أين تقف الخرطوم من جوبا ؟

تقاطعت المسارات وتشابكت الخيوط وعمت الفوضى وأصبح الموت هو اللغة الاعلى صوتاً في الصراع القائم بين مشار وسلفا حول من يحكم ، بغض النظر عن الكيفية التى يصل بها الى الحكم .
المراقب للوضع يلاحظ الضبابية التى تقف فيها الخرطوم من جوبا ، ومحاولة مسك العصا من وسطها ،وحديث الرئيس البشير حول الازمة الجنوبية في بدايتها ، حيث قال انه سوف يتعامل ايجابياً مع الاحداث.
وهذا حديث مطاطي يجعل الباب مفتوحاً او كما غنت ندى القلعه (خلي باب الريد متاكا) ، فلم يحدد لنا ماذا يقصد بالايجابية ،وقد يكون في تصريح الرئيس البشير هذا شي من النضوج السياسي وأنهم ودعوا المراهقة السياسية فالسياسة لعبت مصالح في المقام الاول وقراءه جيدة للأمور.
البشير لم يكتف بهذا التصريح بل قام بزيارة الى جوبا والتقى خلالها بسلفاكير ، وتحركات من خلال الايقاد ، وتبعتها زيارة من سلفا الى الخرطوم .ولقاء ايضاُ بمشار .
وفي الوقت الذي تقف فيه الخرطوم هذا الموقف من جوبا ، صوت البرلمان اليوغندي لتدخل قواته في دولة جنوب السودان ، تحت ذريعة حماية رعاياها ، ولم يقف الامر عند ذلك بل صرحت يوغندا بانها من حررت مدينة بور حينما استولى عليها مشار ، وقوات مشار تقطع طريق الامداد على سلفا من جهة يوغندا.
ويوغندا تريد ان تقدم جميلاً لسلفا ليساعدها في القضاء على جيش الرب ، فاشتعال فتيل الازمة يساعد كثيراً في نشاط حركة جيش الرب ، فيوغندا موقفها واضح تجاه الازمة واختارت الوقوف الى جانب سلفا ،ام الخرطوم اختارت اللون الرمادي او الحياد ، والناطق الرسمي باسم الجيش السوداني يصرح ويؤكد عدم نيته إرسال قوات سودانية إلى جنوب السودان.
فهل استفادت حكومة الخرطوم من تجارب المراهقة السياسية التي مرت بها؟
وعملت على إدارة الملف بكل اقتدار وفهم أصول اللعبة السياسية ؟
والإمساك بخيوطها ، ومناقشة كل السيناريوهات المحتملة لما يحدث بجوبا ، وخاصة ان موازين القوة متقلبة بين اللحظة والأخرى لكلا الطرفين ،أم أن الخرطوم تقف موقف المتفرج وليس المشجع لتنظر ما تسفره عنه الحرب القائمة ومن ثم التعامل مع الأمر الواقع .
لكن هل يمكن للخرطوم ان تكون في موقف الحياد ؟
فالإجابة طبعاً لا .
فإذا كان الحياد في الموسوعة السياسية يعرف بأنه واحد من إمكانيات الخيار التي يحق للدول اللجوء إليها في حال قيام نزاع مسلح لا يعنيها أو لا يتعلق بها بصورة مباشرة .
والحياد بهذا التعريف والمواصفات لا ينطبق على الخرطوم في موقفها من الاحداث في جوبا ، باعتبار ان الدولة الوليدة خرجت من جسد السودان الكبير ، والسودان جزء من المشكلة وليس جزء من الحل.وخاصة ان جوبا هي البوابة الاخطر على حكومة الخرطوم من خلال دعم الجبهة الثورية التى تحارب الخرطوم في منطقة غرب كردفان ودارفور ، والخرطوم بالحرب المشتعلة هذه ربما جاءتها فرصة ذهبية ، لتضع دولة الجنوب في جيبها الخلفي ، بان تشغل الجنوب في نفسه ،بل تجعل امد الحرب يمتد لأطول فتره ممكنة ، لان استقرار الجنوب يجعله يلتفت للشمال في ظل صراع الافكار القائم بيت النخب الجنوبية ، ما بين مشروع السودان الجديد الذى كان يتبناه جون قرنق وبين من يدعون للاكتفاء بما تحقق من تقرير المصير .
فمثلاً مبيور نجل جون قرنق صرح وقال ان سلفا باع حق تقرير المصير فنحن لم نكمل الحرب العنصرية ضد الشمال فكيف نكون اّمنيين ونظام الفصل العنصري موجود بالخرطوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وانظر الي مشار وهو يقول انا من خرب العلاقات مع الخرطوم ابان بوجودي نائباً للرئيس وسوف اوقف تصدير النفط ؟؟
ومتحدث من جانب سلفا يقول (ان مبيور ولد صغير لم ينضج سياسياً ومازال يسمع ويردد حديث والدته ).
ومن هذه التصريحات يتبين ان مشروع السودان الجديد قائم وهذا يبين ان الخرطوم جزء اصيل من المشكلة وليس جزء من الحل ، وخاصة ان كل من الاطراف المتنازعة في الصراع الجنوبي تتهم الخرطوم بدعمها للطرف الاخر ، والخرطوم تنفي ، وصوت خافت من هنا وهنالك يحلم بالوحدة .
وبعد تلك الاحداث ومجزرة السودانيين بمسجد بانتيو ، فهل ترى ان الخرطوم قد ادارت ملف القتال الجنوبي بامتياز ، ام الخرطوم قد فوتت علي نفسها فرصة جاءتها في طبق من ذهب ، لتمسك باللعبة الجنوبية ، وتغلق بوابة ظلت لها مصدر الخطر الاول ايام الوحدة وبعد الانفصال ، ام ان الازمة الاقتصادية التى تعيشها الخرطوم ، وحاجتها لتدفق نفط الجنوب هو من يخنق صوت الخرطوم فيجعله غير مسموع او فيه بحه ، تجعله غير مفهوم العبارات .
شتره
لو كنت مكان الخرطوم
لدعمت كلا الطرفين ومن سكات ، سلفا ومشار .
فان لم تحسن الخرطوم الاستفادة من هذا الوضع بان تجعل من الخلافات التى تعصف بالجنوب موطأ قدم وزراع وجماعة ضغط فعليها ان تستعد وتجهز نفسها لصيف عبور قادم .
[email][email protected][/email]
الخرطوم شارقها نفط وبقى في حلقها شوكة حوت لا تتبلع لا تفوت
عشان كدي قامت اختارت اللون الرمادي علي طريقة سترة الحال لامن ينتهي
الموال – واكيد تصرف الخرطوم حيكون زي ما عهدناها في التفاعل بردود
الافعال – حيكون علي حسب نتيجة المباراة اي مع الكسبان ؟! والله اعلم
والله المراهق السياسي هو انت وتحليك ونصائحك الفطيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, مشكور علي التحليل والإجتهاد بس في نقطه ما فطنة ليها كم من الأرواح ستزهق من المسلمين والمسيحيين الجنوبيين. شخصيا لا أوافقك الرأى.