تجارة الرقيق في السودان في القرن التاسع عشر ومنعها بين عامي 1877 ? 1880م

تجارة الرقيق في السودان في القرن التاسع عشر ومنعها بين عامي 1877 ? 1880م
Slave Trade in the Sudan in the Nineteenth Century and its Suppression in the Years 1877 ? 80.
Alice Moore-Harell اليس موور ? هاريل
مقدمة: هذه ترجمة (بتصرف واختصار) لمقال عن ” تجارة الرقيق في السودان في القرن التاسع عشر ومنعها بين عامي 1877 ? 1880م ” للباحثة أليس موور ? هاريل تم نشره في مجلة “دراسات الشرق الأوسط” في عددها رقم 34 والصادر في عام 1998م.
تعمل الدكتورة اليس مور ? هاريل الآن – بحسب سيرتها المبذولة في بعض المواقع الإسفيرية – باحثة مستقلة، بعد أن تقاعدت عن التدريس في قسم الإسلام والشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس. وهي مؤلفة لعدد من المقالات والكتب عن السودان منها كتاب عن المهدية صدر في عام 2001م عنوانه ” غوردون والسودان”.
المترجم
************************ ********* **********
لقد تناول كثير من الباحثين في عديد المقالات والكتب أمر الرق وتجارته في السودان في القرن التاسع عشر. ولا تجنح هذه الكتب والمقالات على وجه العموم إلى تحليل العمليات والمحاولات التي تمت لمحاربة ومنع هذه التجارة نفسها، ولكنها تتناول في الغالب الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لمؤسسة الرق، وتتطرق إلى مختلف التطورات السياسية المحلية والخارجية التي وقعت نتيجة عمليات محاربة الرق في غضون سنوات حكم شارلس غوردون بين عامي 1877م و 1880م.
وليس هنالك إلى الآن اتفاق بين المؤرخين حول مدى نجاح غوردون في كبح تجارة الرقيق، فبينما يزعم ريتشارد هيل إلى أن الرجل أصاب نجاحا في تثبيط تلك التجارة والتقليل منها لدرجة أنه يمكن القول بأن تلك التجارة قد توقفت في عهده تماما، يذهب عباس إبراهيم محمد علي إلى أن سياسات غوردون تلك ساقته هو نفسه لممارسة تلك التجارة، بل وشجعت الآخرين على ممارستها أيضا، مما يعني أن إنجازاته في مجال مكافحة تجارة الرقيق كانت على أحسن الفروض جزئية فقط وذات مفعول وقتي. وبسبب هذا الخلاف بين المؤرخين ولتقصى حقيقة أمر تجارة الرقيق ومحاولة إجلاء دور غوردون فيها نبحث هنا في سياسات الرجل ذات الصلة بالموضوع ومدى نجاحه أو فشله في تحقيق سياساته تلك.
لقد ساهمت (وتداخلت) عوامل داخلية وخارجية عديدة في نمو وتطور تجارة الرقيق في السودان في القرن التاسع عشر. وكانت من أهم العوامل الخارجية تلك هي زيادة الطلب على الرقيق من مختلف أرجاء الإمبراطورية العثمانية ، خاصة من الجزيرة العربية ومصر واسطنبول. وتزامن ذلك الطلب المتزايد مع رغبة محمد علي باشا في الحصول على العبيد السودانيين لضمهم لجيشه المتكون حديثا، وبسبب تلك الرغبة غزا السودان في عامي 1820 ? 1821م. ولقد أدخل الاستعمار المصري ? التركي في البلاد تغيرات اجتماعية واقتصادية عميقة أثرت على كل مناحي حياة السكان المحليين، وكانت زيادة الطلب المحلي على الرقيق واحدة من تلك التغيرات المهمة، بل ودفعت ببعضهم لممارسة تلك التجارة.
ولقد تسبب التدخل المصري- التركي في الاقتصاد السوداني، وما فرضه على المزارعين وسكان الأرياف في منتصف القرن التاسع عشر من باهظ الضرائب والمكوس والعوائد في خلق طبقة جديدة من ملاك الأراضي (landlords) والذين تزايد اعتمادهم يوما بعد يوم على عمالة الرقيق. وأفقر الحكم المصري ? التركي أيضا مجموعة كبيرة من المزارعين ففقدوا أراضيهم الزراعية ومصدر عيشهم فاضطروا للانضمام لتجار الرقيق الذين كانوا قد أسسوا لهم قواعد في جنوب البلاد. وكان غالب هؤلاء من القبائل التي كانت تعيش على ضفتي نهر النيل مثل الدناقلة والشايقية والجعليين، وقد عرفوا جميعا بالجلابة ) ينبغي أن نتذكر أن الرق ربما كان شائعا إبان تلك الفترة في كل أنحاء السودان… شماله وغربه وشرقه. انظر مقالة الدكتورة هيزر شاركي والمعنونة: “أهمية الرق في شمال السودان في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين” والتي سبق لنا أن نشرنا ترجمة موجزة لها. المترجم).
