أخبار السودان

سوريا “لن تتعامل” مع اي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية

القاهرة – قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس الاربعاء ان السلطات السورية “لن تتعامل” مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية لحل الازمة.

وقال مقدسي ان “سوريا لن تتعامل مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان”. واضاف ان “سوريا و منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط”. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر. ويدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا الذي سيعرض على قادة الدول العربية في قمة بغداد غدا الخميس، الحكومة السورية الى “الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل” ويدعو في الوقت نفسه الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في سوريا. كما يطالب مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه المعارضة ب”توحيد صفوفها”، متهما السلطات السورية بارتكاب “جريمة ضد الانسانية” في بابا عمرو في حمص. وبعد فترة ثبات طويلة كان ينظر اليها خلالها كناد لحكام مستبدين، بدأت الجامعة العربية تستعيد دورها مع زلزال الثورات في العالم العربي وباتت تسعى للتعبير بشكل اكبر عن تطلعات شعوبها. ومن منطقة حظر جوي فوق ليبيا القذافي الى عزل نظام بشار الاسد في سوريا.. على مدى عام اتخذت الجامعة العربية قرارات لم يكن من الممكن تصورها قبل الربيع العربي عندما كان دورها يقتصر على اعلان الدعم للقضية الفلسطينية. ولم يكن امام الجامعة العربية التي يطل مقرها على ميدان التحرير — مركز الثورة ضد نظام حسني مبارك — الا احد خيارين: ان تتكيف مع الرياح الجديدة التي تعصف بالعالم العربي او ان تشيخ وتندثو
وقال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي في مقابلة مع فرانس برس “ان الجامعة العربية مضطرة ان تتعامل مع هذه القضايا وتقف الى جانب الشعوب “.
واضاف “لو لم تتخذ هذه المواقف لتم تهميشها ولوجدت دنفسها خارج التيار الجارف الداعي الى الديمقراطية”.
واطاحت الثورات العربية باربعة من القادة العرب وهم التونسي زين العابدين بن على والمصري حسني مبارك، الى الليبي معمر القذافي واليمني علي عبد الله صالح.
اما مصير الرئيس السوري بشار الاسد فتحيط به الشكوك مع التظاهرات التي تعصف ببلاده منذ اكثر من عام بينما تشهد دول عربية اخرى حركات احتجاجية قوية احيانا مثل البحرين.
وفي كانون الثاني/يناير 2011، دعا الامين العام للجامعة العربية انذاك عمرو موسى القادة العرب الذين ارادوا تجاهل اسقاط بن علي في تونس، الى التعامل بلا تردد مع “الغضب والاحباط غير المسبوقين” للشعوب العربية.
وقال في القمة التي عقدت في مصر قبل ايام من اندلاع التظاهرات التي اسقطت مبارك “الثورة في تونس ليست بعيدة عما نناقشه هنا”.
واتاحت الانتفاضة الليبية الفرصة للجامعة العربية للتكيف لاول مرة مع المعطيات الجديدة اذ قررت المنظمة تعليق عضوية ليبيا واقرت منطقة حظر جوي وهو موقف كان ضروريا لكي يبدأ حلف شمال الاطلسي عملياته في هذا البلد.
وساهمت علاقات القذافي السيئة مع جيرانه في هذا التطور.
واكد بن حلي ان “النظام في ليبيا كان نظاما منبوذا من العديد من الدول العربية وكانت لديه مشاكل مع معظم الدول العربية وهذا سهل العمل”.
واعتبر بن حلي ان قطر كرئيس للجامعة “كان لها بصمة وكان لها دور وحركة فاعلة وهذا احد العوامل في تنشيط الجامعة لان الرئاسة مارست دورها بكل قوة وبحركة فاعلة”.
ويقول ثيودور كارسيك من معهد التحليل العسكري للخليج والشرق الاوسط، الذي يتخذ في دبي مقرا له ان قطر التي اتخذت موقفا قويا تجاه النظام السوري “تمتلك ثروة كبيرة وتريد ان تكون لها كلمة وتأثيرا” في المنطقة.
ويضيف ان “رئاسة قطر للجامعة جاءت في وقت كانت هذه المنظمة تريد ان تصبح اقوى وان يصبح لها تأثير فعلي بدلا من ان تظل مجرد منتدى اقليمي”.
وادى اضعاف مصر بسبب تقلبات المرحلة الانتقالية، وسوريا الى زيادة مساحة التأثير المتاحة امام دول الخليج.
غير ان هذا النفوذ الخليجي منع الجامعة من ان تلعب دورا في ازمة البحرين التي يحكمها نظام ملكي سني تدعمه السعودية.
وظلت الجامعة كذلك بعيدة الى حد كبير عن الازمة اليمنية التي لعبت دول الخليج الدور الرئيسي فيها ووصلت الى استقالة علي عبد الله صالح.
ويعتزم الامين العام الحالي للجامعة الحفاظ على هذا التوجه الجديد. وقد طلب من رئيس لجنة تطوير التعاون العربي وزير الخارجية الجزائري الاسبق الاخضر الابراهيمي اعداد خطة لاعادة هيكلة الجامعة العربية بما يتلاءم مع التطورات في العالم العربي.
ويقول بن حلي ان من بين المقترحات انشاء “مجلس امن عربي” قوي.

هدهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..