فوزية سلامة تكتب: حاملات الشعلة

فوزية سلامةعصفور الفرح يغرد في صدري. والاسباب لا تتعلق بي ولا بأي فرد من افراد اسرتي او من اصدقائي ومعارفي. الاخبار تتعلق بثلاث نساء لا تربطني بأي منهن اية صلة سوي اننا جميعا نساء ننتشر في اركان متفرقة من ارض الله الواسعة. الاولي شابة سعودية ستكون من حاملات الشعلة في الاوليمبياد هذا العام. والثانية امرأة مصرية من حي شعبي اصبحت بين ليلة وضحاها نجمة تليفزيونية لها معجبين ومعجبات بالملايين. الثالثة انجليزية تبدو الطيبة علي ملامحها في صورة فوتوغرافية احتلت الجزء الاكبر من صفحة في جريدة يومية محبوبة لأن صاحبة الصورة قد تكسر قاعدة عمرها ١٠٠عام. هذه السيدة مرشحة لأن تكون اول مديرة عامة لمؤسسة البي بي سي الاعلامية المعروفة في جميع انحاء العالم. المؤسسة عمرها ١٠٠ عام ولم تمنح شرف المنصب لامرأة من قبل.
شيئ ما يتغير في العالم بهدوء وثبات ويقين رغم ارهاصات المتشددين والمنددين والمحذرين .
أما فرحتي بالسعودية ريما عبدالله فقد جاءت مزدوجة عبر رسالة من سعودي فاضل شغل اعلي المناصب في وطنه وكان ومازال من اقوي المدافعين عن العدالة والحرية والقيم الاصيلة التي حملها اليها الاسلام .
تقول الرسالة : طلعت يا ما احلي نورها بنت السعودية…..بنتنا ستظهر هذا العام …. وستقود ريما عبدالله مسيرة المشاركين السعوديين في اولمبياد ٢٠١٢.،ستحمل الراية الخضرا .. او لوحة اسم الديرة. بوركت الجهود وعاشت الدولة.

ريما عبد الله ستكون اول مشاركة سعودية في اولمبياد..موفدة لتمثيل بلدها ضمن الوفد السعودي بعدالغاء مادة التربية الرياضية من مدارس البنات. والضرب بأيد من حديد علي رغبة اي بنت فلتانة تريد ممارسة الرياضة البدنية ولو في اندية خاصة للنساء.
كم اتمني ان اقول لريما : مبروك .

المرأة الثانية هي غالية محمود. مصرية من حي شعبي يطلقون عليها لقب? الست? تعبيرا عن الود والاعجاب. غالية صادفتني علي شاشة احدي الفضائيات في زيارة لي الي مصر ثم طالعتني صورتها مرة اخري علي صفحات جريدة الجارديان اللندنية حيث كانت موضوع ريبورتاج عن ظاهرة اعتبرتها الجريدة من ثمار ثورة ٢٥ يناير. غالية تقدم اكلات شعبية مشبعة ومغذية في الوقت نفسه واصيلة لأنها من تراث مصري قديم يعتمد في الغذاء علي البقول والخضروات واللحم القليل نسبة الي عدم وجود مراع كافية لتربية المواشي وانتاج اللحوم التي تضاعفت اسعارها في السنوات العشر الاخيرة عشرات الاضعاف
والغريب ان البرنامج يصور في مطبخ غالية المتواضع جدا والذي يتوسطه موقد غاز من طراز قديم وطاولة تعد عليها الطعام في صوان من الالومنيوم. فلا افران وستنجهاوس هنا ولا مطابخ كوندشتال ولا كزارولات لوكروزيه. غالية محجبة ومبتسمة ومقرة بأنها مطالبة باعداد الطعام لعشرين فرد من افراد اسرتها بميزانية قوامها ما بين عشرين وثلاثين جنيها مصريا في اليوم.
انا فرحانة لنجاح غالية لأنها تمثل اغلبية ظلت صامتة لعشرات السنين ولم يغلبها الزحام وندرة المال وانعدام الامل في مستقبل افضل.

الثالثة هي كارولين طمسون , اعلامية انجليزية مشهود لها بالكفاءة وحسن الادرارة وطول تاريخ الخدمة في مؤسسة البي بي سي . وهي لم تطالب ولم تزاحم غيرها علي المنصب بل رشحها زملاؤها وان نجحت فقد كسرت قاعدة عمرها ٩٠ عاما افترضت ان المؤسسة اهم و وافضل من ان تديرها امرأة.

انا لم اشارك في مظاهرة احتجاج ابدا ولم ارفع صوتي منددة او محرضة , ولم اتعلم العوم الا بعد ان تجاوزت منتصف العمر وبعد ان تجاوزت عقدة العيب التي ترسبت عندي في الطفولة . قالوا ان العوم عيب وركوب الدراجات عيب والانضمام الي النوادي الرياضية عيب بدون ابداء اسباب. فصدقت واطعت وكبرت وكبرت معي نعمة العقل ففكرت وعزمت وتوكلت. واليوم فرحت بريما وغالية وكارولين. والبقية تأتي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..