تراسيم والذين كفروا في نيويورك..!!

عند ظهيرة السبت الماضي كانت الدكتورة مريم المهدي تبتسم بنيويورك ويمتدد فمها في شكل هلال ..ابناء الأنصار يرحبون بمقدمها ..بعد العشاء جاء ابناء انصار اخرين ضاقت بهم الدنيا ورمت بهم ظروف الحرب الى ما وراء المحيط الصاخب ..محمد سليمان شاب حديث عهد بمدينة نيويورك بدا التعقيب على ندوة مريم بتقديم نفسه كواحد من الذين كفروا بحزب الامة وقبل ان تفيق كريمة الامام تقدم شاب اخر من ابناء دارفور مذكرا ان اول من سلح الحنجويد في دارفور لم يكن سوى رئيس الوزراء الصادق المهدي ..فيما سال سائل كيف اتسعت مقابر قبة الامام لكل الناس وضاقت على ابن دارفور الدكتور عبد النبي علي احمد.

ما حدث في القاعة الباردة بنيويورك يعكس التغييرات التي شهدتها دارفور بعد ربع قرن من حكم الإنقاذ وعقد من الحرب الاهلية الدامية التي شتت شمل أهلنا في دارفور ما بين الهروب الى خارج الحدود او الاصطفاف في معسكرات النزوح او انتظار الموت ونقص الثمرات ..هنالك غضب يعتمر الصدور ابناء دارفور وإحساس جديد بدا يتسرب في الدواخل يحمل إفادة ان النخب المركزية السياسية في الخرطوم لم تتعامل بانصاف مع دارفور.

بغض النظر من صحة ذاك الاتهام او خطله الا ان ذلك سينعكس على المشهد الانتخابي ان حدث تحول سلمي ديمقراطي في السودان ..حظوظ القوى السياسية الكبيرة مثل حزب الامة والحزب الاتحادي وحتى المؤتمر الوطني لن تكون جيدة على مسرح دارفور في انتخابات قادمة..السبب ان تحولات كبيرة حدثت في الاقليم على مستوى وعي الناس وانفكاكهم عن الولاء الطائفي ..وسبب اخر ولدته الحرب الاهلية التي أعادت توزيع السكان عبر تجميعهم في معسكرات غلب عليها الطابع المدني ..وقي ذات الوقت أفرز الخوف الناتج من الحرب الاهلية اصطفاف على اساس قبلي..النتيجة العامة غضب على النخب السياسية المركزية.

اغلب الظن ان المؤتمر الشعبي  ربما يكون حاله افضل بقليل من بقية الاحزاب القومية..المؤتمر الشعبي تمكن من الفوز بعدد من المقاعد في الانتخابات الاخيرة عبر الأصوات التي كسبتها قائمة مرشحه وقتها الحاج ادم يوسف في جنوب دارفور ..والسبب ان الحزب الذي يتزعمه الترابي يجمع بين صفوفه عدد كبير من ابناء دارفور ..حتى ان كثير من المراقبين يظنون ان واحدة من أوجه مفاصلة الاسلاميين كان لها بعد جهوي حيث والى معسكر القصر قيادات السودان النيلي فيما تمترس خلف الترابي ابناء غرب السودان..وظروف ميلاد حركة العدل والمساواة كانت تعبير عن هذه التحالفات.

في تقديري ان المشهد الدارفوري ستغلب عليه تحالفات قبلية في الانتخابات القادمة ..وستظهر أجسام مثل نهضة دارفور تكون أجندتها الانتخابية إقليمية بحتة ..بل ربما تظهر أصوات اكثر تطرفا وتنادي  بصوت عاطفي بانفصال دارفور ..مثل هذه التحالفات ليست أمرا إيجابيا ولا يفيد الاقليم الذي يحمل بين جنبيه أثنيات وثقافات متباينة..بل مثل هذا الوضع سيزيد من تفاقم الصراع في دارفور.
في تقديري ان هنالك امل في تجاوز هذا السيناريو وإعادة دارفور كما كانت جزءا من سائر الجسد السوداني ..الخطوة الاولى تبدأ بإزالة المظالم التي سببت الحرب الاهلية والأخرى التي كانت نتاجا لتلك الحرب..الخطوة الثانية تقديم قيادات دارفورية على واجهة الاحزاب القومية والاستعداد لانتخاب رجل من دارفور في منصب رئيس الجمهورية..غير هذا الإجراء العاجل سيواجه السودان مازق دارفور بعد التحول السلمي.

ما واجهته الدكتورة مريم المهدي في نيويورك سيواجهه كل قادة الاحزاب القومية في الفاشر ونيالا والجنينة في اي موسم انتخابات حقيقية ..بصراحة الإنقاذ هدمت النظام الاجتماعي القديم في دارفور بكل إيجابياته وسلبياته ولكنها للأسف لم تبن نظاما بديلا .
(الصيحة)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. # (كيف اتسعت مقابر قبة الامام لكل الناس وضاقت على ابن دارفور الدكتور عبد النبي علي احمد.)
    * بل منع آل المهدي دفن جثمان المرحوم الأستاذ محمد علي جقومي. أحد أقطاب حزب الأمة من أبناء الزيادية

  2. المهرج الظافر انت كنت عايش في امريكا ولا في ابكرشولا تتحق عن انتخابات السودان. المخجوجه. كفي تطبيل. وتهريج.

  3. صراحة الإنقاذ هدمت النظام الاجتماعي القديم في دارفور بكل إيجابياته وسلبياته ولكنها للأسف لم تبن نظاما بديلا !!!!!!!!!!!!!

    يدوب إكتشفتوا العجل؟؟ الإنقاذ دمرت دارفور من يوم إنقلابها وذلك بالترصد، تبييت النية والبيان بالعمل.

  4. قال المؤتمر الشعبي اكثر حظا! احلم ياكوز ..

    ونحن كفرنا بالاسلام السياسي وبكل من ينادي بالدوله الاسلاميه

  5. اخخخح تف علي وشك ..

    والله يا الما ظافر كنت مفتكرك زول بتفهم بس طلعت ارزقي و الغريب في الامر مفتكر نفسك ذكي و البقية اغبياء ..
    الاعيبك مكشوفة , وقلمك ده قبضت تمنو زمااااااان ، قوم فكنا فكاك ……. تمها انت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..