من يحاكم مدير الحج والعمرة .. إذا أفتى!

نكره جدا أن نضطر للحديث عن الجوانب (الشخصية) فى حياة الناس أو أن نتناول قضايا (الشذوذ) والفضائح (الجنسية) بصورة عامة وخاصة المنتشرة فى مجتمعات (الإسلامويين) وما أكثرها فى مختلف دول العالم. نكره ذلك حتى لو كانت أحداث حقيقية ومؤكدة ، فذلك جانب له (صحفه) وكتابه الذين يغتنون من خلفه وللأسف بعضهم علاقته بالنظام (عسل على لبن)، فمعلوم بداهة ان الحديث المستمر فى هذه الأمور يجعلها عادية وغير مستغربة أو مرفوضة ونتيجة لذلك يزداد إنتشار (الفساد الأخلاقى) فى المجتمع كما تنتشر النار فى الهشيم.

لهذا لم يكن مستغربا تفشى القضايا الأ خلاقية، بعد سقوط الرئيس (النميرى) ? رحمه الله – بفترة لم تطل، لأنه اباح (التشهير) فى تلك القضايا وجعله ثقافة عامة تتحدث عنها القنوات القضائيه السودانية فى كل يوم دون حرج، ظانا لجهله بأن التشهير بالناس ربما يؤدى الى تقليل تلك الجرائم فى المجتمع فجاءت النتيجة عكس ذلك تماما.

لكن هذه القضية (بالذات) لابد من تناولها دون الدخول فى تفاصيل دقيقة، لأن بطلها مدير إدارة (حج وعمرة)، أى هو من يسهل أمور الناس لكى يذهبوا لأداء تلك (الشعيرة) الدينية وبعضهم يظن لجهله، مجرد أن يصل الى ذلك المكان الذى تؤدى فيه حتى لو كان آكلا لمال الناس، فسوف تشطب سئاته ويعود نظيفا مثل يوم أن ولدته أمه!

إضافة الى ذلك فإستعراض المواقف المخزية والمخجلة لرموز النظام وكوادر ما يسمى (بالمؤتمر الوطنى) و(الحركة الإسلامية) واجب على كل مثقف وصاحب ضمير، على الأقل لكى يعرفهم شعبهم المضلل على حقيقتهم … ولكى يعرفوا هم بأنهم (بشر) عاديين مثل باقى خلق الله، وأن يتواضعوا ولا يقفوا ضد رغبة شعبهم فى أن يحكم وفق برامج ودساتير (إنسانية) مثل التى تحكم بها باقى دول العالم المتقدم التى حققت نجاحا فى كآفة الأصعدة والتى لا تتدعى أن دستورها هو دستور الله أو شريعته، وإنما دستور (بشر) يعده علماء وقانونيون وخبراء من باقى قطاعات الشعب، يمكن أن يستمر ذلك الدستور الى الابد سليما بكامله، لا يحتاج الى تعديل أو أن تظهر عليه أخطاء أو نواقص بعد مضى عدد من السنوات تقتضى ضرورة تعديله أو الحذف منه أو الأضافة أليه، دون أن يزائد أحد على من طالبوا بتعديله أو يفتى بفتوى لا تناسب العصر.

قلت فى أكثر من مرة حتى بح صوتى، أن القيم والتعاليم الدينية دورها أن تبرز زعامات وقيادات تتمتع بالأمانة والعدل والأخلاق والتواضع والتميز لا أن تتدعى تلك القيادات التى قد تكون جاهلة بعلم الدين والدنيا انها تحكم (بدين) معين أو (شريعته)، وحينما يخطئ (الحاكم) يقال هو من أخطأ لا الدين أو تلك الشريعه.
نقل الدكتور/ منصور خالد دهشته وإعجابه برد الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه، على سؤال طرحه عليه، قال له فيه كيف تميز تلاميذك؟
فتوقع أن يقول له مثلا .. بغرة صلاة فى وجه أحدهم أو بكثرة صلاته أو صيامه، لكن الإجابة كانت مفاجئة له وهى: (بإتقانه لعمله)!
لأن من لا يجود (عمله) الذى يعرفه، لا يمكن أن يجود (دينه).
لله درك ايها الإنسان العظيم، الذى عجز عن فهمك (الجهلاء) الذين يدعون أنهم (علماء) بسبب أكلهم (الحرام)، فأفتروا عليك الأكاذيب.

