عصفورة الإمام و جرادة الأمين وحمامة سارة .. !

الإمام الصادق المهدي يبدو أنه كان يحاول جاهداً أن يخنق أصوات عواصف حزبه الناقمة و المُعبئة للجو الخارجي المحيط وكتمها داخل خيمة مؤتمره الأخير !
فأنتهى الأمر حتى الان على الأقل بتشكيلة هلامية ديمقراطية سريالية لأمانة الحزب لا تخلو من الرسم بعصا الزعيم الى إختيار أول سيدة من بنات الأنصار أمينة عامة وهي الدكتورة سارة نقد الله باعتبارها شخصية توافقية زكاها بقية المرشحين المفترض أن ينافسوها على الكرسي ولكنهم تراجعوا لصالحها عساها ان تكون حمامة السلام التي قد يهدي ء هديلها من ضجيج الإنقسامات ويخفف من وتيرة حالات الإستقطاب التي إرتبطت بشخص الرئيس الدائم والإمام المثير للجدل منذ إنشقاقه عن عمه الإمام الراحل الهادي عبد الرحمن المهدي في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي !
الدكتور ابراهيم الأمين ،المُقال من رئيس الحزب عن منصب الامانة العامة والذي أصبح يقف في الضفة الأخرى بعيداً عن جماعة الميول الإنقاذية بقيادة من يصفه خصومه بسادن الأمن المايوي السابق وحليف المؤتمر الوطني الحالي الفريق صديق إسماعيل!
فقد قال الدكتور الأمين صراحة في لقاء إنفردت بنشره الراكوبة إن الرئيس البشير عرض عليه مبلغا من المال بواسطة عبد الرحمن الصادق بغرض إستمالة موجته ناحية ضفة الإنقاذ ، وحينما تبرم الدكتور الغاضب من مجرد فكرة عرض الرشوة ، شكا مساعد الرئيس الى والده ، ففسر له الإمام الذي أقر بأن إبنه ابلغه بذلك العرض، واصفاً له بأنه كان جرداة الفم لإسكات الدكتور الأمين !
السيد الصادق وكما قال الدكتور الأمين كان يُحّرم اكل الفطيسة على ابن عمه مبارك الفاضل الذي هادن الإنقاذ لفترة وشاركها ثم تباعد عنها، لكنه أي الإمام يحلل أكل ذات الفطيسة لإبنه وليس إبن الجيران!
ولعل كل ذلك التجاذب في الصراع داخل ما تبقى من خيمة الحزب القديمة يعكس بصورة جلية أن العصفورة الكبيرة التي ملأت بها الإنقاذ خشم الإمام قد أتت أُكُلها في زيادة تفتيت هذا الكيان الذي ظل يتضاءل حجمه ولا نقول صيته من خلال تباعد الكوادر الموالية عنه إما مغردة داخل سرب الإنقاذ أو مُحلقة بعيداً عن شجرته المتساقطة الأوراق في خريف رئيسه المزمن ، وهذا ما خططت له االحكومة وحزبها وأمنها لإضعاف البدائل كما جاء في إفادات الدكتور الأمين وكما هو بائن للعيان !
أجنحة الحزب الكثيرة أصلاً ومسمايته المترادفة والمتباينة في آنٍ ، بكل أسف باتت من جديد وحتى في فرعها الأصلي مُوزعة الريشات بين عصفورة خشم الإمام وجرادة الدكتور الأمين التي إستعصى عليها فمه ، وحمامة سارة التي تريد أن تبيض في قفص الولاء لقدسية الإمام المطلقة ، وتحّلق في ذات الوقت عبر فضاءات التحرر الى المدى البعيد من قبضة البيت الكبير الذي قدمها على الدكتورة مريم الصادق على سبيل المثال !
فيما يحاول مبارك الفاضل وإن بدت لهجته الأخيرة تصالحية حيال صقر الحزب الكبير أن ينشب مخالبه هو الآخر لإنتزاع عمامة إبن عمه الإمام شخصياً بعيداً عن رأس الزعامة المزدوجة والتي جثمت فوق سدة الحزب طويلاً ..!
بينما الإنقاذ التي يهمها إسكات كل الخشوم باحجام العطايا المتفاوتة من الجراد الى العصافير ، هي أسعد الراقصين على صخب إنقسامات خصومها الألداء أوبالمقابل أولئلك الذين لا يريدنوها مثلما يقولون ولكنهم كما يقول واقع حالهم أيضاً لا يستحملون شيئاً حيال ما قد يصيبها من مكروه !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ((بينما الإنقاذ التي يهمها إسكات كل الخشوم باحجام العطايا المتفاوتة من الجراد الى العصافير ، هي أسعد الراقصين على صخب إنقسامات خصومها الألداء))
    أختلف معك كثيرا ان كنت تعنى بخصوم الحكومة الألداء الصادق وأتباعه. كل من له عقل يعى تماما أن الصادق زعيما لحزب (الغمة) جناح الكيزان. شخصيا توصلت لهذه الحقيقة بعد انتفاضة أبريل حينما صار (الامام) سكرتيرا خاصا للمخبول الترابى.

  2. بينما الإنقاذ التي يهمها إسكات كل الخشوم باحجام العطايا المتفاوتة من الجراد الى العصافير ، هي أسعد الراقصين على صخب إنقسامات خصومها الألداء أوبالمقابل أولئلك الذين لا يريدنوها مثلما يقولون ولكنهم كما يقول واقع حالهم أيضاً لا يستحملون شيئاً حيال ما قد يصيبها من مكروه !

    مع إحترامي للأخ عمدة أعتقد الكاتب الأخ برقاوي قصد بالخصوم الألداء المعارضة التي لم تلن ناحية الإنقاذ مواقفها ولم تقبل حتى الآن مجرد مبدأ الحوار معها ومع حزبها لعدم ثقتها فيهما أما الجزء الأخير من خاتمة العمود والذي أشار فيه كاتبنا الى الذين يدعون أنهم لا يريدون الأنقاذ ولا يستحملون فيها فهو الذي يقصد به الصادق ومن شايعوه في التقرب من بوابات الحكم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..