رجال بثلاث أرجل

من النادر جداً أن تجد رجلاً خلقه الله بثلاث أرجل كما في حالة الأميركي فرانسيسكو لينتيي المولود عام 1889، ومن نوادر هذه الحالة الشاذة والخلقة المشوهة أن شخصاً سأل أحد رجال الإفتاء عن حكم وضوء من يمتلك ثلاث أرجل هل يغسلها الثلاث، لم أعرف بم أجاب الشيخ المفتي ولكني أعرف أن من أفاعيل وألاعيب السياسة والساسة صار من الطبيعي والمألوف أن تجد عندنا بالمعنى المجازي عدداً من الرجال بثلاث أرجل، رجل في الحكومة ورجل في الحزب الحاكم والثالثة في الحركة، ثلاث أرجل تحل جميعها في النهاية في جسد الحكومة وتلتصق بها التصاق الدودة الشريطية بأمعاء المريض، فبالأمس في مؤتمر الحركة الإسلامية التنشيطي شاهدت عدداً مقدراً ممن يمتلكون ثلاث أرجل، نافذون في الحكومة وقياديون في الحزب ومن أهل السمع والطاعة في الحركة في آن واحد، مزيج غريب وخلطة مدهشة تخلط حابل الحكومة بنابل الحزب والحركة، لدرجة يصعب عليك معها التفريق بين ما هو حكومي وما هو حزبي وما هو حركي…
ما أسعفتني به الذاكرة للتدليل على هذا (الاختلاط) العجيب، أذكر أن حزب المؤتمر الوطني كان قد شكل لجنة للتحقيق مع بعض كبار المسؤولين في قضايا فساد، وضمت تلك اللجنة وكلاء نيابة ومسؤولين عدليين، وسبحان الله حزب سياسي يفترض أن يكون مثله مثل الأحزاب الأخرى، يمتلك سلطة رسمية تنفيذية تخول له إصدار أوامر تكليف لوكلاء نيابة ومسؤولين بوزارة العدل للتحقيق في قضية، وبالمثل فإنه يمكنه أن يأمرهم بقفل ملف قضية أخرى، ومثال آخر يخص أمين عام الحركة الإسلامية نفسه، شيخ الزبير زار مرة باسم الحركة إحدى الولايات، وزار في تلك الولاية من بين ما زار معسكر القوات المسلحة، وطلب أن يجمعوا له الجنود والضباط، وكان له ما أراد وخاطب باسم الحركة ذاك الجمع، وغير هذين المثالين هناك الكثير لم تسعفني به الذاكرة على هذه (الربة)، بيد أن مثالينا المذكورين كافيان للتأكيد على مدى (الاندغام) والتماهي بين الحكومة والحزب الحاكم والحركة، لتصبح (الحالة واحدة) بين ثلاثتهم، كما يقال شعبياً على مثل هذا الحال، وتلك ميزات تفضيلية يستأثر بها حزب المؤتمر الوطني وحده دون غيره من الأحزاب، وتحوزها الحركة الإسلامية فتستمتع بـ(بركات) الحكومة دون سواها من الحركات…
[email][email protected][/email]
تلاتة ارجل والف لسان ومليون راس تجدهم فيه بعدين انت الوداك شنو لجحر السعلوه
يا كشفه
عاوز تقول كما قال ذلك الرجل في المقابلة التلفزيونية الشهيرة للمذيعة ” …… في سروال واحد” أو كما نقول في مثلنا الدارجي ” هنايتين في لباس ” او كما الأغنية “واصبحنا رغم البين روح واحدة في جسدين “