الدعم لا ترفعن: الخبز لا تهبشن لا, ولا الماء و النفط و الغاز و النور لا تقربن

الدعم لا ترفعن: الخبز لا تهبشن لا, ولا الماء و النفط و الغاز و النور لا تقربن
والشعب لا تلعب به والأرزاق لا تقطعن فإن قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق. كل هذا مفهوم بل ومن المسائل المتفق عليها من العفو أيضاً أن يتذمر الناس من إرتفاع تكاليف المعيشة,و علي الجهات التي تقصر أن تخل بواجبها إزاء لقمة العيش أن تحاسب. هذا سلوك غير مثير لحنق الحكومات الناضجة لأن الجوع كافر يا أصحاب الفضيلة أن يتزمر الناس من إرتفاع الأسعار أو شحها أو فقدانها في بلادنا شئ طبيعي لأن:” ألا أن كل حق ضائع سدي ما لم يؤيد حقه الموقف الصلد”. وحتي في البلدان المتمدينة المتحضرة الغنية التي لا تدير وجهها لحقوق الإنسان, هناك نقد حاد لمظاهر الغلاء و إرتفاع السلع ولا تكاد تخلو صحيفة يومية أو مجلة من مقال بنقد مظاهر الغلاء الحاد في السلع في حال غيابها أو إرتفاعها,و يلقي بسبب ذلك اللوم علي الوزارات والجهات المعنية بذلك. في الماضي القريب, في بلد شقيق رفع المتظاهرون الخبز الجاف علي أسنة الرماح كناية وعن تأكييد الجوهر الديمقراطي المطالب بالخبز لتسكت الأفواه الجائعة حكومتنا ممثلة في وزير ماليتها قد أنحت باللائمة علي الشعب لقعوده عن الإنتاج و قصوره عن ذلك و لعمري أن في هذا إتهام جائر. ليتذكر السيد وزير المالية أنه حين يحدث الحرمان من الخبز وليس “العنب”, فإن الحابل سيختلط بالنابل والمعيشي بالسياسي, خاصة إذا إستغل الكائن المسيس الفرص لصالح أجندته الخاصة, فهذه شيمة السياسي في كل حين. الرد الحقيقي علي الشيمة تلك من قبل الحكومات وليس في سجال المعارضين حول أزمة الخبز والغاز والنفط والدواء والكهرباء و إنما في توفيرها. لكن أقواها هو الخبز لأنه رغم هشاشته هو أقوي أسلحة التاريخ,و تاريخنا القريب في سبتمبر 2013 خير شاهد و شبابنا يردد في إصرار:”أدفنوا شهداءكم و انهضوا” ولأن الألم يعتصرنا و أعيننا تبكي دماً لرحيلهم فإننا نذكر وزير المالية أن بعض الأزمات يخرج منها المجتمع و الدولة أقوي من قبل و تصبح بمثابة المصل المضاد الذي يبقي علي أجساد شعبنا و ينقيها من العلل و الموت.فيا وزير ماليتنا:”ندعوك أن تمشي علي كلماتنا بالعين لو صادفتها كي لا تموت علي الورق أسقط عليها قطرتين من العرق كي لا تموت “. فالصوت, إن لم يلقْ أذناً ضاع في صمت الأفق و مشت علي آثاره ذكر الغراب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..