أجندة المهدي الوطنية .. حتّى متى ..؟!!..ربيع عبد العاطي، يوجه انتقادات حادة لرئيس حزب الامة ويقول : انه لم يبرح المنتصف الذي عرف به طوال تاريخه السياسي

تقرير : عمر الفاروق:

لا يزال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي يطرح الأجندة الوطنية و يعتقد انها مخرج للازمة السودانية، حيث عاد مرة اخرى وصعد من اهميتها وضرورة تبنيها اثناء مخاطبته المؤتمر الطلابي الاول لحزبه أول من أمس، بعدما شبهها بسفينة النجاة التي تعصم السودانيين من غرق وشيك.
وتبدو الاجندة الوطنية التي يعتنقها الامام الصادق المهدي كرؤية سياسية ثاقبة لحلحلة ازمات البلاد، بحاجة الى ان تُسلط عليها الاضواء. فالقناعة الراسخة بها لرجل ترأس مجلس وزراء السودان لمرتين، وسياسي عركها لاكثر من خمسة عقود، ومفكر اثرى المكتبة السودانية بمنتوجات فكرية عديدة، لحري بالسؤال عما اذا كانت هذه الاجندة بالفعل تمثل املا لخلاص السودان من ربقة الجدل السياسي، وعما اذا كانت ايضاً مدخلاً شاملاً لجرد حساب جدل السياسة الذي يعتبر سمة بارزة في حياة السودانيين، ويمتد السؤال، الى: هل أضحت هي البديل الاوحد بنظر الامام الصادق المهدي للتغيير السياسي، وما هي هذه الاجندة وكيف هي آلياتها وما السبيل الى الاقناع بها بعدما بشر بها ولم يتبق الا ان نعرف كيف يمكن الوصول اليها ومتى تتنزل الى ارض الواقع؟
يقول محللون، انه بالرغم من انخراط حزب الامام في صف المعارضة التي تدعو لازاحة المؤتمر الوطني عن سدة الحكم، الا ان هذه الاجندة الوطنية يبدو انها تخاطب الحزب الحاكم بأكثر مما تخاطب اي طرف آخر، فهي ترمي بثقلها كله على قبول الوطني لها وتلاقي في الوقت نفسه قبولاً مبدئياً لدى المعارضة. غير ان الحزب الحاكم الذي وجد ضالته من حزب الامة بمشاركة نجل المهدي، العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعداً للرئيس عمر البشير، لا يبدي اي استساغة لما يقول به الامام حالياً على ما يقول مراقبون.
ويبدو إن امام الانصار انما يستمسك بحلول حزبه المنظورة للازمة السودانية، وانه في نهاية المطاف يقدم ما عنده من رؤية، وبالتالي يكون قد رمى بسهمه في الحل الوطني الى حين على ما يبدو، او من ناحية اخرى قد تكون بالفعل هي مركب نجاة السودانيين اذا ما تم تنفيذها على ما يقول مراقبون. وبحسب المتحدث الرسمي باسم حزب الامة القومي،ياسر جلال، فإن الاجندة الوطنية ليست مشروعاً خاصاً بحزب الامة وإن طرحها حزبه، وانما هي مخرج للوطن وللجميع. ويضيف جلال في حديثه لـ(الصحافة) أمس، ان الاجندة الوطنية ليست وليدة العام الفائت، وانما هي عبارة عن تراكمات حول مباديء لا تختلف معها القوى السياسية على الاقل في الحد الادنى. ويزيد مساعد الامين العام، ان الآليات لتحقيق الاجندة الوطنية هي الجهاد المدني بوسائله المعروفة، ويقول ان المشكلة مع الآخرين في الوسائل في اشارة الى خيار العمل المسلح، ويمضي جلال الى قوله «نعمل على تعبئة الناس ونرى اننا قطعنا شوطا كبيرا، وان الناس الآن تعلم ما هو طرح حزب الامة». ويضيف ان الاجندة الوطنية ليست هي الخيار الاخير لحزبه، غير انه يقول ان كل الخيارات الاخرى كلفتها ستكون عالية على الوطن، ومن هنا المحاولات جارية لاقناع الجميع بضرورة النظر اليها باعتبارها مخرجا اقل كلفة لحل قضايا البلاد. ويقول ان المؤتمر الوطني يصر على مشاركة ثنائية في السلطة وهذا ما نرفضه «نحن لا نحتاج لان نتوظف ونلمس تعنتا من المؤتمر الوطني، وهو يقف عقبة امام التغيير، بالرغم من انه اذا توافق معنا حول الاجندة الوطنية فهذا الامر يصب في مصلحته ويعد مخرجاً له».
ويعود جلال ويقول، ان طرح الاجندة الوطنية من مزاياه الاساسية، ترتيب نظام سياسي جديد على اساس الدولة المدنية بمرجعية اسلامية وتجنباً لاي سيناريوهات اخرى، لافتا في حال انتصار العمل المسلح فانهم يتحدثون عن دستور علماني، ويقول في تلك الحالة فانهم سيفرضون آراءهم مثل الانقلابيين، ويقول ثمة فرق آخر نحن نتحدث عن كل ازمات الوطن وهم ربما يتحدثون عن اسقاط النظام وقضايا الهامش. ويضيف نحن نحاور الجميع من اجل اقناعهم بان التغيير يحتاج ان تعد له العدة وليس قفزاً على المراحل.

