وهل في النظام كم من ضحايا ..!

في الغرام كم من ضحايا ، عبارة نسجها الفنان الرائع الطيب عبد الله معبراً ربما من واقع تجربته الذاتية عن الملايين الذين ذاقوا مرارة الحب الذي قد تأتي رياحه بما لاتشتهي سفن العشاق، ولكن روح الإيثار عندهم لاتمنعهم أن يقولوا للطرف الآخر رغماً عن كل ذلك ، بس تأكد يا حبيبي أنو حبك في دمايا ..!
حب السلطة لايكون مكتمل الدائرة إلا إذا كان الوجد متبادلاً بين الحاكم ومحكوميه اياً كان مركزه فذلك ما يجعله متشبثاً بموقعه ليؤثر الآخرين عن هوى نفسه الذاتية تعلقاً بالمنصب وبالتالي فان المسئؤلية تبادله تمسكاً به لأنها ترى فيه الأهلية لإدارتها بذلك التجرد والإخلاص الذي يجعله مكلفاً بها عن ثقة وجدارة وليس ساعياً اليها بالتسلط والإصرار على البقاء رغم الفشل في حمايتها من أمارة السوء او الغفلة عن رعاية ومراقبة شئؤنها وحمايتها من إساءة الآخرين لها !
ليس في شرع النظم الحاكمة الحرة الشفافة ثقافة المؤامرة التي تمرر كرة الفساد من تحت أرجل المسئؤل الأول وتدفع الدولة وشعبها ثمن ذلك سواء كان مليماً او مليارا ، فالقيمة ليست في المبلغ بقدرما في المبدأ الأخلاقي وإعلاء قيمة العدالة دون مراعاة الكبير على حساب الصغير ، ومن ثم يزج بالفاعلين الى غياهب السجن أو يخرجوا متحللين بالتسويات المريبة ، ومن ثم ينتهي الأمر عند إعتبار أن رئيس المرفق المنهوب إنما كان ضحية مؤامرة ينبغي التعاطف معه وعفا الله عن الغافلين !
فليس في النظام العادل كم من ضحايا كما في قصص الغرام الشاكوشية النهايات ،ليقولوا للشعب الذي هو الضحية الحقيقية هنا باستخفاف و استهبال وليس بايثار ، بس تأكد يا حبيبي أنو حبك في دمايا ، فهنا المسالة تفرق كتير ..!
وجمعة مباركة ..!
محمد عبد الله برقاوي,,
[email][email protected][/email]