وكذلك ازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر تجارة الرقيق وغدت تجارة مربحة لأن مناطق اصطياد المسترقين كانت قريبة نسبيا من المناطق المأهولة بالسكان والأسواق في السودان. وحتى عام 1850م كان المسترقون يؤتى بهم من مناطق القبائل الوثنية في جبال النوبة وفي جنوب سنار وعلى الحدود مع أثيوبيا. ولكن عقب فتح النيل الأبيض جنوب الخرطوم للملاحة في منتصف القرن التاسع عشر غدت القبائل غير المسلمة في جنوب السودان وبوغندا (واحدة من أهم الممالك التقليدية في أوغندا. المترجم) هي المصدر الرئيس لتوريد المسترقين للشمال.
تشاركت مع “الجلابة” في تلك التجارة مجموعات اجتماعية مختلفة منها الأتراك والمصريين ومسئولي الإدارة المحلية، والذين كانوا يقبلون الرَشَاوَى من تجار الرقيق ليغضوا النظر عن القوافل المحملة بالمسترقين وهي تعبر مناطق إداراتهم، بل وشارك بعضهم بصورة إيجابية في تلك التجارة. وكان من بين المشاركين الآخرين أفراد من قبائل مثل الكبابيش والبقارة في غرب السودان، والذين ساعدوا تلك القوافل المتجهة شمالا بالعمل كمرشدين لها عبر الصحراء. وبالإضافة لهؤلاء فقد ساهمت أعداد كبيرة من المسترقين أنفسهم ? ودون قصد وبطريق غير مباشر- في تلك التجارة بجعل عمليات تلك التجارة سلسة وسهلة وميسورة، وكان من يعملون من هؤلاء المسترقين في مزارع “سادتهم” الجدد يقومون في الواقع بإنتاج منتجات زراعية يتغذى عليها من كانوا في قوافل جديدة محملة بمزيد من المسترقين.
وكان هنالك عامل آخر ساهم في نمو وتطور تجارة الرقيق لمستويات جديدة في منتصف القرن التاسع عشر ألا وهو الطلب المتزايد للحمالين لحمل العاج، والذي أشتد الطلب عليه في الشمال وفي أوروبا كذلك. وازداد أيضا الطلب على الحمالين للعمل في حمل البضائع المتنوعة إلى الأسواق المزدهرة في شمال السودان والبحر الأحمر. وكان استخدام الإبل لحمل البضائع أمرا مكلفا وذلك لغلاء أثمان الإبل ولارتفاع تكاليف رعايتها، بينما كانت تكلفة شراء المسترقين وتغذيتهم وحراستهم أقل كثيرا. وكانت الإبل كثيرا ما تتأذى وتصاب وهي تحمل تلك الأثقال، بعكس ما كان عليه الحال مع هؤلاء المسترقين الأشداء، والذين كانوا معتادين على احتمال الشدة والشقاء، وكانوا ? في غالب الأحوال- يصلون إلى أسواق بيع الرقيق المزدهرة وهم في حالة معقولة، ويحصل تاجر الرقيق على أرباح مجزية من بيعهم.
وفي منتصف القرن التاسع عشر، وعند فتح النيل الأبيض جنوب الخرطوم للملاحة، اندفع “الجلابة” والتجار الأوربيون والشوام الباحثين عن أسواق جديدة لتجارتهم جنوبا، وأقاموا لهم في الطريق جنوبا مستوطنات حصينة عرفت باسم “الزرائب” بدأوا منها العمل في تجارة قانونية هي شراء وبيع العاج وريش النعام والماشية. ومع تناقص تلك البضائع بسبب الصيد الجائر غير المنضبط بدأ أولئك التجار في ممارسة التجارة الأوفر ربحا: تجارة الرقيق (أشارت المؤلفة في المراجع إلى ما ذكره المؤرخ هولت ودالي من أن الخديوي إسماعيل وغوردون كانا يلقيان باللائمة على التجار الأوربيين على بدئهم لتجارة الرقيق ووضعهم لأسس تجارتها في السودان. المترجم).
