غنائم الأراضي بالتراضي

عندما يمثل أي فاسد أمام محكمة،تأكد أن العقاب تسوية، وأنه وقف في قفص الإتهام لأنه كان يأكل( براه)، ويأكل هذه معناها يأكل المال العام، وبراه معناها أنه لا يشارك الآخرين الغنيمة، وعليه فإن بعضهم ( يقنطره) ويسرب للصحافة فضائحه،من أجل أن يبعد من منصبه كيما يتاح المجال لفاسد آخر ( مفتّح) يعرف كيف يقتسم الأموال مع زمرة الفاسدين.

وللتدليل علي ما نقول،فالدنيا قامت ولم تقعد في حكاية حرس الوالي،وهل كان المدعو حرس الوالي يختم الأوراق ويستلم الأراضي ويسورها ويسجلها ويبيعها ( براه)!! أم هنالك مكاتب مرّ عليها الورق المضروب، وختمت هي الأخري، ونالت رشاوي مقابل صمتها،وتلك المكاتب (قطع شك)،لا زالت حية ترزق، ومن ختموا وقبضوا الرشاوي لا زالوا يتمتعون بصلاحياتهم كاملة.

وبالتالي فمنظومة الفساد الكبيرة، غير مسموح بتفكيكها أو الكشف عنها،لهذا تأتي التسويات بديلاً عن المحاكمات.

ولأن شقي الحال وحده يقع في القيد، فالفساد أكبر من تقارير المراجع العام، والفاسدون في كل واد يهيمون،لأن الفساد نفسه جزء لا يتجزأ من المشروع الحضاري والذي شعاره( نركب الهمر والباقين كدّاري) .

سرق البعض البترول وشطفوه حتي آخر برميل ، ونهب آخرون الذهب حتي آخر جرام، أما الجهابذة فقد وجدوا ( الماس) وهي الأراضي المميزة،وإليكم الحكايات

عندما انزنق السادن في مرابحة بنكية مليونية، وطورد بأمر القبض، جاء إلي نسيبه في الموقع الدستوري، فساقه إلي مكتب حكومي ووقع علي أربعة عقود سمحت له بتملك أربعة قطع أراضي مميزة دون أن يدفع مليماً واحداً، ثم أدخلوه بعد خمس دقائق إلي مكتب آخر ووقع علي أربعة عقود بيع، ثم استلم فرق السعر ( مئات الملايين) وصار مليونيراً بفعل الأراضي.

واكتشف واحد فاسد أن هنالك 192ألف متر مربع بحي مميز بالخرطوم تخص مؤسسة حكومية منذ الثمانينات، فهمس للدستوري المسؤول، وجري التنسيق مع المعنيين بالأمر ثم بيعت الأرض الشاسعة للمحاسيب، وللتغطية فإن جزءاً من الأموال دخل ( الخزنة) والجزء الأكبر لحق أمات طه.

وحصل مستثمر مصري علي أراض شاسعة بالجزيرة، ولخاطر أحلامه طرد السكان الأصليون من تلك المنطقة، فكم دفع يا تري لأجل الحصول علي الأرض المميزة والمشروع المزيف، ولكن الثابت أنه وهو الأجنبي أعلن في وقت سابق عن بيعها بالمتر بالشي الفلاني،وهو الذي حصل عليها ( بالملاليم).

وحصلت الديار القطرية علي موقع مميز علي ناحية كوبري المك نمر، وغض النظر عن كيف مسحت الوابورات والمدارس والمعاهد من أماكنها لصالح عيون القطريين، فإن السؤال الجوهري كم دفعت هذه الديار القطرية من أموال، وأين ذهبت ؟؟ وإذا لم تدفع مليماً واحداً فمن هو الفاسد الذي قبض رشوة مقابل الصفقة !!

وإلي حين أن يسقط النظام الفاسد فماكينة الفساد ( شغّالة تش)،وفنّانة السدنة تغني( التش تش حلاوة لبن عليكم الله خلوني)

فيتمتم السدنة (أنا ما بقطف زهورك بس بعاين بعيوني)

الميدان