التعليم..ما كان حلاً في مؤتمر..يعود مشكلة في آخر !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس أطل موضوع التعليم الى الواجهة مرة اخري بعد الاستضافة التي تمت لوزيرة التربية في قناة الشروق الفضائية.. وبالطبع فان الوزيرة استندت في افاداتها الي مقررات مؤتمر التعليم الاخير ..
والواقع ان الاستناد الي مقررات المؤتمر مهما قصد منه اضفاء طابع المؤسسية والاستنارة بآراء الخبراء.. فانه لن يستطيع اخفاء العيوب والمفارقة في المقررات تلك ..ولا تحتاج تلك العيوب الي متخصصين في التعليم او خبراء ذوي كفاءة عالية والقاب تسبق اسماءهم..لان الامور واضحة يدركها الانسان البسيط دون عناء.. حال وضعت امامه في صورة مباشرة.
إذاً دعونا ندخل الي نماذج بينة لهذه المفارقات ..فاذا كان القصد من مؤتمرات التعليم وضع الاهداف العامة التي يراد الوصول اليها من العملية التعليمية ثم وضع التوصيات التي تؤدي الى بلوغ هذه الاهداف بصورة اساسية . فان تعاقب المؤتمرات من المفروض انه يؤدي الي بناء علي ما انجز من مقررات سابقة ..غير الامر هنا يختلف ..
فعلي سبيل المثال ..تم في مؤتمر سابق تقليص سنوات الدراسة الي سنوات ثمان قبل الدخول الى المرحلة الثانوية.. باعتباره محققا لاهداف الدولة المرجوة من التعليم ..بعد ان سيقت الحجج والمبررات ..ما ادي الي الغاء المرحلة المتوسطة. وها هو المؤتمر الاخير يقرر اعادة السنوات التسع ..ولكن بعد فقدان المدارس المتوسطة بالبيع او التحويل الي مدارس ثانوية او احتلتها مصالح اخري..وهكذا صار ما كان مشكلة تقف في تحقيق اهداف الدولة من التعليم في مؤتمر ..حلاً في مؤتمر لاحق ..فاين مكان الخبراء والتخصصات الكبيرة من الاعراب هنا ؟
والخطوة الاخيرة مكان جدل واسع لن ينتهي . ولن تجدي كل المعالجات المقترحة في الفصل بين الاطفال والمراهقين..فما جعل الله من سياستين للتعليم في حوش واحد !!
المثال الآخر..مثير لكل ما يدور في خلدك حنق وسخط واستغراب ..ففي مؤتمر سابق ..رؤيَ ان مشاكل عزوف الطلاب من التعليم الفني ..رغم الحاجة الملحة للدولة في مخرجاته.. تكمن في ادخال المواد الفنية الي المدارس الثانوية التي اسميت بالجديدة ..وهكذا دخلت في المقرر مواد العلوم التجارية والزراعية والهندسية..وقيل ان في الخير خيرين بتوزيع بعض مفاهيم الرياضيات والفيزياء والاحياء في هذه العلوم للتخلص من مشكلة ضعف المستوي في الرياضيات والفيزياء والاحياء.. ولان الدولة كانت ترد بان مشكلة التدريب قد حلت بوجود خريجي التربية في كل المواد ..باعتبارهم مدربين اصلاً ..اضيف معلمي هذه المواد الي غير المدربين باعتبارهم من غير خريجي كليات التربية ..وتم صرف مبالغ طائلة في تدريبهم ورفعت التقارير بارتفاع نسبة المدربين .
وها هو المؤتمر الاخير يقرر الغاء هذه المواد بعد ان اتضح انها اثقلت كاهل الطالب ..ونتساءل مرة اخري ..اين كان الخبراء في المؤتمر الاول ؟ وما فائدتهم ان لم يكونوا قادرين علي التوقع؟
لكن للمأساة وجها آخر هنا ..فهؤلاء كم هائل من المعلمين تم تعينهم في وظائف جديدة او حولوا بعد عدم التوسع في القبول بالتعليم الفني ..دعك من تحويل بعض ما كان قائماً الي مدارس ثانوية جديدة وفقا لتعريف المؤتمر الاسبق..ولا يمكن بالطبع الغاء هذه الوظائف..فكيف كان الحل ؟
سلمت استمارة لكل منهم لتحديد احدي الرغبات الثلاث ..وهي ..اما التحول الي مادة اخري..او التحول الي التعليم الفني .. او التحول الي وزارة اخري..ولان اعداد مدارس التعليم الفني لا تستطيع استيعاب هذا العدد..والتعيين في الوزارات الاخري قليل ..صار اكثر من 90% منهم مجبرين الي التحول الي مواد اخري ..وهي الرياضيات والعلوم .. وعدنا مرة اخرى الي مربع التدريب في هذه المواد التي بها جيوش من خريجي التربية العاطلين..فتامل .