وقامت الحكومة المصرية التركية برفع الضرائب والمكوس على تجار الرقيق من الأوربيين تحديدا، فأضطرهم ذلك الإجراء على هجر تلك التجارة ومغادرة الجنوب، فخلا الجو لـ “الجلابة” فصاروا هم التجار الرئيسيون في تلك التجارة بالجنوب وتوسعوا فيها حتى وصلوا إلى مناطق بحر الغزال في الجنوب الغربي، وأسسوا لهم معسكرات لجيوشهم الخاصة (البازنجر) والتي كانت تتألف من المسترقين والمتطوعين من رجال المنطقة، والذين كانوا يستخدمون في شن مزيد من الهجمات على مناطق أخرى في جنوب السودان والبلدان المجاورة لجلب المزيد من المسترقين.
وأقام بعض تجار الرقيق مراكز لهم على الحدود السودانية ? الإثيوبية لجلب الفتيات الإثيوبيات، واللواتي اشتد الطلب عليهن في شمال السودان ومصر. وكان للإداريين الأتراك والمصريين دور كبير في تلك التجارة مع ملك أثيوبيا حِينَئِذٍ (يوحنا الرابع) والذي كان قد فرض مبلغ عشرين ألفا من الجنيهات المصرية كل عام على تجار الرقيق هؤلاء ليسمح لقوافلهم المحملة بالفتيات الإثيوبيات بعبور حدود أراضيه للقلابات في شرق السودان.
وكان الطلب شديدا بصورة خاصة على المسترقين الصبية في أعمار بين 12 و15 عام. وكان ثمن الواحد منهم في جنوب السودان في عام 1870م مثلا يبلغ 15 ? 20 دولارا فضيا، أي ما يعادل نحو 4 ? 5 جنيهات مصرية (لعله دولار ماريا تريزا، والذي هو دولار نمساوي للملكة ماريا تريزا يرجع لمنتصف القرن الثامن عشر، وهو من الفضة النقية الخالصة. المترجم)، بينما يتضاعف ثمن ذات الصبي المسترق في الشمال أربعة اضعاف. وكانت أسعار المسترقين من المتقدمين في السن تقل كثيرا عن ذلك، بينما تتضاعف أسعار الفتيات والمخصيين مقارنة بغيرهم من المسترقين.
وكانت قواعد الاقتصاد في شأن العرض والطلب تتحكم في سوق تجارة الرقيق في السودان، مثلها مثل أي سلعة أخرى. وزادت أَسْعار الرقيق في القرن التاسع عشر زيادة كبيرة، ليس فقط بسبب زيادة الطلب عليها، بل بسبب معدل التضخم (المعتدل) الذي ساد في ذلك الوقت وأثر على سائر جوانب الاقتصاد السوداني، وربما أيضا بسبب المحاولات المتزايدة التي كان يقوم بها الحكم المصري ? التركي بعد عام 1860م لكبح جماح تلك التجارة وتثبيطها.
وبعد عام 1860م التفتت المسؤولون البريطانيون وجمعية محاربة الرق إلى تنامي تجارة الرق في السودان وفشوها. وكان مرد ذلك سببان، أولهما هو إلغاء الرق في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1863م، وتحول تركيز الرأي العام البريطاني إلى أسواق الرقيق المزدهرة في الإمبراطورية العثمانية وخاصة في مصر. وكان السبب الثاني هو الشهادات والإفادات التي أدلى بها جون سبايك وجيمس قرانت وصمويل بيكر (من مستكشفي مجاهل أفريقيا الوسطى) عن شرور تجارة الرقيق، وعن ممارسات تجارها الفظيعة، وما تحدثه من فوضى وتهجير وإخلاء للسكان من قراهم في مناطق واسعة. وقامت جمعية محاربة الرق بضغوط كبيرة على الحكومة البريطانية كي تستخدم نفوذها لدي الحكومة المصرية من أجل تحريم تجارة الرقيق. وكانت تلك الجمعية (وبحسب مكتوب لها صدر في 1/3/ 1877م) تقول بأن القضاء على الرق نفسه، مع إدخال وإرساء قواعد تطور نظم التجارة في أفريقيا سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى تصفية تجارة الرقيق وإلى الأبد.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت مصر في اتخاذ موقف معاد لتجارة الرقيق حين أصدر الخديوي سعيد في عام 1856م أمرا ملكيا منع بموجبه تجارة الرقيق، غير أن الأمر لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب أن غالب مناطق اصطياد الرقيق في الجنوب لم تكن تحت سيطرته الفعلية. ولكن نجح ذلك الخديوي في تثبيط تلك التجارة في شمال السودان، خاصة الخرطوم، ورد تجار الرقيق على ذلك الاجراء بنقل مركز تجارتهم إلى قرية كاكا في الجنوب حيث لم تكن للخديوي سلطة أو نفوذ.