على كل حال هذه الحوادث المخجله التى يفتعلها من يدعون إنتسابا للدين الإسلامى، لا تطعن فى حقيقة ذلك الدين وإنما فى شخوصهم.
لكن ومثلما قلت من قبل أن الإرهاب لا دين له، لكن له (نصوص) وفتاوى، فكذلك أن (الدين) لا يحكم ? هو ? بلسان وجسد، فالذين يحكمون الناس هم بشر يدعون – فهما – وتطبيقا للدين وشريعته حتى لو ثبت أنها غير صالحة للزمان الذى نعيش فيه، لذلك من الأفضل أن يحكم الناس وفق برامج ودساتير، يبدعها العقل (الإنسانى) الذى هو من مخلوقات الله، مثل الشريعة وأن يعاقبوا إذا أخطأوا وفق ذلك الدستور ودور الدين هنا أن يكون قد قام بدوره فى تهيئة الحاكم أو القاضى، فى التزامه بقيم الحق والعدل والأمانة والنزاهة الأخلاق، لا أن يدعى بأنه (موكل) من الله ويحكم بشريعة الله، ثم يضبط فى الخلاء فى وضع مخل!
والدساتير (البشرية) لأنها نتاج عقل إنسانى يمكن أن تنتقد وتصحح وتعدل لتلائم العصر والزمان، دون أى شعور بالحرج.

الشاهد فى الأمر وبالعودة لعنوان المقال، دعنا نتصور طرح سؤال إفتراضي، لمخارجة ذلك (الأمير) المجاهد، مدير إدارة الحج والعمرة والضحية التى كانت معه، من القتل (رجما) لأنهما محصنين؟
بل أن ذلك الأمير محصن مرتين لا مرة واحدة.
ماذا لو افتى ذلك الشيخ المجاهد أو أحد (إخوانه) من هيئة (علماء السودان) بأن تلك الضحية تعد من ضمن (ما ملكت أيمانه)، وكان لديه (محام) كذلك هو أخ فى الله شاطر وبارع، اقنع أهل الضحية بالتوقيع على (صك) بأثر رجعى موجه لمن يهمهم الأمر .. يفيد أن ذلك (الأمير) قد سبق أن أشترى تلك (الضحية) من حر ماله، فهل يعاقب ذلك الأمير بالرجم أو الجلد؟

وما هو الغريب فى تلك الفتوى، الا يقوم (نكاح الجهاد) على مبررات دينية قريبة من هذه الحالة .. وإذا وجد تلك (المرأة) أحد شيوخ (داعش) تائهة فى مجاهل سوريا أو العراق، اليس من حقه أن يبنى بها دون أن يسأله أحد؟

الم يفت شيخ من قبل بجواز معاشرة (المجاهد) لشقيقته والعياذ بالله؟
الم يفت شيخ آخر معروف بأن (السبى) الذى تمارسه (داعش) قائم، وذلك الشيخ من رعايا دولة موقعة على ميثاق حقوق الإنسان الذى يمنع ويجرم (الرق) والإستعباد؟.
لا حول ولا قوة الا بالله، اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا، وللأسف هم يتحدثون عن إنهم رجال دين ويحكمون بالدين ويعملون من أجل نصرة الدين.
? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بخصوص كلامك عن تجويد العمل
    ربما اعتقد صاحبكم انه ب(كئا) بيجود عمله
    هئا والله اعلم …………

  2. مدير عام إدارة الحج والعمرة لاحول ولاقوة إلا بالله فعلا انعدمت الثقة ممكن يتحلل حسب قانون إخوان الشيطان

  3. المقال يحمل بداخله كثير من الأفكار المغلوطة والمسمومة يحاول الكاتب بكل أسف تمريرها من تحت نقده لسيئة الذكر حكومة المؤتمر الوطني

  4. مهما كتبت فانت صفحة سوداء على هذا الموقع وسنظل نحاربك وندعو لعدم السماح لك بالكتابه . وصدقنى لو شفت خلقتك دى يوم برتكب فيك جريمة . بكرهك واكره اى فتان كذاب لايفرق من الكيزان شئ .

  5. مقال تاج السر كالعادة من قبيل ذؤ الرماد في العيون و ذلك مثل قوله:،(( الا يقوم (نكاح الجهاد) على مبررات ديني ))

    سؤال : على تاج السر ان ياتينا بهذا المبرر لنوضح له انه لا يقوم على اساس اسلامي

    و قس على ذلك قول تاج السر
    م يفت شيخ من قبل بجواز معاشرة (المجاهد) لشقيقته والعياذ بالله؟!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..