السودان والاعلام المضلل تجاه ضحايا بانتيو

انا استغرب جدا من بعض وسائل الاعلام العربية امثال قناة الجزيزة والعربية والتي تتناول مجزرة بانتيو من وجهة نظر حكومة الخرطوم. تلك المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من 300 قتيل من التجار السودانيين واغلبهم من دارفورعلى ايدي المتمردين التابعين للدكتور رياك مشار. لقد بحثنا لهم عن عذر في الايام الاولى من الحادثة ، فربما لم تكن المعلومات الموثوقة متوفرة ، ولكن بعد ان عرف العالم بان القتلى هم عبارة عن تجار وكانوا يحتمون بمسجد وجاءت الادانة من قبل الامم المتحدة وبعض المنظمات الدولية. وما الذي يجعل تلك القنوات ووسائل الاعلام تصدق رواية المتمردين الذين تلطخ تاريخهم بدماء الابرياء منذ بداية الازمة ولا يصدقون رواية الناجون؟
لنقل ان من قتلوا في تلك المذبحة هم من قوات حركة العدل والمساواة ولم يكونوا مسلحين فهل يجوز قتل الاسرى؟ ومتى كانت قوات المتمردين بهذه البسالة لدرجة انها تقتل 300 من قوات العدو وفي مساحة لا تزيد عن 100 متر مربع؟ وما الذي دفع هؤلاء لالقاء السلاح والاستسلام لقوات التمرد لتفعل بهم ما تشاء؟ اهو إلاههم او هو نوع الاستهبال والتضليل الاعلام لمحو جريمة شنعاء؟
ألم يقرأ هؤلاء تاريخ الحركات المسلحة وانها تقاتل من على عربات ذات دفع رباعي وهي ليست مدربة على القتال التقليدي ولا تعرف التكتيك والساتر في الحرب بل تؤمن بسياسة الاقتحام. الم يكن انسان دارفور هو القاسم المشترك في كل حروب السودان منذ المهدية الى الحرب العالمية مرورا بحروب جنوب السودان؟ لا لشئ سوى لشجاعته وبسالته ونزعته القتالية (الدواس)واحيانا لنقل حماقته ورعونته في الحروب الاهلية.
اذن لا مجال لتبرير قتل المدنيين العزل في بانتيو والادعاء بانهم تابعون العدل والمساواة فلو ان قوات رياك مشار المدعومة من نظام الخرطوم قادرة على هزيمة حركات دارفور في بانتيو كان الاجدى بنظام الخرطوم المدجج بالسلاح والطائرات والصواريخ هزيمتهم في دارفور وكردفان ولكن تلك امانيهم ويحسبون انهم يهزمون اهل دارفور معنويا في شخص العدل والمساواة او هزيمة العدل والمساواة في شخص اهل دارفور. ومع كل هذا فنحن كابناء دارفور لن نحمل قبيلة النوير مسئولية ما ارتكبه رياك مشار وقواته وبمساندة الحكومة السودانية كما فعل هو بان الدارفوريين هم هدفا عسكريا.
وليعلم نظام الخرطوم وزبانيته بانهم لم يهزموا اهل دارفور طيله العشر سنوات كل ما فعله هو قتل المدنيين وحرق القرى وتهجير اهلها قسرا وتطبيق سياسة الارض المحروقة ولم تثبط من عزيمة اهل دارفور وتطلعهم للكرامة والمساواة وانهاء الهيمنة المركزية في الحكم وسرقة وتبديد موارد البلاد وافساد الحياة العامة. ولن يهزموه لا في الداخل ولا في الخارج.
الشئ المؤسف ان اغلب القوى السياسية في الخرطوم وحتى الحركة الشعبية شمال سكتت او تناولت المجزرة باستحياء ! فاذا كانت الاحزاب بالداخل سكتت خوفا من غضب المؤتمر الوطني و طمعا في جزرة الحوار الوهمي. فهل الحركة الشعبية شمال سال لعابها لمفاوضات اديس التي لن تتمخض الا فأرا. وربما فأراً امريكياً لا يقل سؤءً من فئران امريكا في الربيع العربي.
لا نجد العذر لاي كيان او مؤسسة سكتت او غضت الطرف عن تلك المجزرة ولم ننسى اولئك الذين سكتوا عن جرائم دارفور بل كانوا يبحثون عن مببرات للنظام لكون الحركات حلت مكانها سياسيا في ( الاعراب ). وارتباط تلك الجرائم ببعض القبائل رغم ان من شاركوا هم مليشيات حكومية لا علاقة لهم بالقبائل. ولن ننسى شيئا لهؤلاء ايضا والى الامام..

الهادي عيسى الحسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا الهادي اهدى شوية طيب هم قاعدين ليها شنو في بانتيو اذا ما هم عدل و مساوة
    و كمان منطقة بانتو كيف هي حجمها و مقدار التجارة التي بها لتتحمل كل هذا العدد من تجار دارفور بدون اضافة تجار اهل الجنوب يعني معقوله بلد في حجم بانتيو بها اكثر من 500 تاجر دارفوري + 500 تاجر جنوبي لييييه هي سوق اللفه
    قول كلام يدخل العقل علشان نقتنع
    و كفاية بكاء تحميش تهميش – عايزين نعرف كيف يكون التهميش اذا كان السودان كلو زي بعض في الحياة و كمان ناس دارفور موجودين في الخرطوم الماهي بلد قبيلة معينة

    بس اهم حاجة تشوف ليك طبيب نفسي علشان تعالج عقدة النقص و دة كل الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..