ولم يصب الخديوي إسماعيل (والذي خلف الخديوي سعيد على حكم مصر والسودان بين عامي 1863 ? 1879م) إلا نجاحا متواضعا جدا في مكافحة تجارة الرقيق رغم أنه أنشأ شرطة نهرية وأقام نقطة مراقبة حكومية في فشودة بأعالي النيل، وأحكم سيطرته على كثير من المناطق التي كان يؤتى بالمسترقين منها مثل بحر الغزال ودارفور وأعالي النيل، وأوكل لبعض الأوربيين (مثل صوميل بيكر و شارلس غوردون) إدارة مكافحة تجارة الرقيق في الاستوائية. واستمرت تجارة الرقيق كما كانت قبل اتخاذ تلك الإجراءات خاصة بعد أن غير تجار الرقيق من خيط سير قوافلهم المحملة بالمسترقين من نهر النيل إلى الصحراء.
ووقع الخديوي إسماعيل في 4/8/ 1877م وبضغوط من الحكومة البريطانية وجمعية محاربة الرق، على معاهدة بين مصر وبريطانيا لمحاربة الرق، وأكد أنه بمحاربة تلك التجارة فسوف ينهى في نهاية المطاف الرق في مصر وجميع المناطق التي تتبع لها، حتى وإن استغرق ذلك خمسة عشر أو عشرين عاما.
وليس من المعروف إن كان الخديوي إسماعيل جادا فيما زعم، وملتزما حقيقة بكبح تجارة الرقيق، أم أن ما قام به من إجراءات لمكافحتها كان باعثه الحقيقي هو الخوف من تنامي قوة ونفوذ بعض تجار الرقيق في الجنوب وتهديدهم المحتمل لحكمه، أو بسبب حاجة بلاده المفلسة للعون الاقتصادي والسياسي من الدول الغربية. وكان الرأي العام الغربي ? وعلى وجه العموم- لا يثق كثيرا في الخديوي إسماعيل، بل يعده واحدا من كبار تجار الرقيق، ويحسب أن توقيعه لتلك المعاهدة والإجراءات التي اتخذها ما هي إلا محاولة لذر الرماد في أعين منتقديه، فقد ظل يشتري ويمتلك المسترقين رغم كل ما قام به ? ظاهريا- من إجراءات لكبح جماح تلك التجارة (وهنا يتذكر المرء الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون والذي كان يعارض الرق بشدة بينما ظل يمتلك أكثر من 200 من المسترقين. المترجم). وهذا هو ما عبر عنه الخديوي توفيق (والذي خلف والده وحكم بين 1879 و 1892م) حيث أقر بأن والده لم يكن مخلصا وأمينا في تنفيذ المعاهدة المصرية البريطانية لتحريم الرق، فق د كانت قوافل الرقيق تتدفق على قصوره طوال فترة حكمه، وحكى القنصل العام النمساوي أنه شاهد في 1878م عددا كبيرا من الأرقاء السودانيين وهم يفرون من قصر عابدين (مقر الخديوي) بعد أن شبت النار في أحد أجنحته أثناء حفل عشاء للسفراء الأجانب أقامه الخديوي فيه.
أما شارلس غوردون فقد كان يرفض الرق وتجارته لأسباب دينية وإنسانية إلا أنه كان يعي أيضا أن الرق شأن متأصل ومتجذر بصورة عميقة في المجتمع السوداني. ولذا كان الرجل يفرق تفريقا واضحا بين تجارة الرقيق ومؤسسة الرق ذاتها، ويؤمن أن بإمكانه محاربة تجارة الرقيق وإيقافها تدريجيا، إلا أنه (وكما جاء في إحدى رسائله لشقيقته) كان يدرك أيضا أن عليه أن يتصالح / يسترضي (reconcile) مع الرق في وقته الراهن، وأن يحتمله ويتعايش معه. وكان غوردون شديد الإدراك لشذوذ وضعه كرجل أوربي شديد الإيمان بالمسيحية يحكم قوما مسلمين قد يؤذيهم اقتصاديا ودينيا واجتماعيا إن هو مضى قدما في إزالة مؤسسة الرق!
