هل شاخت الأديان؟

في أولاد حارتنا .. ظل الجد الأكبر حاضرا في كل العصور .. ثم قتل في نهاية الأمر .. وانتصر ‏السحر .. أو العلم .. أسقط نجيب محفوظ تاريخ الأديان السماوية وشخص الألوهية .. فهل حقا ‏شاخت هذه الأديان .. هل أضحت مجرد تصورات فردية .. هل أضحت فكرة باهتة ؟؟؟ الدين ‏ليس كائنا يمشي على رجلين ، إنما مجموعة من المفاهيم في عقل الفرد ثم تحاط هذه المفاهيم ‏بقلعتها الخاصة في شكل أنظمة ومؤسسات سواء كانت حكومية أو أهلية إذا اتفقت مجموعة من ‏الأفراد على مفاهيم موحدة ولو بقاسم مشترك أصغر. وهكذا فإن هؤلاء الأفراد ينطلقون من ‏مفاهيمهم الخاصة نحو العمومية . ويتحولون إلى كهنة لأفكارهم . ودعاة لها .. وأنبياء يدافعون ‏عنها. وهكذا فقدت الأديان استقلالها .. ووصلت عصر فقدان الذات. وأعتقد أن العصر التالي هو ‏عصر التفتت ؛ حيث تزداد المجموعات الدينية وتنقسم وتتجذر ، ثم يليه عصر الصدام الحاد ، ‏بين كل طائفة أو مذهب مع ازدياد صيحات التكفير المتبادلة ؛ ثم سيصل الأمر إلى العصر ما ‏قبل الأخير وهي مرحلة الإرتداد إلى الفردية. بحيث يرتضي كل فرد أن لا يمس الفرد الآخر في ‏مفاهيمه مقابل ألا يتعرض هو إلى ذات الأمر. أي أن الدين سيعود فرديا من جديد وتضيع -‏بالتالي- الحقيقة الدينية ، حيث يزعمها كل لنفسه. ولكن دون صراع. وتأتي المرحلة الأخيرة ، ‏حيث تحاول مجموعات ما أن تسترد عصر الدين المؤسسي لتخوض حربها الأخيرة المستبسلة ‏والتي تنتهي بهزيمتها ونسف آخر أصل للأديان . وهنا يكون هناك احتمالان .. الاحتمال الأول: ‏وهو أن تتحرك البشرية في اتجاه العقلانية المطلقة مع تطوير كافة قدراتها الانتاجية لتنهي عصور ‏الفقر والعوز .. أو أنها -أي البشرية- ستفشل في إنهاء الفقر والظلم تماما ومن ثم تنشأ أديان ‏جديدة لتمنح الفقراء والمظلومين الأمل في المستقبل. أما الاحتمال الثاني: فهو أن يتدخل الله ‏تعالى تدخلا مباشرا ليعيد مجده إلى الحياة من جديد. خاصة إذا استطاعت البشرية أن تنسف الفقر ‏وتبني العالم العادل الذي يتصور فيه الفرد أنه ما عاد يحتاج بعده إلى الله . وهذا الاحتمال الثاني ‏هو ما تشير إليه الأديان نفسها من ظهور المسيخ الدجال الذي ييبدو الخير متدفقا من يديه ‏فتخضر الأراضي وتمتلئ الضروع …الخ. ثم لينزل يسوع المسيح ليقتل المسيخ في حرب طاحنة ‏رهيبة ومفزعة للعالم وحيث لا يمكن لأي فرد أن يقف موقف الحياد ؛ لأن العالم سينقسم إلى ‏فسطاطين لا ثالث لهما… إذن؛ يمكننا الآن أن نجيب على ذلك السؤال.. هل شاخت الأديان؟؟؟ ‏بالتأكيد لا ، ولكنها في مرحلة ما قبل الكهولة فقط.‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمل كردفاني
الأربعاء 14 مايو 2014‏
الساعة 9:48‏

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتى ايها الكاتبه الرائعه واتمنى حقيقة ان تكونى كاتبه لآن وجود المرأه فى عالم الاستناره امر يفرح كل رجل محترم لآنهن الاكثر حوجه الى انتشار التنوير للحصول على بعض حقوقهن..اتفق معك فى سردك الرائع لحيثيات السناريو المتوقع للاديان ولكن ارجو ان تسمحى لى بالاختلاف معك فى النتائج..الاحتمال الثانى غير وارد تماما ولا مكان للمثلوجيا فى المستقبل الا فى رياض الاطفال .كل الود

  2. يا استاذة امل انتٍ تغزلين بحاغر حمار ! هذا موضوع مترامي الاطراف ولا تكفي سطورك الفصيرة هذي بالاحاطة به . رفقا بنا يا بنتي

  3. * ما ردت به أمل الكردفاني علي التعليقين رقمي 1004075 لهجو نصر و 1004308 للتسألن يدل علي أنها حاطبة ليل، و خابطة عشواء تحاول ستر عوراتها الفكرية بالبذاءة و إسكات المعلقين بالإقذاع.
    ففي ردها علي (هجو نصر) تهذي متعجرفة:
    (من يكتب بحافر حمار .. خير ممن يقرأ بعقل حمار …. لأن الأول منتج والثاني مفلس)أهـ،
    و ما درت أن المنتج ربما كان منتجا ضارا، إذ أن الساحر منتج للسحر – إن تدرك الكردفاني ضرر السحر، و الكذاب منتج للكذب و موارده معروفة – ربما لغير الكردفاني، و مثل الكردفاني منتج لهذا الهراء الذي لا يشع إلا جاهلية تريدهاأن تشيع بين الناس بدعوي حرية الفكر و انطلاق المفاهيم الباذخة.
    و في تهكمها علي (لتسألن) تحتطب: (سأل إعرابي جلف أبا الطيب المتنبي قائلاً: يا رجل .. لماذا تقول ما لا يفهم ؟؟
    فأجابه المتنبي: يا رجل … ولماذا لا تفهم ما يقال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)أهـ
    و لأن العاري من ستر المعرفة يتدثر بأسمال الجهل، فحاولت الكردفاني إضفاء وشي سعة الاطلاع و الفهم علي قلمها الأعور الأعرج بما خبطت، و لو أن الأعشي يفيد من قبس العلم، لأدركت صاحبتنا أن السائل لم يكن أعرابيا و أن المجيب لم يكن المتنبي، و لكن (الجلافة) تسوغ لصاحبها التلفيق و خلافه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..