البقاء…. للأقوى

العبارات بقوتها قد لاتحسن التعبير وصفاً لهذه العبارة ،المليئة بالتحدي والمحفزة للصمود ..والبقاء للأقوى ربما تكون عبارة تتداولها الشركات شعاراً للبقاء في الأسواق والقوة والنجاح كلاهما مصدر فخر واعزاز يمكنهما ان يجعلا الشخص قادرا على المنافسة ، لكن اي قوة ننشدها نحن هل قوة الجبروت ،ام قوة الجسم ،ام قوة العلم ، ام قوة السلطة ، ام قوة الروح. كلٌّ له قوته التي يتسيد بها المواقف ويتربع بها على عرش مملكة الحياة
وكثير من العلماء اتفقوا بالاجماع على أنّ قوة الروح هي الأمضى والأصدق والأنفع لما لها من خصوصية طيبة ، تمنحها لحاملها من بني البشر ، وقوة الروح من علاماتها التوكل على الله والثقة بالنفس ، والطموح البعيد والفكر المنير .
ولا يمكن لقوة الروح أن تنشأ وتزدهر إلا بوجود الإيمان الحقيقي في قلب الإنسان ، وذلك لأنّ الإيمان هو البذرة الأولى لنمو هذه القوة الروحية التي يتحلى بها الجسد ، وتجعله مميزاً عن سائر الأجساد ، وإن كان هذا الجسد ضئيلا في حجمه نحيفاً في عوده .
وعندما تسكن قوة الروح قلب المريض يهون عليه مرضه ، ويرضى به ولا يلتفت إلى الوساوس التي تطرق باب أفكاره ، فتجده مبتسماً قانعاً وكأنّه في حال غير التي هو بها وذلك لأنّ قوة الروح جعلته يناشد الله جل جلاله بأن يلهمه الصبر.
قوة الروح تمنح السعادة حتى الفقير المعدم ، فإنّ قوة الروح تجعله راضياً بفقره سعيداً في عيشه ، مقتنعاً برزقه لا يلتفت إلا لما يرضي الله عز وجل في الكسب الحلال وتحصيل قوت اليوم ، فهذا هو العابد الزاهد إبراهيم بن أدهم رغم فقره وفاقته، كان يقول : ( والذي لا إله إلا هو إننا في لذة عيش لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف! )
و قوة الروح تنسج قوة الشخصية ، فعندما سجن شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – لم يتزلزل أو يضعف أو ينهار ، بل زادته محنته قوة وجلد ، فقال كلمته المشهورة : ” ما يصنع أعدائي بي ، أن جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ،المحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من أسره هواه ” .
لكن في حياتنا المجتمعية يجهل كثير من الناس عبارة البقاء للأقوى …واحياناً تقوم قوتهم على دمار الآخرين وعلى اشكال فنون حقدهم ، وعلى أنواع بطشهم وعلى قوة جهلهم، فمثل ما للعلم قوة ،احياناً بعض الجهلاء يكونون اقوى بجهلهم ، فربما يستخدم الجاهل سلاحاً لايستخدمه المتعلم ، فينتصر عليه الجاهل في معادلة قد تبدو غريبة لكنّها الحقيقة .. والبقاء للأقوى تعبير لقوة مختلفة ومتباينة في معانيها ومضامينها وأساليبها وتصرفاتها .
طيف أخير :
أي دمعة حزن ….لا
[email][email protected][/email]
كلامك في الصميم
القوة هي قوة الروح التي تغذي الإرادة
هناك من يعتقدون أن الدنيا قد الت لهم،لكنهم لايكادون يحسون بطعم الحياة
ربنا يحفظك ويحفظ قلمك وسط هذه الانواء التي تكاد تفسد أجواء الصحافة
صراهات ونزاعات في الفارغةبين من ينتظر منهم قيادة الرأي العام