وكانت إحدى أفكار غوردون في طرق محاربة الرق هي تقليل الطلب عليه، وبالتالي تثبيط وإنهاء تجارة الرقيق، وكان يرى أن عامة السكان المحليين يجب أن يعلموا أن تجارة الرق محرمة قانونا، فنشط في تعميم نص معاهدة تحريم الرق المصرية ? البريطانية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية على كل المدن والقرى، وقرر أن يمنح تجار الرقيق فرصة سماح حتى يدركوا ويستوعبوا أن ما يمارسونه من تجارة جريمة يعاقب عليها القانون، وأن يهجروا مهنتهم (المجرمة) تلك من تلقاء أنفسهم! غير أن شيئا من ذلك لم يحدث، فقد قابل الناس كل ما فعل غوردون بلا مبالاة شديدة.
ولم يقم غوردون بأي نشاط واسع ضد تجار الرقيق حتى صيف 1878م وذلك لسببين: أولهما أنه كان عليه في البدء فرض سلطته وهيبته وقوته كحاكم عام، وثانيهما أنه كان يفتقد للقوات العسكرية المدربة، وللمسئولين الإداريين الأكفاء لأداء مهامه، علما بأن تجار الرقيق كانوا ينعمون بتأييد واسع من الشعب المسلم في شمال السودان.
وكانت الحكومة البريطانية وجمعية محاربة الرق راضيتان عن مجهودات غوردون في مكافحة تجارة الرقيق، وعن سلوك الحكومة المصرية تجاهها، وكانتا تؤكدان دوما أن مصر قد أوفت بالتزامها فيما يتعلق بمعاهدة تحريم الرق. ولكن كان لبعض المبشرين الأوربيين الذين زاروا الجنوب في بدايات ثمانينيات القرن التاسع عشر رأي آخر، إذ زعموا أن تجارة الرقيق قد زادت في عهد غوردون بأكثر مما كان عليه الحال قبل سنوات من توليه منصبه. وبهذا يمكن أن نعد نجاح ذلك الجنرال في محاربة الرق كان على أحسن الفروض جزئيا ومؤقتا. ولم تتم إزالة الرق من السودان فعليا إلا بعد هزيمة الدولة المهدية في 1899م.
بدر الدين حامد الهاشمي
[email][email protected][/email]
إنت شخص تدس السم في الدسم.
مثلك مثل كاتب المقال قبل ترجمته.
المقال في ملخصه:
يمجد شخصية غردون.
غرودن (المسيحية ) لها رأي غير متسامح ورافض أو محرم (لم يتم التصريح بهذا في المقال ولكنه يفهم فى السياق خاصة عند وصف شخصية غردون )مع تجارة الرقيق.
السودانيون المسلمون في الشمال( الاسلام ) يقر الرق وتجارته.
ارجو أن ألفت انتباهكم واحبائي القراء الي :
1/ تجارة الرقيق من أفريقيا بدأها الاوربيون ورحلوا وباعوا ملايين الأفارقة الى /في امريكاوهذا قبل بدء تجارة الرقيق في السودان باكثر من 150 سنة علي أقل تقدير( إقراء تجارة الرق عبر الأطلسي).
2/ الرقيق الذي يعبر من جنوب السودان مروراً بشماله الى مصر ينتهي في الاسواق الأوربية وأمريكا و المواطنون السودانيون في الشمال ( بطول نهر النيل – عدا الجنوب )لم يكونوا ممتلكين للرقيق لفقرهم وعوزهم ولأنه ليس من شيمهم وعاداتهم بل كانوا يعتمدون علي اتفسهم في العمل والرزق .
3 / الجلابة ما اسروا الرقيق وتاجروا فيهم حتي وجودوا من يشتريهم وهم الاوربيون المسيحيون.
4 / من مقالك الاسعار كانت بالدولار(تريزا أم جورج لا يهم ) ولم تكن بالدينار ولا بالدرهم.
5/ الاسلام حارب الرق ودعا الى تحريرهم ولك أن تعرف ذلك إن أحببت ولكنك لا تنظر الإ لما قاله وكتبه أهل العيون الزرقاء.
(أن الرق شأن متأصل ومتجذر بصورة عميقة في المجتمع السوداني.)
