مطلوبات التطبيع الامريكى

أصداء

قبل ايام قلائل وقف عضو البرلمان على ابرسي وانتقد بشدة السياسة الخارجية للبلاد والتى تفرض حظرا اقتصاديا على السودان ارهق اقتصاده واورده موارد الهلاك وبما ان انتقاده هذا لم يكن المرة الاولى له تحت قبة البرلمان لذا سالته بعد انتهاء الجلسة عن مغزى ترديده لهذا الامر فكان رده انه مقتنع تماما بما يقول ولن يمل ترديده حتى ينصلح حال السياسة الخارجية وتبعد عن البؤر التى تصنفنا ضمن الدول الراعية للارهاب.
ولكن ربما حديث ابرسي وغيره من السودا الاعظم للسودانيين لا تنظر له الحكومة ابدا بعين فاحصة وليس ادل على ذلك من استدعاء نائب القائم بالاعمال الامريكي بالخرطوم كرستوفر روان فى ذات اليوم الذى تسلم فيه القائم بالاعمال الجديد مهامه فى السفارة الامريكية وكأن الخارجية تريد ان ترسل رسالة الترحيب لمن خلف استافورد ممثلا للولايات المتحدة فى الخرطوم.
الملاحظ ان الادارة الامريكية ومنذ العام 2007 ظلت ترسل قائمن بالاعمال على صلة وثيقة بالمجتمع العربى بداية من البرتو فرنانديز الذى كان يكثر التواجد فى المناسبات السودانية ووصولا لاستافورد الذى ظهر لاول مرة مرتديا شعار المريخ فى مباراة جماهيرية وواصل التعمق فى المجتمع لدرجة انه زار معظم شيوخ الطرق الصوفية وانتهى به المقام مسلما قبل ان يغادر البلاد ومن يقرأ طريقة اختيار الولايات المتحدة لممثليها فى السودان يصل دون عناء الى ان الدولة التى تسود العالم الآن تريد ان تمحو الصورة السيئة لها فى ازهان المجتمع السودانى بعد ان عمل النظام على تشويهها زمنا طويلاً
اعجب لان السياسة الخارجية لنا لم تلاحظ ان امريكات تسعي للشعب السودانى واعجب اكثر عندما اصل الى قناعة بان الحكومة تعرف مرامى امريكا وتقطع لها الطريق، فالولايات المتحدة الامريكية التى تفرض علينا الحصار الاقتصادى تبادر بخطوة وتنتظر من الحكومة ان تمشي خطوة تجاهها لكنها تمضي خطاوى فى الاتجاه المغاير ولا ادرى ماذا سيكون مكتسبنا من هذا الوضع.
ربما لن تتكر الفرصة لتحسين العلاقات مع السودان ان انقضت فترة الرئيس الحالى باراك اوباما او (مبارك حسين اوباما) فالرجل لم ينس اصولة البعيدة المنحدرة من السودان وظل طوال فترة حكمه مناصرا للسودان اذ ان الواقع يقول ان السنوات الست الماضية لم تكن امريكا فيها بذات العداء السافر قبلها.
يمكن ان حاولت الحكومة ان تمد جسور التواصل ولو فى الخفاء تجاه امريكا ان تربح كثيرا فرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب مرهون بمطلوبات اوفاها السودان منذ زمن غير ان هناك فرصة الان يمكن استثمارها فى هذا الاتجاه وهى عملية القبض على النيجيرى امينو صادق المتهم بالضلوع فى تفجيرات ابوجا وتسليمه للسلطات النيجيرية لتبييض وجه السودان خاصة وان ملابسات قدوم الرجل للسودان لم تكن قريبة من رعاية الارهاب كونه طالبا جامعيا فى احدى الجامعات السودانية.
نحتاج الى الارادة فقط لتنفيذ التقارب الامريكى اذ ان المؤتمر الوطنى والحكومة باتا جميعا مقتنعين بضرورة التقارب هذا ولكن لا يمتلك احد الارادة لتنفيذه فقط مكابرة كاذبة لمن كانوا يقولون (امريكيا روسيا قد دنى عزابها).

محجوب عثمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..