أين الترابي و الصادق ؟..ردة الطبيبة .. الإختبار الحقيقي للدعاوى النظرية

أين الترابي و الصادق ؟
ردة الطبيبة .. الإختبار الحقيقي للدعاوى النظرية
عادل إبراهيم حمد
بعد الحكم بردة الطبيبة (مريم) تعزز عندي الرأي بأن أزمة التفكير الإسلامي التقليدي هى النظر للإسلام (من الآخر) فيختار الفقهاء من الرسالة التي إكتملت و مما وصلنا منها من نصوص قوية و ضعيفة و من روايات قوية و ضعيفة , ما يروق لثقافتهم , ثم يخرجون بمنظومة يرونها ملزمة للمحايد بل و لخصوم الإسلام ما دامت نصوصاً و روايات منسوبة لدين الحق , و لمًا كان المحايدون و الخصوم غير معنيين بقداسة يحملها المؤمنون لدينهم , لا يجد هذا المنهج العجيب تجاوباً و يجد هذا الفهم رفضاً و سخرية .. و لو نظروا للإسلام من أوله لأدركوا أن سلمان الفارسي لم يغادر فارس بحثاً عن حد الردة أو حكم التمثال أو مقاييس النقاب , بل حمله من فارس البعيدة توق شديد نحو طرف الشعاع النوراني الذي يربطه بأسباب السماء , و إنتظرت نفسه الشفّافة أن يتمثل هذا الشعاع في معاني رفيعة للرحمة و العدل و غيرها من معالم العلم , و هي القيم التى تتقاصر دونها بكثير معاني أخري ركّز عليها فقهاء متأخرون مثل القتل (الرحيم) و الرفق في معاملة الأرقاء , و غيرها من منفرات كادت ترتبط بالإسلام بسبب المحنطين و الكسالى الذين يلوحون بنصوص و حجتهم الوحيدة أنه نص يجب التسليم به كقرينة لصدق الإيمان , و هو إقرار ضمني بضعف المحتمين وراء النص , و تشكيك في ثقتهم بكمال حجة دين الحق و العدل و الرحمة الذي لا يحتاج إلى تبرعات فقهية تغطي ثغرات يتوهمونها ..
و إستعدت بعد سماعي حكم الردة قصة سيدنا بلال و هو ملقي على الرمال الحارة و على صدره صخرة و هو يردد (أحد .. أحد) فتعززت قناعتي أن دلالة القصة و جوهرها هى حق بلال في إعتناق الإسلام بلا ثمن فادح من التعذيب . و يفهم من قصة بلال أن الإسلام يرسي حق الإنسان فى أن يعتقد في ما يقنعه .. و يقدم الفقهاء الإسلام بصورة لا تليق به إذا أفهمونا و لو ضمناً أن الإسلام يعلي مبدأ حرية الإعتقاد و أتباعه ضعاف يؤذيهم أمية بن خلف و عمرو بن هشام , فإذا تمكن الإسلام و دخل الناس في دين الله أفواجاً , وضع الإسلام صخرته على صدر من لا يؤمن به .. و لا أكون مغالياً إذا قلت ألا فرق بين أبي جهل و هو يجأ بحربته أحشاء الشهيدة سمية و قاضى الردة و هو يجأ بحكمه الجائر إنسانية الطبيبة مريم , فكلاهما يحمل حربة الإكراه .
فكرة الردة أثارت غباراً كثيفاً حول موقف الإسلام من الحرية , و راجع مفكرون موقفهم من الردة , منهم د. حسن الترابي الذي دافع مؤخراً عن مبدأ حرية الإعتقاد بعد طول تنازع بين فطرته الرافضة لحكم الردة و ثقافته السلفية . و رغم أهمية الرأى النظري الذي قال به الدكتور الترابي و يشاركه فيه السيد الصادق المهدي , لكن كلا الرجلين لم يبديا موقفاً عملياً رافضاً لمحاكمة الطبيبة بما يعضد رؤيتهما النظرية و يؤكد مصداقيتهما عند أول إختبار عملي لرأيهما في موضوع الردة .. كان ينتظر رفضهما للمحاكمة إبتداء و لو أصدرت المحكمة فيما بعد حكمها ببراءة (المتهمة) . لكن يبدو أنهما تحسبا لردود أفعال جماعات الهوس الديني على حساب المصداقية الفكرية و السياسية .
