمكننا أن نتنبأ بها. مثلاً: أن الاحتلال البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، قد إنتهى عسكرياً أولاً، ثم سياسياً ثانياً؛ عبر مراحل متواصلة للثوار العراقيين. وهذا ما بدأ ينطبق على المحتل الأمريكي، فالجانب العسكري فشل وإندحر ما بين (2003-2011). وأن المقاومة العراقية الآن في مرحلة إنهاء الجانب السياسي الذي أوجده المحتل الأمريكي. وسوف يتحقق هذا الإنجاز آجلاً أم عاجلاً. إنه منطق التاريخ وحقائقه
أما الثاني، فأن قول تشرشل
نحن ننتصر بالحرب ، لا لأننا الأقوى والأفضل، بل “إننا ننتصر في الحرب لأننا درسنا التاريخ وخصمنا لم يستفيد من دراسته”. علماً أن تشرشل لم يكن رجل دول فقط، بل كان عسكرياً خاض الحروب والمعارك، وأنه خطيباً بارعاً، ومؤرخاً نال جائزة نوبل عام 1953 عن أعمال ومؤلفته في التاريخ
إذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تكسب ما تبقى لها من مستقبل في العراق، وأن تتفادى تجربة فيتنام نهائياً، فعليها أن تتفاوض مع المقاومة العراقية بصدق وجدية. هذا إن أخذت بمنطق أبن خلدون، ونصيحة تشرشل، وصاحب هذه السطور