اعتقد بدرجة ما هذا الحكم يقلل من دور السوق الخارجي وحاجة تركيا ومصر للرقيق كادوات انتاج.
قال الزبير رحمة ما معناه ان تركيا ومصر حين يزعما للدول الاوربية توقفهما عن الرق فانما هما تكذبان فنظامهم الاقتصادي يعتمد بالكامل على الارقاء.
وطبعا لا ننكر اذ نرى حتى اليوم مرابيع على اطراف اي قرية فى الشمال يسكنها احفاد الارقاء.
يا له من تاريخ قذر وملطخ بالدماء…
والمشكلة أن غردون المسيحي الكافر هو الذي حاول تحجيم ومنع هذه الممارسة
اللا إنسانية، فيما كان المسلمون هم الذين حاولوا استمراريتها، وطبعا من منطلق
التسامح الديني مع هذا النشاط التافه بنص القرآن ومباركة كثير من الأحاديث وقصص السلف الصالح
وموروث الغزو والغارات على الأمم الآمنة بحجة نشر الإسلام والذي كان لا يخلو من جلب
لبنات الأصفر والأسود والبنفسجي للاستمتاع بهن جنسيا وحرمانهن من حريتهن إلى الأبد مع رصفائهن من العبيد الذكور الذين خصي الكثير منهم حتى لا يستبيحوا زوجات وجواري اسيادهم جنسيا. وأقذرها تلك
المعاهدة التافهة التي هندسها عبد الله ابن أبي السرح بمباركة من عمر بن الخطاب والتي تسمى
باتفاقية البقط والتي استباحوا فيها شعب النوبة سنويا بحصولهم على 360 عبدا وخادمة من خيرة الشباب صغيري السن والاكثر صحة. ألا قبحكم الله جميعا.
وأتعجب رغم هذا الواقع الفاضح يروج كثير من الشيوخ التافهين إن الإسلام
عمل على تجفيف منابع الرق!!!!!
أي تجفيف أيها البهائم الكذابين؟
والله العظيم لو لا هؤلاء الكفار وفرضهم على حكام الجزيرة العربية آنذاك
تلك القرارات الأممية لكنا كمسلمين ما نزال حتى الآن نتاجر في الرقيق وعن طريق الإنترنت
وبطريقة واضحة وصريحة وليس بالطريقة المستترة الحالية التي نراها في
دول مثل السعودية حيث ما يزالون يمارسون الرق ولكن بطرق غير مباشرة
وملتوية، إذ ليس من المستغرب أن تطالع كثير من الإعلانات المبوبة في الحصف
اليومية تتحدث عن تنازل أو طلب خادمة.
شكرا للمؤلفة والمترجم
اللذان قدما لنا هذه الإضاءات الهامة من تاريخ بلادنا الأسود. ويا كافي البلا كل شيئ
في بلدنا أسود حتى التاريخ. فلا الحاضر بأفضل من التاريخ.
يا سيمو
بدون جدل وأخذ ورد.
إنت ما قرأت ما كتبته.
المقال يمجد المسيحية و غردون ويطعن في الآخرين (السودانيين المسلمين والإسلام والثورة المهدية).
الرق الحديث صناعة غربية بإمتياز.
العنصرية والتفرقة بين البشر على اساس اللون والدين صناعة غربية بإمتياز.
الدليل:
تجارة الرقيق عبر الأطلسي التي إمتدت لأكثر من 200 سنة.
الحروب الصليبية .
محاكم التفتيش في الأندلس.
وفي العصر الحديث أظنك شاهدت بنفسك وقرأت ولا تحتاج لأمثلة.
أعتب على الكاتب في ترجمته لمثل هذه المقالات المتحيزة.
لن ننخدع .
هذه بضاعتهم ردت اليهم.
الأستاذ واحد تاني
ليتك تركت افتتاحيات ردودك المستفزة والمستهزئة والمسيئة للآخرين وتلتزم بالموضوعية في النقاش… بمعنى البعد عن الشخصنة والاتهامات المعلبة. فأنت لم تشق صدر من يختلف معك في الرأي.
وإني لأتعجب كيف تمتلك الجرأة وتنفي وتنكر أن الإسلام لم يبح الرق (وما زال) ورغم ذلك تتساءل هل أنا صاحي أم نائم!!!
إذا كنت تعتقد ما تعتقده أنصحك بإعادة قراءة وتدبر القرآن وكتب الفقه وكثير من الأحاديث وقصص التراث بشأن الرق وملك اليمين والسبي بتجرد ونزاهة وبإعمال العقل بعيداً عن تأثير كثير من شيوخ الضلال والجهل والأساطير والدجل والكذب (أعني كذبهم بهذه الجزئية).