لن ينفذ الحكم في الطبيبة التي لم يجد رئيس البرلمان في قضيتها الخطيرة سوى التنبيه إلى أنها ليست طبيبة !! لن ينفذ الحكم لأن الفطرة تأباه و لأن ضغوط أهل الفطرة السليمة خاصة (الدوليين) منهم سوف تؤتي أكلها . لكن لابد أن تكاشف السلطة نفسها عن أسباب تكرار تورطها في أحكام و تصرفات حمقاء , ثم البحث عن مخارج من أفخاخ كانت في غنى عنها .. ليس الغباء السياسي وحده وراء هذه الحالة العجيبة ؛ إنه أيضاً التأخر فى إزالة حالة فكرية يهمس إسلاميون كثر بضررها , لكن الموازنة تجعلهم لا يفرطون في رصيد سياسي أركانه المدرسة الفقهية التى أنتجت طالبان و بوكو حرام .. فهل تكون محاكمة الطبيبة سبباً في ثورة فكرية تزيل حالة الإزدواج هذه ؟
شوف السيد الصادق اصدر بيانه ولن نبخسه المبادرة. لكن هو ايضا سيكسب سياسيا بهذا البيان او التصريح.
لم يحرك ضد قوانين سبتمبر لان توازن السياسة انذاك لن يكون فى صالحه لو ازال تلكم القوانين. وصفها بانها لا تساوى ثمن حبرها فى وقت هذا التصريح كان وراءه ايضا وبالطبع مكسب سياسي.
واقول هؤلاء الناس الترابي الصادق يعلمون اكثر من غيرهم ان النصوص الدينية كلها تتناقض لدرجة مريعة. لكنهم فهموا الا اداة تكبل الشعب سوى قيد العقيدة. ويطلق هذا يدهم هم للهيمنة السياسية.
قتل المرتد في الشريعة يعتمد على أحاديث آحاد مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، نصها: (مَنْ بدَّل دينهُ فاقتلوهُ)، و(لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهَ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ).
لماذا حكم على الثيب الزاني الذي اغتصب طالبة في الدويم ب 10 سنوات سجن فقط ثم جاء الرئيس وألغي الحكم وعفى عن الجاني، إين الشريعة هنا، أم أنها تطبق على الضعفاء فقط من عامة الشعب وتدرأ عن المحسوبين على النظام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شوف السيد الصادق اصدر بيانه ولن نبخسه المبادرة. لكن هو ايضا سيكسب سياسيا بهذا البيان او التصريح.
لم يحرك ضد قوانين سبتمبر لان توازن السياسة انذاك لن يكون فى صالحه لو ازال تلكم القوانين. وصفها بانها لا تساوى ثمن حبرها فى وقت هذا التصريح كان وراءه ايضا وبالطبع مكسب سياسي.
واقول هؤلاء الناس الترابي الصادق يعلمون اكثر من غيرهم ان النصوص الدينية كلها تتناقض لدرجة مريعة. لكنهم فهموا الا اداة تكبل الشعب سوى قيد العقيدة. ويطلق هذا يدهم هم للهيمنة السياسية.
قتل المرتد في الشريعة يعتمد على أحاديث آحاد مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، نصها: (مَنْ بدَّل دينهُ فاقتلوهُ)، و(لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهَ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ).
لماذا حكم على الثيب الزاني الذي اغتصب طالبة في الدويم ب 10 سنوات سجن فقط ثم جاء الرئيس وألغي الحكم وعفى عن الجاني، إين الشريعة هنا، أم أنها تطبق على الضعفاء فقط من عامة الشعب وتدرأ عن المحسوبين على النظام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