بين البكاء الصامت والخجل الخفي

صدي
بين البكاء الصامت والخجل الخفي
أمال عباس
٭ وسط حالة احباط شديدة جلست لأعمر هذا اللقاء اليومي معكم، اللقاء الذي يجعلني افرغ شحنات القلق والتوتر التي تدخلني الى عالمها حالة البلد عامة.. حالتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. امسكت القلم.. لكنه حرن حراناً شديداً وعنيداً.. ساقني الى تقليب ملفاتي وارشيفي.. استوقفني عنوان لـ «صدى» كتبته في اواخر عام 1002م بصحيفة «الحرية» بين البكاء الصامت والخجل الخفي.. قرأته قالت لي نفسي لم يتغير شيء فليقرأه معك ثانية قراء صدى في «الصحافة».. وانا انفذ ما قالته نفسي..
٭ عندما اقترب من تقاطع النفق بشارع الجيش تزداد ضربات قلبي وتتجاذبني مشاعر غريبة وامنيات اغرب.. اتمنى ان اجد شارة المرور خضراء وان لا اجد ذلك الكسيح الذي يتسول وهو يزحف بين العربات ولا مجموعة الاطفال اصحاب الاجساد الهزيلة والايدي الممدودة في انكسار.
٭ مشاعر واماني جبانة ان أجد الضوء اخضر واعبر بسرعة انه هروب يولد احتقاراً خفياً لموقفي وخجلا دفينا من مشاعري وامنياتي.. ولكن ماذا سيحدث ان اعطيت ذاك الكسيح.. ألف.. ألفين.. ثلاثة من الجنيهات وان فعلت ذات الشيء مع الاطفال.. لا يحدث شيء لم يتغير حالهم ولا وضعهم انها مشكلة اكبر مني.. اكبر مننا كلنا.. انها مشكلة الدولة مهمة ولاة الامر فينا مهمتهم ان يطاردوا الفقر والعوز والبؤس.
٭ مشاعري غريبة لكن مبعثها خاطرة انسانية تثيرها شهوة عارمة لاصلاح الحال في السودان.. عندما اجد شارة المرور حمراء اقف وأتأمل الكسيح والاطفال والمرأة العجوز ويسحقني بكاي الصامت وألعن الفقر والجوع والظلم والعطالة والتشرد وسياسة التحرير والخصخصة والنظام العالمي الجديد والعولمة.. الخ.. وتزدحم مقدمة ذاكرتي بصور متباينة صور اطفال سعداء يمرحون ويلعبون في حدائق غناء وبالعاب من مختلف انحاء المعمورة وصور اطفال يتسولون في نهارات وليالي الصيف ونهارات وليالي الشتاء.
٭ تذكرت خبرا بصحيفة «الخرطوم» يقول في الساعة الواحدة من ظهر الاثنين 82/5/1002م باحدى العمارات في وسط الخرطوم فوجيء الجميع بامرأة في منتصف العقد الثاني من عمرها تصرخ وهي تعرض وليدها البالغ من العمر ثلاث سنوات للبيع وعندما تجمهر الناس حول المرأة وسألوها عن السبب افادت بان زوجها هجرها ولم تستطع توفير الحياة الكريمة لطفلها وطلبت ان تعمل في بيع الشاي.
٭ ارادت الام ان تبيع طفلها لتضمن له الطعام والمأوى وتأخذ ثمنه لتتفرغ لبيع الشاي ومقاومة الكشات.
٭ تذكرت حادثة المواطن الهندي التي طالعتنا بها صحف ثمانينيات القرن الماضي كان الاب عاطلاً ماتت زوجته بفعل الجوع وظل يتابع غول الجوع وهو يزحف على حياة اطفاله الاربعة.. ولكن في لحظة جنون جائعة حمل السكين وقتل اطفاله الاربعة وقتل نفسه.
٭ وعندما فاحت الرائحة الكريهة فتحوا الكوخ وجدوا المسكين مشنوقاً وفي عينيه تجمدت دموع غليظة وبالقرب منه كانت اربعة رؤوس صغيرة مفصولة تماما عن اجسادها.
