إمكانية تفعيل دُور السينما

إمكانية تفعيل دُور السينما
إذا كانت السينما قتلت نفسها لوحدها وأن الدولة لم تطلق عليها رصاصة الرحمة كما قال السيد والى الخرطوم خلال مخاطبته ورشة السينما (الماضي والحاضر والمستقبل) التي نظمتها إدارة الثقافة بوزارة الثقافة والأعلام والسياحة الولائية بنادي الفروسية مطلع هذا الأسبوع، فمن يا ترى أحال دور السينما إلى مبان مهجورة ينعق فيها البوم؟ هل يا ترى قرر أصحابها فجأة وباتفاق جماعي الزهد عن استثماراتهم وإغلاقها لأكثر من عقدين من الزمان حتى بدت مثل المتاحف تتحدث جدرانها عن ماض غابر، أم أن هناك ما أعاق استمرارية نشاطها؟. فقبل عامين أقامت جماعة الفيلم السوداني احتفالية بمناسبة مرور مائة عام على المشاهدة السينمائية في السودان، وكانت جميع المنابر تطالب ببعث الروح في جسد السينما المسجى إزاء عقبات الحجر والإهمال دون أن نسمع بشارة أو استجابة في ذلك الوقت، ولكن حيث أن هذه التلميحات الأخيرة تعزف على وتر الإيجابية، فإنني اعتبرها فرصة لاستعادة بعض ما كتبته ذلك الوقت في هذه الصحيفة عن هذه الاحتفالية.
(أقامت جماعة الفيلم السوداني احتفالية بمئوية المشاهدة السينمائية في السودان باعتبار إن أول عرض سينمائي بدأ قبل مائة عام بمدينة الأبيض لصفوة من المسئولين والأعيان بحضور اللورد كتشنر بمناسبة افتتاح خط السكة الحديد بين الخرطوم والأبيض بفيلم أخباري تسجيلي عن زيارة الملك جورج الخامس لبورتسودان، وتنقلت مظاهر احتفال جماعة الفيلم بين قاعة الشارقة ومنتدى أنا أم درمان ودار الدراميين بأم درمان ودار التشكيليين بالخرطوم وبيت الفنون بالخرطوم بحري ومركز عبد الكريم ميرغني ، كما بعثت جماعة الفيلم السوداني بعض أعضائها للأبيض لإقامة ندوات وعروض سينمائية لأفلام سودانية قصيرة وسافر البعض الآخر لذات الهدف إلى مدينة عطبرة بحسبانها المدينة التي أنتجت أول فيلم سوداني وهو آمال وأحلام. وفي كل اللقاءات كان الحديث يدور حول المادة المشاهدة وتقييمها مع مستقبل السينما السودانية كرافد ثقافي تأخر كثيراً عن الظهور رغم توفر المعينات الفنية وكوادر التمثيل والخريجين المتخصصين في الإخراج الذين يمكن أن يسهموا في هذا المجال الذي يتردد الاستثمار عن اقتحامه ربما لضيق أفق الاستثماريين ونظرتهم الربحية وربما لما آل إليه الحال من تغييب لدُور العرض حتى إذا وجدنا من يقتحم هذا المجال.
وعوداً إلى دور العروض السينمائية العامة لعل الذين يمرون أمام أغلب دور السينما بالعاصمة يلاحظون أنها لم تعد سوى مبان خيم على جدرانها الصمت، هذا إذا سلمت من الدمار الداخلي وتلف معداتها. ويبدو أن تعطيل دور السينما المسائية خضع في البداية لضوابط حظر التجوال ثم تعمق للنظر في مضامين العروض وتعارض بعضها مع المد الفكري الموجه الذي أعمل منظار التحريم والتحليل إلى أن صارت نسياً منسياً مع إن ما يقدم حالياً عبر التلفاز من أفلام ومسلسلات في القنوات يدخل حتى غرف نومنا دون رقيب، غير أن البون يبقى شاسعاً بين ما يشاهده المرء في داره وبين ما يتم عرضه في دور السينما. فقد كان دخول السينما في حد ذاته متعة ومكاناً للتثقيف والترفيه وكان مجالاً لتلاقي الكثير من وجوه المجتمع بمختلف طبقاتهم ومستويات وعيهم الثقافي. ولذا فقد لعبت العروض دوراً في نشر ثقافة الأمم وكيفية معالجاتها لقضايا الشعوب وهموم الإنسانية، ونتيجة لقدرة السينما على الإيصال كانت لدينا في الخمسينات والستينات وحدة للأفلام تابعة لوزارة الاستعلامات تقوم بنشر التوعية عبر السينما في القرى والمدن النائية بعربات السينما المتجولة بدءاً بالأفلام التسجيلية الصامتة التي يفك طلاسمها المعلق السينمائي مروراً بالإخبارية والروائية والعلمية. ومع أن الحاجة ليست ضرورية الآن لتلك العربات مع تطور وسائل الاتصال إلا أن ذلك لا يعني تغييب دُور العرض السينمائي، ففي بداية ظهور العروض السينمائية كانت تردنا مختلف أنماط الأفلام عبر مؤسسة الدولة للسينما التي تخضع بعض الأفلام لعين الرقيب أو مقصه ومع ذلك لم يصل الحال إلى ما عليه الآن من ركود تام. نأمل أن تنجح احتفالية المئوية في تحريك ساكن المياه واستعادة دور العروض لمجدها).