القيادي بحزب المؤتمر الوطني والمستشار بوزارة الاعلام، الدكتور ربيع عبد العاطي، وجه انتقادات حادة لرئيس حزب الامة وقال انه لم يبرح المنتصف الذي عرف به طوال تاريخه السياسي وانه ظل هكذا ولاجديد. واضاف عبد العاطي في حديثه لـ(الصحافة) أمس، انه لا خلاف حول الاجندة الوطنية، وان زعيم الحزب الصادق المهدي يتحدث عن معالجات والخلاف بيننا انه يريد شكلا معينا مفصلا عليه. من ناحية اخرى يصف عبد العاطي الوضع الحالي الذي يوجد فيه حزب الامة لا في المعارضة ولا في الحكومة بالوضع الملتبس، فهو يعترف بالجبهة الثورية ويتحدث عن الاجندة الوطنية، اي انه يريد بناء الوطن وهدمه في الوقت نفسه.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري، الدكتور حمد عمر حاوي، يقول لـ(الصحافة) أمس، إن برنامج الاجندة الوطنية الذي يطرحه حزب الامة يمثل جزءا كبيرا من مكونات المجتمع بما فيها الجبهة الثورية التي تحمل بداخلها مكونات دارفورية كثيرة وانه لا يخص حزب الامة وحده وان كان هو الذي يطرحه. غير انه يضيف لقوله، ان المهدي ظل يتحدث عن قضايا كثيرة لكنها تظل مجرد احاديث ومن غير ان يحدث فيها تقدم ملموس. ويذهب حاوي الى انه في الافق المنظور لا يبدو ان المهدي لديه آليات لتحقيق الاجندة الوطنية، وعاب عليه تردده حيال المشاركة في الحكومة او العمل المشترك مع المعارضة. ويقول انه يكاد يبدو منتظراً للحزب الحاكم من اجل الموافقة على الاجندة الوطنية، غير انه استبعد ان يستجيب المؤتمر الوطني لدعواه.
وعلى كل فإن الاجندة الوطنية منذ الاعلان عنها بالعام الماضي في ذكرى تحرير الخرطوم، ظلت حديثاً راتباً لإمام الانصار الصادق المهدي، في كل المناسبات تقريباً وملخص قوله فيها «اما العمل بها او الطوفان»، رغم انه لا استجابة ملموسة حتى الآن من المؤتمر الوطني لها، والذي قال المهدي انه لم يغلق باب التفاوض معه، وفي الوقت نفسه لم يتم العمل المشترك عليها بين حزبه والقوى المعارضة بسبب ما يظهر من خلافات بينهم تطفو الى السطح مرةً بعد أخرى.

الصحافة

تعليق واحد

  1. ربيع عبد العاطى…الخبير والمستشار بوزارة الإعلام

    ينطبق عليه قول أبو الطيب

    نامت نواطير مصر عن ثعالبها..

  2. بنحترمك يا امام،لكن مبادراتك بقت زي السكلبة والعياط..ترجل وسلم الفرس لمبارك الفاضل وهذه المرحلة تحتاج من هم مثله،خلي الفنجطة وروق شوية

  3. حسب ما ورد اعلاه ، إن اجنده المهدي ((ترمي بثقلها كله على قبول النظام)) لها .
    يعني هذا، إستمرار النظام في سده الحكم (بوجه آخر) ..
    يعني .. الـ 23 عاماً من التجاوزات والانتهاكات الفظيعه التي ارتُكبت والقتل والظلم الذي طال الشعب السوداني كافه والتي اقترفها هذا النظام .. تذهب دون مساءلة او محاسبه ؟؟
    .. من الذي اعطى السيد الصادق او غيره ان يتنازل عن حقوق اسر وأهالي و محبي ضحايا هذا النظام في دارفور ، وفي جبال النوبه ، وفي جنوب السودان الذين تّم قتلهم وإبادتهم وإغتصابهم وتشريدهم ، او الذين عذبوا و سُحلوا وفُقدوا في بيوت اشباح النظام القميئه في قلب العاصمه ؟؟
    .. من الذي فوّض هؤلاء التحدّث باسم والتنازل عن حقوق مئات الموظفين والملاييين من ابناءهم ومن يعولون بالخدمه المدنيه والشرطه والجيش الذين تمّت إحالتهم لصالح (التمكين) ؟؟
    إن أجنده المهدي وحزبه ، والحديث عن إعفاء النظام و اجهزته الامنيه القمعيه و مليشياته المتوحشه ، ومكافأته بإشراكه في الحكومه الوطنيه المقترحه القادمه ، لهو تجني وتجاوز سافر لحقوق ضائعه ومظالم كثيره وقعت طوال عهد هذا النظام القاتل الفاسد تجاه ابناء شعوب السودان كافه وعلى الوطن خاصه .
    إن حديث السيد المهدي والمتحدث الرسمي لحزبه لهو مستفز لضحايا النظام (وهم هنا كافه شعوب السودان) .
    .. إن عدم مساءله ومحاسبه من اقترفوا كل هذه الجرائم التي ترقى لجرائم الحرب وإلاباده الجماعيه وانتهاكات حقوق الانسان ، لهو أمر لا يمكن تجاوزه او القبول به ولا يمكن ان يسمى اجنده (وطنيه) ، إن اهالي ضحايا هذا النظام و محبيهم ، ينتظرون بفارغ الصبر ويتطلعون لليوم الذي تمكنّهم حكومه وطنيه خالصه و محاكم عادله وقضاء مستقل ان يقتّصوا من هؤلاء وأخذ حقوقهم و حقوق قتلاهم وضحاياهم مِن مَن تسبّبوا في فقدهم لاحبائهم وعائليهم .

  4. ياتو يوم كان الصادق يعمل لمصلحة السودان المبدأ الأساسي لصادق يا انا فيها يا اجيب عاليها واطيها وسجله حافل بالاستعانة بالدولة الاجنبية ضد السودان فلا مبرر ابد لفعله هذا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..