تصحيحاً لمعلوماتك، الغربيون ليسوا هم أول من مارس الرق، فالرق والاستعباد وظلم الإنسان لأخيه الإنسان والحروب والبغي والاعتداء والقتل الخ… تكاد تكون غريزة حيوانية متأصلة في البشر، وقد مورس الرق والاستعباد بطرق متعددة منذ ظهور الإنسان في هذا الكوكب. وهذه هي مهمة الأديان والتحضر والقوانين وضع أنظمة تشذب هذا السلوك البهائمي البربري.
قد يتساءل الإنسان كيف يعقل أن يبيح الله تعالى (أو لنقل يغض الطرف) عن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان كما يفهم من بعض الآيات والأحاديث والقصص عن الأديان السماوية، ومن المفترض أن تكون العبودية لله فقط، وكيف تتسامح الأديان مع استعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ وكيف تكون هناك آيات واحاديث تتماهى مع الرق وآيات أخرى يفهم منها أن الله خلقنا قبائل وشعوبا لنتعارف ولا فرق بين عربي واعجمي وابيض واسود إلا بالتقوى، وأنه تعالى ما خلقنا إلا لنعبده!!! أي بمعنى أن العبودية يجب أن تكون لله فقط.
تتحدث يا أخي عن تجارة الرقيق عبر الأطلسي والتي تقول أنها امتدت لأكثر من 200 سنة، ولكن لماذا تجاهلت الإشارة إلى ممارسة العرب في الجاهلية لهذه الفظاعات، وممارسة المسلمين لتجارة الرقيق منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى منتصف الستينات تقريبا، والفظائع التي ارتكبت في الأبرياء باسم نشر الإسلام والفتوحات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وتاريخ أجددنا الملوث فيما يتعلق بامتلاكهم للجواري في القصور كأنهم بهائم، وقصص السبي وملك اليمين وكيف يتم توزيعهم بعد كل غزوة خلص للمتعة الجنسية وأعمال السخرة حتى ولو كانت الواحدة منهم متزوجة وزوجها قد اسر معها ولا فرق بينهم بين المغانم المادية الأخرى في القسمة بين المحاربين.
فهل ارتكاب الغرب لهذه الفظاعات يبرر بالضرورة ممارسة أجدادنا لها…
ذكرت محاكم التفتيش في الأندلس… بالله عليك أين تقع الأندلس، وهل الأندلسيون هم الذين احتلوا أراضينا أم نحن من احتلينا أراضيهم واستعبدنا وقتلنا كثيرين منهم في البدء؟ أيهم اسبق محاكم التفتيش أم احتلالنا لأراضيهم وغزوها؟
وماذا عن الفساد الذي ارتكبه العثمانيون وتسببهم في التخلف الذي ما نزال نعاني منه حتى الآن، وهل قرأت كيف استباحوا البلدان العربية واستعبدوا أهلها وركعوهم؟
وماذا عن قصص الحكام العرب في الحقب المختلفة وقصص امتلاكهم للجواري، وقصص خصي الذكور التي تقشعر منها الأبدان وتصيب من يفكر فيها بالقشعريرة… والفظاعات التي ارتكبت في المصريين والسودانيين؟
والله العظيم لو وقع احد أجدادك أو جداتك أو وقعت أنت تحت اسر احد العرب أو الجلابة السودانيين الأجلاف وتم جب قضيبك من رأسه فقط أو تم سحق خصيتيك حتى لا تجرؤ على الاستمتاع بحريم أو زوجات سيدك في غيابه لكان تعليقك مختلف تماما عما تفضلت بكتابته في ردودك أعلاه.
لماذا نسكت عن الحق وذكر الحقائق؟
يا له من تاريخ قذر وملطخ بالدماء…
والمشكلة أن غردون المسيحي الكافر هو الذي حاول تحجيم ومنع هذه الممارسة
اللا إنسانية، فيما كان المسلمون هم الذين حاولوا استمراريتها، وطبعا من منطلق
التسامح الديني مع هذا النشاط التافه بنص القرآن ومباركة كثير من الأحاديث وقصص السلف الصالح
وموروث الغزو والغارات على الأمم الآمنة بحجة نشر الإسلام والذي كان لا يخلو من جلب
لبنات الأصفر والأسود والبنفسجي للاستمتاع بهن جنسيا وحرمانهن من حريتهن إلى الأبد مع رصفائهن من العبيد الذكور الذين خصي الكثير منهم حتى لا يستبيحوا زوجات وجواري اسيادهم جنسيا. وأقذرها تلك
المعاهدة التافهة التي هندسها عبد الله ابن أبي السرح بمباركة من عمر بن الخطاب والتي تسمى
باتفاقية البقط والتي استباحوا فيها شعب النوبة سنويا بحصولهم على 360 عبدا وخادمة من خيرة الشباب صغيري السن والاكثر صحة. ألا قبحكم الله جميعا.