صلاح يوسف
[email][email protected][/email]
يا ريت تعود ايامنا ونكمل المشوار ياريت تعود كل دور السينما ويا حليل سينما عروس الرمال وسينما كردفان وسينما النيل الازرق وكلوزيوم واللة لو عادت سوف احضر خصيصا من الغربة لاحضر فيلما فى سينما عروس الرمال لكى تعود بنا ذكريات الماضى الجميل تسالى وترمس وكانت لنا ايام واليوم جو يتنكرو ويقولوا هم ما قفلوها باللة عليكم الناس ديل بلعبوا بعقولنا فاكرين نحنا اطفال ذيهم فى افكارهم التى اضاعت السودان واللة الناس ديل ضيعوا السودان والغريب لا زالوا يتفاصحوا
تعليق على دور السينما!!
اذا كانت الكتابة ..قيمة مضافة لحياة الكاتب كما يقول العارفون فدعونا نكتب ..ونتقبل فيما يجوز على ان ما نكتبه ما هو الا ترف ذهني لا يناسب الحال ..ولا العمر ..أفضل ما تندرج تحته مقولة الناس في شنو ..وناس النعيم ود حمد ..في شنو ..المهم يا حبيبنا ..صلاح ..الكتابة تثير في القلب كوامن العواصف..ومكامن الذكريات ..وتهيج فينا وقائع احداث في فترات بعيدة في حياتنا ..واليوم نحن نعيش في أرض الشتات تحيط بنا الغيوم من كل جانب ..ولعلمك حبيبنا ..صلاح ..نحن الآن من خدام رعية جامع الجبايات..سيدى ..ومولاى..الخليفة ماجد سوار حتى تستبين ..موقفنا من خريطة الدنيا الفانية..أين ..أنتم..وين انتو..اعود للذاكرة وامكانية تفعيل دور السينما ..ولتعلم حبيبنا..صلاح ..باننا الان ..تجاوزنا عمر النبوه فمعذرة اذا رجعت بالذاكرة للمرور على هذه الدور التي كانت تفذى اجسادنا بالمياه النقية ودربات الثقافة والترفيه والمرح ..سينما برمبل بام درمان وافلام جيري لويس ..وجاك ليمون وشارل شابلن..كنا من عشاق الدور الثاني لعروض هذه الدور ..ففي سينما كلزيوم يطيب المقام مع افلام ..مدافع نافرون..وعظمة جريجورى بيك ومحاكمات تورمنبرج..وافلام كيرك دوقلاس ..واستيف ماكوين ..وانتوني كوين ..ودين مارتن ..سينما الخرطوم غرب ..سينما النيلين ..اما مكان الراحات والفظمة ..وافلام صوت الموسيقى ولولينا وروائع الممثل القدير ..جيمس استيورات وحتى افلام عالم مجنون ..مجنون للعجوز..سبنسر تريسى كل هذه العظمة نجدها بسينما النيل الازرق محفل المثقفاتيه وأهل الطبقة الوسطى من الافندية وطلاب جامعة الخرطوم ..واخيرا لك يا صلاح واظنك كنت حضورا بسينما كلزيوم يوم كان افتتاح فلم (زد) وواضع موسيقاه الشهير سيرفكس ليس اليوناني الاصل فيما يبدو اوائل عام سبعين ان لم تخني الذاكرة ..المهم تلك دور خلدت وحيشانها كانت عامره واصقلت ولعبت دورا في اثراء مجاهداتنا من الرصيد المعرفي والثقافي..والله وحده اعلم في عوده وازدهار ذلكم الزمن الجميل ..
مع تحياتي
أبو سن ? صلاله
[email protected]