السودان (طَبليّة)..تدمرالأجيال!!

الطبلية فى قاموس المعانى منضدة صغيرة مستدير (يرق) بفتح الياء عليها الخبز ويؤكل عليها،وهى تنسب للطبل،وجمعها طبالى،لكننا فى ثقافتنا السودانية نعرف الطبلية بأنها مينى (كنتين) يعنى مثلا طبلية سجائر طبلية عيش طبلية …وهكذا،والمقصود من العنوان هو أن السودان للأسف فى هذا العهد تحول الى (طبلية) وليس دولة طبلية يديرها بائع ومن حوله بعض الطبالين بالمعنى الحرفى،وفقد السودان رجال الدولة الحقيقين والمؤهلين ليقع تحت ادارة رجال الطبالى والكناتين،لاسيما وأن الفساد الذى عم أرجاء الدولة 99%منه يتم طبخه داخل أروقة مكاتب الدولة التى للأسف يقودها هؤلاء الطبالين والسماسرة،ولعل السودان فى هذا العهد تحول الى مجموعة من الطبالى يديرها هؤلاء التجار ومن حولهم تلك الثلة من المطبلين والمطبلاتية من المثقفين والاعلاميين والصحفيين ومن لف لفهم من ثلل الانتهازية والأصولية والانبطاحيين الذين قذفت بهم الأقدار لسدة الحكم وموقع المسئولية والذى يفوق قدراتهم ومؤهلاتهم خلقا وأخلاقا.
مناسبة هذا المقال واقع متجدد ومعاش يوميا أبتكره هذا النظام الفاسد المفسد المنحل والذى للأسف يكرم العملاء والانبطاحيين وفاقدى المواهب اللهم الا موهبة التطبيل والتضليل التى وضعتهم فى المواقع التى يشغلونها بكفاءة الانحطاط الأخلاقى والخيانة والعمالة التى هى العقد الذى يربط بينهم وبين عصابة المؤتمر الوطنى التى تفسد بقوة عين ولايخشى لصوصها العقاب فقد ساء أدبهم وزاد فسادهم وفجورهم وفسوقهم لأنهم أمنوا العقاب..
ناشئ سودانى صاحب موهبة فى لعبة تنس الطاولة رفع اسم السودان عاليا باحرازه المركز الأول فى البطولة التى أقيمت بالقاهرة وحضر اليها هذا الناشىء لوحده دون مدرب أو ادارى بل حتى مبلغ المشاركة تم جمعه له من بقايا عمولات سفريات السادة مسئولى هذه الاتحادات ورغم أسباب الاحباط المتوفره أحرز هذا الصبى المركز الأول ورفع اسم السودان عاليا فى وقت أشد ما يكون فيه هذا العلم فى حاجة للارتفاع بعد أن تمرمط فى كثير من الوحل فى عهد هؤلاء الأقزام،ورغم هذا النجاح لم يجد هذا الناشىء فى مصر أى اهتمام من قبل السفارة أو تلك المجموعة من الصحفيين الرياضيين بتاعين كرة القدم الفاشلة،بل تقدم والده وهو عضو باتحاد الخرطوم بطلب للاتحاد المصرى لاعطاء ابنه فرصة تدريب فرحبوا بهذا الأمر ترحيب حار ،وكتبوا خطاب فورى لأحسن مركز تدريب لتدريب هذا الناشىء حتى يغادر مصر،فذهب والده للسفارة وأبلغ المستشار الاعلامى وكل طلبه أن تكتب السفارة خطاب شكر للاتحاد المصر للعبة الذى أحتضن ابنه هذه الفترة ،فما كتان من هذا المستشار الفاقد للمؤهل الا أن قال له سأكتب لك خطاب للمستشار الثقافى!!!!!
مثل هذا الناشىء يحبط ومثل الهندى عز الدين الذى يصرح للصحف المصرية بعدم أهمية حلايب وشلاتين تدعيه السفارة على حسابها لحضور احتفالاتها بعيد الاستقلال ،ومثل هذا الناشىء يعجز مثل هذا المستشار الاعلامى الفاشل الذى فى عهده تمت اهانات السودان عدة مرات فى أجهزة الاعلام المصرية ولم يجرؤ على الرد أو حتى الاحتجاج لايفهم الفرق بين هذا الناشىء وذاك الناشذ الذى يكونون فى خدمته بين من يرفع العلم ومن ينكسه،وهذا شىء طبيعى وهو من جماعة التنكيس.
[email][email protected][/email]