وزير : الجنوب بحاجة عاجلة لاموال لشق طرق جديدة..ألتقي كل يوم ما بين ثلاث وخمس شركات (دولية) تريد شق الطرق لكنني أقول لها اننا لا نملك المال..

جوبا (السودان) (رويترز) – قال أنتوني ماكانا وزير الطرق والنقل في حكومة جنوب السودان يوم الثلاثاء ان تنمية الجنوب بطيئة بسبب نقص الاموال اللازمة لشق طرق جديدة في المنطقة التي عانت من الحروب والتي ربما تصبح أحدث دولة تقام في العالم في غضون خمسة شهور.
وكان الجنوب واحدا من أفقر المناطق في العالم التي لا تحظى ببنية تحتية جيدة ولا خدمات عندما وقع شمال وجنوب السودان اتفاقا عام 2005 لانهاء أطول حرب أهلية في افريقيا. وأعطت حكومة الجنوب شبه المستقل أولوية للطرق لكن نقص الاموال أعاق التقدم.
وقال ماكانا "ألتقي كل يوم ما بين ثلاث وخمس شركات (دولية) تريد شق الطرق لكنني أقول لها اننا لا نملك المال.
"لربط كل البلدات الكبيرة في جنوب السودان نحتاج الى طرق تمتد لمسافة 13 ألف كيلومتر… نحتاج الى ما بين خمسة وستة مليارات دولار لتمهيد 80 في المئة من هذه المسافة."
وأضاف أن ثلاث بلدات فقط في جنوب السودان بها طرق ممهدة بالاسفلت فالعاصمة جوبا بها 43 كيلومترا كما يوجد طريق يمتد لمسافة 17 كيلومترا بين المركزين الاقليميين واو وملكال.
وتنتشر الطرق الترابية في المنطقة لكنها سرعان ما تتلاشى في موسم الامطار.
وقال ماكانا "ميزانيتي لهذا العام هي 463 مليون جنيه سوداني (195 مليون دولار) وهذه هي ثاني أكبر ميزانية بعد الامن.
"لكنني لا أرى هذه الاموال… تذهب نسبة 70 في المئة من هذه الاموال الى شركات نفذت أعمالا بالفعل. ولهذا ترى بطأ في بعض الاماكن فيما يتعلق بمواجهة تحديات البنية التحتية."
وقال ان ما يتبقى من الميزانية بعد دفع أموال هذه الشركات يصرف في اعادة تمهيد طرق ترابية تلاشت بفعل الامطار وحركة المرورة. وأضاف أن هناك خططا لمشاريع أخرى.
وحث ماكانا المانحين على تخصيص المزيد من الاموال بأسرع ما يمكن لشق الطرق وهو أمر يمثل ضرورة قبل بدء العمل في البنية التحتية في أنحاء الجنوب الذي يصوت في استفتاء على الاستقلال في التاسع من يناير كانون الثاني. ويعتقد معظم المحللين أن الجنوب سيختار الانفصال عن السودان.
وذكر ماكانا أنه اذا انفصل الجنوب فانه يأمل أن يحصل على المزيد من أموال المانحين لتصبح الطرق أولوية.
وانتقد مسؤولون في الجنوب ووكالات مساعدات برنامجا يقوده البنك الدولي لادارة أموال المانحين للجنوب ووصفوه بأنه مرهق ومعقد وقالوا انه ساهم في بطء التنمية في الجنوب بعد اتفاق السلام.
ويعترف البنك الدولي بأن بداية البرنامج كانت بطيئة لكنه يقول ان انجازات كبيرة تحققت منذ ذلك الحين مثل اعادة تمهيد طرق تمتد لمسافة 363 كيلومترا واصلاح طرق تمتد لمسافة 945 كيلومترا