ولكن من يتعظ..اا

ولكن من يتعظ؟؟؟

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

? بينما يهتف المتظاهرون المصريون في كل المدن المصرية بسقوط النظام المصري، ويتطلعون الى حياة جديدة… تمتدُ أيادٍ عابثة الى المحلات التجارية والشركات والفنادق لتسرق وتنهب.
? وقناة الجزيرة ترصد أحدهم يدخل الى أحد الفنادق ويخرج وفي يدهِ كرسي… نعم مجرد كرسي قد لا يكفي ثمنه لإطعام إنسانٍ جائع وجبةً واحدة.
? وفي تونس حدث ذات الشيئ، فالمتظاهرون يهتفون ضد بن على ونظامه القهري المتسلط… بينما الجائعون يتجهون الى المطاعم الفاخرة، والعراةُ يصوبون نظرهم نحو محلات الملابس، ومن ناهبٍ واحدٍ وسارقين إثنين، تتغير الأحوال الى عصابات.
? وفي الخرطوم حدث ذات الشيئ، يوم أن تطاير الخبر عن مقتل الدكتور جون قرنق، فالجنوبيون غاضبون يتظاهرون في كلِّ مكان ويحرقون ويدّمرون… بينما يتسلل آخرون الى المحلات التجارية بالسوق العربي، والكلاكلة، والجريفات… ويحدث ذات الذي يحدث في مثل هذه المواقف.
? ورغم التشابه الكبير بين هذه الأحداث في مختلف بقاع العالم، إلا أنّ تقييمها يختلف إختلافاً كبيراً بين حالةٍ وأخرى.
? فما حدث في تونس من سلب ونهب يمكن أن نطلق عليه تعبير (خسائر معقولة)، بلغة الجيش حينما يصف بعض نتائج معاركه.
? فكلّ ما حدث في تونس كانت نتيجته النهائية ذهاب نظام زين العابدين بن على… وهو نظامٌ أخذ أكثر من عقدين ليقوي أجهزته القمعية… فإذا كانت الخسائر المترتبة على ذهاب مثل هذا النظام هو مقتل بضعة رجال ونهب بضعة متاجر، فإنّها تعتبر بكلّ المقاييس… خسائر معقولة.
? وما يحدث الآن من سرقاتٍ وحرائقٍ في القاهرة وبقية المدن المصرية هو أمرٌ محزن لا يتمناهُ أحدٌ لوطنه.
? ومقتل المدنيين هو أمرٌ أكثر حزناً.
? لكنّ كلّ ذلك يعتبر (خسائر معقولة) إذا كانت النتيجة النهائية هي ذهاب نظام الحزب الوطني الحاكم في مصر. ذلك النظام الذي قيل أنّه الأكثر رسوخاً في الشرق الأوسط.
? من كان يظنُّ أنّ مصر المحكومة بقبضة الحديد والفولاذ سوف تخرج فيها المظاهرات بهذه الضراوة؟؟؟.
? ومن كان يظنّ أنّ الشرطة المصرية التي يرتعدُ المصريون لمجرد ذكرها (ويتبول سائق التاكسي على نفسه حينما يمر بشارع وزارة الداخلية)… سوف تُحرق مقارها، ويغادر ضباطها تلك المقار بملابس مدنية؟؟؟.
? وقوات أمن الدولة التي أسرف الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله في وصفها والحديث عنها… تلك القوات التي قيل أنّها تعلم الميول السياسية للمواليد قبل أن تلدهم أمهاتهم.
? من كان يظنّ أنّ تلك القوات سوف تختفي من على وجه الأحداث… فلا تضرب متظاهراً ولا تتصدى لمواطنٍ غاضبٍ؟؟؟.
? ذات ما حدث في مصر هو ما حدث لنظام بن على وقبلها لنظام النميري، ونظام الشاه… وهو أمرٌ مستمرٌ استمرار التاريخ الإنساني… إذا (لا) يجدُ الطاغية من يغيثه حين يطلب الغوث.
? هذه التجارب مرفوعة الى المؤتمر الوطني الذي يقولُ نافعه وقطبهُ وغندوره ومندوره (من أشدّ منّا قوة؟؟؟).
? هذه تجارب يجود بها التاريخ الإنساني بصورة راتبة، وهي (دروس عصر) مجانية… ولكن من يتعظ؟؟؟.

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. حقيقي من يتعظ..وحالنا يغني عن السؤال شعب يجوع ويشرد وتعليم بائس وعلاج باسلوب تجاري بحت من مال الشعب المغلوب على امره وكلها تحت مسمى الدين الاسلام هل الله امر بذلك هل اتت رساله رسولنا الكريم متضمنة كل تلك الجرائم في حق الانسان الذي كرمه القراّن نفسه..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..