٭ هكذا تعامل الاب العاطل الذي قتل الجوع زوجته مع غول الجوع اراد ان لا يمكنه من ان يذهب بصغاره كما ذهب بامهم.. فعلها وكأنه يقول بيدي لا بانيابك القذرة.
٭ صورتان تأملتهما امامي وانا اتساءل ايهما عبر بصورة معتدلة وصادقة الام التي ارادت ان تبيع طفلها وسط الخرطوم حتى تنقذه من الجوع ام الاب الذي اخذ اطفاله الاربعة معه وترك الدنيا بحالها للجوع والفقر وظلم الانسان لاخيه الانسان؟
٭ مأساة والمأساة الكبرى هي عجزنا واكتفاؤنا بالبكاء الصامت والتحسر الاخرس او الخجل الخفي.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
بالله عليك ليه ناس الرقابة ماشالوا مقالك ده؟عارفة ليه؟ لانهم عسكر والواحد فيهم بشوف بالتعليمات وين المحكمة الجنائية وين الحرية الصحفية وين احاديث قادة الاحزاب المعارضة للنظام وهاك ياحذف مقالك يااستاذة حقيقى مؤثر والكل عارف الحاصل لكن لنا الان قرابة 21 عام وديوان الذكاة والضرائب شغال نهب فى المواطن باسم رنان الذكاة حق الفقراء والمساكين تدفع ولا انت كافر ورينى فى سودانى ماقاعد يدفع ذكاة؟ وبالقوة مع العلم بأنهم فسروا الاية الكريمة (خذ من اموالهم صدقة 00الخ الاية الكريمة ) خذ فعل الامر ده فسروه يعنى كسر رقبة وبرضو الشعب رضخ للامر ولاحظى وقدرى كم من الاموال تجنى بهذه الجباية باسم الدين ولو وزعت حقيقة على الفقراء والمساكين كان حيكون فى شخص بالله عليك فى الوطن الغالى محتاج؟ واين التامين الاجتماعى ووزارة الشئون الانسانية؟ يااستاذة فى القلب مرارات وفى العيون الدموع ولكن ماذا نقول ياستاذة غير حسبنا الله ونعم الوكيل000
لذلك قلت ونقول .نتقدم نحن ليحاكمونا ..نيابة عنهم..امام المجكمة الدولية ..ويبقى والوطن شامخا وجيل يعيش فى كرامة..ويتركهم للغدالة السماوية..
ويخاف سيدنا عمر يان يسأل يوم القيامة من عثرة بعير لم يسوى لها الدرب..
وهؤلاءوبأسم الدين ..جياع..واطفال تغتصب..وبلاد تقطتع
وامعتصما ه تفتح عمرية عندما قالت انثى وا معتصماه..وبأسم الخلافة والبيعة تعرض إمرأة طفلها للبيع….والله استغرب مؤمنا يسمع ويرى ..ولا تقف اللقمة غصة فى الحلق..ونرى القوم يلتهون ((الجداد)والسواد الاعظم ما لاقى الجراد..استغرب مؤمنا كيف ينام هانئا..ووطن بهذه الجروح..لقد بكى عبود عندما رأى دماء القرشى فمهر استقالته..
وبكى نميرى عندما زار جبال النوبة..
وهؤلاء..قتلو 21الضباط فى شهر رمضان وذهب القاتل والمقتول امام العادل الحق..ومات الشباب بجنوب الوطن وناضل الرعيل الاول من اجل وحدة الوطن ..
الان صفقة لاهاى مقابل انفصال الجنوب فى هدوء..
والحكم للابد عند استغلال دار فور..وحلايب بقشيش لاشقاء شمال الوادى..ومشروع الجزيرة فتح شهية..ودق يامزيكى((الفرح واللفيهو سلام..وورينو العدو واقيفوا فراجة))وين سودان بتاع زمان؟؟؟