رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله

(4)
كان (عطا)
يستشعر فخراً
بل قوة
تجعلانه
يختال زهواً
و أنا وسطهم
أسهم في فعلنا
و يرتاد سبلهم
لم إنفصل عنا
طيلة فترتي الطفولة و الصبا
كنتُ بينهم كواسطة العقد
يجمعنا (حكيم)
لإثراء ما يشغلنا
نلتف و ندور
حول (حكيم)
مركز دائرتنا
يرسم خارطة الطريق
يخطط مساراً
نتداخل
كل يشارك
أرفد روح المشاركة
ينصب نفسه رديفاً
لشخصية (حكيم) القيادية
تحتج (نورا)
و آخرون
تناصره (روضة) و بعضهم
يتدخل نَفَر من الرفاق
يحسم (حكيم) بصوته الجهوري
نقاط الإختلاف
تتناغم الأصوات
بفعل هيبة (حكيم) الطاغية
كمايسترو ماهر !!!….
يقود أوركسترا العازفين
ينساب نهر الموسيقى هامساً
كموجات ناعمة
تلامس أقدامهم
تتكسر على رمال الشاطئ
أساند عنصري الجنس الآخر
(روضة و نورا)
تصبحان فاعلتين
تنالان عضوية الفريق
ثمة شخصية غرائبية
تفرض إلتحاقها بنا
و لدهشة معظمهم
زكى (حكيم) ضمه
معتبراً أياه عنصراً فاعلاً
كان (نوفل) ضخماً
فيه بداوة
مشاكساً
يتميز بخاصية
إجتراح الفعل
و لا يعني كثيراً
بردود الأفعال
دوماً يبدو متهوراً
دون تيقن
من نجاح مرماه
مقدام
لا يهاب المحن
ظل (نوفل) غريب الأطوار
رغماً عن أنه مازجنا
و شاركنا
في كل ألاعيب الصبية
بعنفه المتماوج
لكنه
لا يجد سوى القبول
من كلهم
ربما
لأن نسيجه من ذواتنا
* * *
كانوا
بل كنا
مجموعة من الصبية
على مشارف الشباب
أكتمل وعيهم
بما يدور حولنا
مبكراً
لماحون
يتوقدون حراكاً
و يحلمون بوطن كبير
يتشاسع
من حلفا الى نمولي
يحمي تمايز شعبه
و يصنع منه وحدة وطنية
تتصدى لرواسب الأستعمار
و أربابه
و لعل
من تجلياتنا المثيرة للعجب
تجد بيننا أوجه شتى
لا أحد يشبه الآخر
في سلوكه أو طباعه
لكنهم يكملون بعضنا
(حكيم) اليساري
(عطا) التوسط و الأعتدال
(روضة) المهمومة ببنات جنسها
و المفتونة برجاحة عقل (عطا)
(نورا) الشمس المشرقة
ملتهبة الأوار
عاشقة (حكيم)
كأنها خُلقت للعشق
و الإنقياد لهواها
(حسن) الوجودي
القارئ النهم
لم يدع كتاباً
في مكتبة (حكيم)
دون أن يطوي
صفحاته طياً
بعيون مملوءة بالدهشة
و برغبة جامحة
في مزيد
من المعرفة
ثمة شخوص آخرون
يرفدون إنصهارنا
كبوتقة متمايزة
تتفتح أكمامها
و تستدير
كزهرة عُبَّاد الشمس
صوب الأفق
حقاً يبدون كتمامة عدد
لكن
لا غنى لهم عنهم
[email][email protected][/email]