بين الصحافة وحزب الامة

غريب جدا ما حدث بالامس اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي الذى دعى له حزب الامة القومى على خلفية اعتقال رئيسه الصادق المهدى، فقد تنادى الصحافيون من كافة الصحف وممثلى القنوات الفضائية ومراسلى الصحف الاجنبية لتغطية مؤتمر مرتبط بحدث متواصل يعيا وراء المعلومات الحقيقية لنقلها للرأى العام، وهم بذلك يقدمون خدمة لحزب الامة لنقل وجه نظره للجمهور.
وفى دار حزب الامة القومى بامدرمان وجد الصحفيون انفسهم فى كماشة داخل قاعة كان انصار حزب الامة فيها اكثرية وعندما بدأ طرح الاسئلة بدأ سيل الاساءات ينهمر على الصحفيون الصحافة من منسوبى حزب الامة بداية بانهم لا يفقهون شيئا مرورا بانهم صحافيون صغارا وغير مؤهلين الى ان وصل الامر باتهامهم باهنم (غير محترمين) وكل هذا يقال بصوت عال تسمعه منصة المؤتمر الصحفي المكونة من الامين العام للحزب سارة نقد الله وفضل الله برمة ناصر نائب رئيس الحزب والامين السياسي للحزب مريم الصادق المهدى في حضور المستشار الاعلامى للصادق المهدى محمد زكى ولكن لا يحرك احدهك ساكناً ويتركون منسوبى الحزب يوزعون الاساءات على الجميع دون انقطاع.
عندما وصل حد السباب الى (غير محترمين) هذه انفض سامر الصحافيون وتركوا المؤتمر ولكن استر سيل السباب حتى خارج القاعة بل ووصل الامر الى الاشتباك مع عدد من الصحفيين وتمزيق ملابسهم.
هذا ما حدث فى مؤتمر صحفي لحزب يدعى انه محترماً ولا ندرى هل دعا لمؤتمر صحفي ام لندوة لمتفلتيه، ولكن تظل الصحافة هى مهنة البحث عن المتاعب.
الامر هنا يحتاج الى وقفة قوية من اتحاد الصحافيين وتبنى نهجا يكشف عن مدى حرمة الاعتداء على الصحافة والصحافيين كما يجتاج ايضا لالى وقفة من رؤساء التحرير جميعا بتبنى نهجا يعيد لمؤسساتهم احترامها الذى اريق على ارض دار حزب الامة القومى.
نعم فقد فقد حزب الامة التعاطف من الصحافة مع قضية اعتقال الامام ولن يعيده اعتزار خجول قالته مريم الصادق لتعيد الصحافيون الى قاعة المؤتمر الصحفي ولن يعيده حتى اعزار الحزب بصورة رسمية واصداره بيان بذلك فقد اندفق ماء الاحترام على الارض.
متى تتعلم احزابنا ان المؤتمرات الصحفية ليست موضعا للتباهى بكثرة الاعضاء والحشود المؤيدة ومتى تعرف ان المؤتمرات الصحافية ينبغى ان يكون فيها متحدث واحد حول قضية واحدة وعليه ان يتلقى كل الاسئلة ويجيب عليها بصدر رحب مهما كثر السائلون.
العلاقة بين حزب الامة والصحافة جيدة ولم تكن تحتاج الى ما يعكر صفوها فى هذه الاثناء بالذات كون ان للحزب قضية دخل بموجبها رئيسه المعتقل وهو بالطبع يحتاج الى وسائل الاعلام في هذا التوقيت لا الى معاداتها لان للصحافة كثير من المأخذ على الحزب خاصة فيما يتعلق بمشاركته الحكومة والمعارضة معا.
ترى ماذا سيكون موقف حزب الامة والاحزاب المعارضة ان كانت الاهانات والاشتباك اللفظى والجسدى الذى وقع على الصحفين كان من قبل احد الاحزاب المشاركة فى الحكومة؟؟ هذا سؤال برئ
[email][email protected][/email]
اتحاد صحفي تيتاوي
اذهبوا الي مزبلة التاريخ
بعد تحرروا اتحادكم من الامن
تعالوا اتفاصحوا قال صحفين
السودان فيه صحفي واحد بس ربنا يطول عمره