الاخوان …وايجاد قيمتهم بدلالة الشيوعيين

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوان …وايجاد قيمتهم بدلالة الشيوعيين
المتابع لحركة الاخوان المسلمين منذ نشأتها وسلوكها السياسي في السودان خاصة ..يدرك بسهولة ان مشروعية وجودها تكاد تكون مستندة علي وجود الحزب الشيوعي.. وينهض التساؤل دوما..اذا لم يكن هنالك شيوعيين في السودان ..هل كانت حركة الاخوان المسلمين ستأخذ حيزاً في المشهد السياسي ؟
وتجلي ذلك كثيراً في مواقف متعددة .. بنسبة كل مشكلة الي الشيوعيين.. فانقطاع خدمات المياه أو الكهرباء ..هو فعل الشيوعيين .. حتي تظن انهم سينسبون تعسر إمراة في الولادة اليهم. وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي .. كانت العمالة للاتحاد السوفيتي ..هي الجملة المرادفة لاي حديث عنهم .. والطريف انه بعد تفكك المعسكر الشرقي صار البعض منهم لا يتورع من ان ينسب العمالة للامريكان إليهم.
وقد ذهبوا في ذلك الي ابعد من الحزب الي اعضائه.. بالصاق تهمة الكفر عليهم حتي اذا كانوا يؤدون فروضهم ..وتركوا كل من يتقاعس عن ادائها من غيرهم علي حالهم..دون حرب معلنة عليهم..ومهما ظن الاخرون انهم بعد كل هذه السنين والتمكين الذي جعل كل دعاواهم في الدين .. زيفاً تلمسته ايادي الانسان السوداني البسيط ..والذي لا ينضوي تحت أي حزب أو تيار سياسي.. مهما ظنوا أنهم قد أصبحت لهم مشروعية قائمة بذاتها .. إلا انهم يثبتون عكس ذلك تماما ..
ففي التعبير عن الازمة السياسية والتي تيقن جل السودانيين من مسببها وانه لا يمكن الحديث عن اصلاح بوجودهم..وما تردُد البعض من المشاركة في الانشطة الداعية إلى اسقاطهم إلا من المخاوف التي يبثها النظام من سيطرة الحركات المسلحة بصورة مستمرة.. لا يجدون إلا موقف الحزب الشيوعي بتصويره عائقاً امام الحوار احياناً..او الحديث الساخر عن قلة عضويتهم دون ان يكلفوا انفسهم عناء السؤال عن سبب تركيز اهتمامهم عليه ما دام كذلك.
اما في اساليب الحرب فتكفينا الاشارة الي الخال الرآسي الذي جعل قضيته الشاعر الراحل عمر الدوش واسلامه موضوعاً مستلفاً من أزمنة صكوك الغفران .. حتي تصدي له الراحل محجوب شريف..فسكت عنه ليخرج علينا بعد وفاته بانه قد نطق الشهادتين!!!
والواقع ان هذا لا يعتبر تصرفا فرديا واعتباطيا..ولكنه استمرار في نهج ايجاد قيمة حركتهم بدلالة قيمة الشيوعيين.حتي لا يكونوا بلا مشروعية وجود.
وكل ذلك في الواقع هروب من استحقاقات الاجوبة الضرورية والرؤى المفصلة عن قضايا العصر الحديث.. والتي بدات المجموعات المنشقة .. تستلف ادبيات الآخرين ..مخافة الخروج من دائرة التأثير في تشكيل المستقبل ..دون أدني شعور بالذنب على ما اقترفوه.
لكن الثابت انها مهما فرفرت..إلا ان عقالها الابدي ..هو مرجعيتها الفكرية .. ولا اقول الدينية..لان الآخرين قد ثبت انهم اكثر حفظا لحرمات الدين .. مهما رموهم بما ليس فيهم ..لكن الاهم من ذلك هو سقوطهم المدوي في جملة تجاربهم .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية اخي ان اساس قيام فكرة الاخوان مبنية على مقابلة الشيوعيين والاشتركيين لانهم حتى الان لا برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي لهم وشعارهم الاسلام هو الحل ولم يقدموا برامج سياسي اقتصادي اجتماعي يمكن نقدهم فيه انما تخفوا خلف شعار الاسلام هو الحل لتحقيق مقصدين اولا استقطاب الجماهير واستدرار عاطفتها الدينية وثانيها اخفاء عجزهم عن تقديم برنامج سياسي واضح يمكن من خلاله نقد تجربتهم لان هم يرزحون تحت افكار القرون السحيقة لايمكنهم تقديم حلول (مثل الورقة التي قدمت في المؤتمر الاقتصادي عن دور الجن المسلم في التنمية دي يناقشوهم فيها كيف اما ان تنكر هذا الكلام فانت اذا كافر اما تصدقها ولن ترى رخاء اقتصاديا وانت اذا مغيب الوعي وجاهل حتى بالدين منتظرا السماء ان تمطر ذهبا ) للتنمية التي لا ينسجم حالها مع ما نعيشه اليوم وللشحزب الشيوعي برنامج واصح اختلف الناس معه او اتفقوا ولكنهم لم يدعوا العصمة لبرنامجهم وهم دائما وسط بين المشروع الراسمالي والمشروع الاشتراكي ولكنهم لم يقدموا رؤى تخصهم حتى القوانين الاسلامية كلها من صنع البشر (بل غربيين يعني كفار)عدا سبعة وثلاثين مادة هي المأخوذة من القران

  2. يظل الشيوعيين نخبة من المبدعين والادباء وهم بذلك قادرون على التأثير المباشر على المعارضة ويستفيدوا هم من بريق المعارضة، ولكن يبقى السؤال هل يمكن للشيوعيين أن ينجحوا إذا تحولوا إلى الحكم في بناء دولة العدل والديمقراطية والرخاء؟ حقيقة أشك في ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..