وليت الامر توقف عند هذا الحد .. فقدامى كفاءات العلوم التجارية والزراعية رأوا انهم لا يمكنهم تغيير موادهم بعد سنين الخبرة الطويلة..ففضلوا التحول الي وزارات اخري..وقيل لهم..عليكم باحضار موافقة الوزارات التي تودون التحول اليها..وبالعدم يتم ايقاف رواتبهم ..فاضطر بعضهم الي التحول الي معلم نشاط!! واصبحوا عطالة مقنعة لان النشاط يدرس في كليات التربية كتخصص مصاحب .. وهم ليسوا خريجي تربية بالطبع.. وهناك مثال مثير للشفقة علي احد اكفا معلمي العلوم التجارية وقادم من بعد اكمال دبلوم فوق الجامعي الذي وجد فرصة التحويل الي وزارة المالية..فحول بعد قبوله الي مخزنجي ..فتامل مرة اخري..
اعزائي لا تصدقوا وزيراً يحدثكم عن اجراءات مستندة الي مقررات مؤتمر تعليم..فمؤتمرات التعليم ليست بدعا من المؤتمرات التي ابتدعها النظام منذ مجيئه..في السياسة والاقتصاد وغيره..هي لسماع كل ما يقال وتسجيله ..لكن ما ينفذ منه معلوم قبل انعقادة ..ولا حول ولا قوة الا بالله.
[email][email protected][/email]
تحدثت يا معمر وابنت! لكنك لم تذكر الهدف ألأساسى من العملية التعليميه بعد الثلاثين من حزيران .. الحكومه اللى تم تكوينها من عير ما يكون فيها اى واحد من “اولاد امدرمان” او كما خطب مفتخرا رئبس مجلس قيادة الثوره آنذاك ..(حديثنا هذا ليس دفاعا عن اولاد امدرمان او تقليلا من قدرات اى من ابناء ألأقاليم ألأخرى .. السودان كان مترابط النسيج والمهارات والقدرات ) اعلن قائدها متعنترا من بين ما طلب منه ان يعلنه من شعارات فى مجال التعليم هو:”اعادة صياغة ألأنسان السودانى”!!
(2) وانطلقت ألأنقاذ لا تلوى على شىء سوى تعيين من عملو على تنفيذ ذللك الشعار بالهدم والتدمير بدءا بالتعليم وانطلاقا ال القضاء على كل ما كان قائما وناجحا ومفيدا ومستقرا.. امعانا فى تجاهل الحقيقة البينه ان دولاب الحياة مترابط متداخل ومتشابك ألأطراف والعمل الحكومى يسمى” ماشينرى اوف قفرنمينت Machinery of Government يعنى مكينه بتروس واطراف متداخله اذا اختل اى ترس او ما وجد “مزلكه” كافيه تخليه ماشى فى المنظومه دون تعثر او تعسر حيختل الترابط والمسار.. وتتداعى سائر ألأجزاء وتنهار كما يبدو ألآن للعيان وباعتراف اهل ألأنقاذ انفسهم فى كل محفل وفى كل حين ؟
(3) فمن “معطف التعليم” (كما جاء على لسان الأستاذ الشاعر) يخرج الاطباء والمهندسون والخبراء الزراعيون (والوطنونى كمان) والبياطرة ( ولاة ومعتمدون) و النظاميون ( جيشا وشرطة ودفاعا شعبيا وكتائب بنيان مرصوص) وكل الوان الطيف من المهن والحرف من شتى انواع العمل (رجالا وسيدات اعمال ) وفى مؤخرة المصفوفه يأتى المعلمون على استحياء!!!
يا اهل السودان الله يسألكم بعد هكذا دمار ناتج عن “التخبط والتقبض وألأسترداف” الذى اصاب التعليم فى مقتل لا تزالون تشاركون فى الندوات وما تنفكون تعقدون المؤتمرات و ما تفتأون تقيمون ورش العمل ثم تحنفطون بمقرراتها فى حرز امين الى ان يحين انعقاد اخريات مستقبلية مثلها فيعود الناس الى اجترار الذكرى وتغنى النواعير ويدور الثور من جديد!ثم ينفض السامر بامل ان تصدق ألآمال وتطول الآجال وباذن الله سبحانه وتعالى مرة اخرى تلتقون.. اكيد أكيد حتتقابلون!!! فى حد بيعرف احسن م الحكومه؟؟؟