وأتعجب رغم هذا الواقع الفاضح يروج كثير من الشيوخ التافهين إن الإسلام
عمل على تجفيف منابع الرق!!!!!
أي تجفيف أيها البهائم الكذابين؟
والله العظيم لو لا هؤلاء الكفار وفرضهم على حكام الجزيرة العربية آنذاك
تلك القرارات الأممية لكنا كمسلمين ما نزال حتى الآن نتاجر في الرقيق وعن طريق الإنترنت
وبطريقة واضحة وصريحة وليس بالطريقة المستترة الحالية التي نراها في
دول مثل السعودية حيث ما يزالون يمارسون الرق ولكن بطرق غير مباشرة
وملتوية، إذ ليس من المستغرب أن تطالع كثير من الإعلانات المبوبة في الحصف
اليومية تتحدث عن تنازل أو طلب خادمة.
شكرا للمؤلفة والمترجم
اللذان قدما لنا هذه الإضاءات الهامة من تاريخ بلادنا الأسود. ويا كافي البلا كل شيئ
في بلدنا أسود حتى التاريخ. فلا الحاضر بأفضل من التاريخ.
يا سيمو
بدون جدل وأخذ ورد.
إنت ما قرأت ما كتبته.
المقال يمجد المسيحية و غردون ويطعن في الآخرين (السودانيين المسلمين والإسلام والثورة المهدية).
الرق الحديث صناعة غربية بإمتياز.
العنصرية والتفرقة بين البشر على اساس اللون والدين صناعة غربية بإمتياز.
الدليل:
تجارة الرقيق عبر الأطلسي التي إمتدت لأكثر من 200 سنة.
الحروب الصليبية .
محاكم التفتيش في الأندلس.
وفي العصر الحديث أظنك شاهدت بنفسك وقرأت ولا تحتاج لأمثلة.
أعتب على الكاتب في ترجمته لمثل هذه المقالات المتحيزة.
لن ننخدع .
هذه بضاعتهم ردت اليهم.
الأستاذ واحد تاني
ليتك تركت افتتاحيات ردودك المستفزة والمستهزئة والمسيئة للآخرين وتلتزم بالموضوعية في النقاش… بمعنى البعد عن الشخصنة والاتهامات المعلبة. فأنت لم تشق صدر من يختلف معك في الرأي.
وإني لأتعجب كيف تمتلك الجرأة وتنفي وتنكر أن الإسلام لم يبح الرق (وما زال) ورغم ذلك تتساءل هل أنا صاحي أم نائم!!!
إذا كنت تعتقد ما تعتقده أنصحك بإعادة قراءة وتدبر القرآن وكتب الفقه وكثير من الأحاديث وقصص التراث بشأن الرق وملك اليمين والسبي بتجرد ونزاهة وبإعمال العقل بعيداً عن تأثير كثير من شيوخ الضلال والجهل والأساطير والدجل والكذب (أعني كذبهم بهذه الجزئية).
تصحيحاً لمعلوماتك، الغربيون ليسوا هم أول من مارس الرق، فالرق والاستعباد وظلم الإنسان لأخيه الإنسان والحروب والبغي والاعتداء والقتل الخ… تكاد تكون غريزة حيوانية متأصلة في البشر، وقد مورس الرق والاستعباد بطرق متعددة منذ ظهور الإنسان في هذا الكوكب. وهذه هي مهمة الأديان والتحضر والقوانين وضع أنظمة تشذب هذا السلوك البهائمي البربري.
قد يتساءل الإنسان كيف يعقل أن يبيح الله تعالى (أو لنقل يغض الطرف) عن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان كما يفهم من بعض الآيات والأحاديث والقصص عن الأديان السماوية، ومن المفترض أن تكون العبودية لله فقط، وكيف تتسامح الأديان مع استعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ وكيف تكون هناك آيات واحاديث تتماهى مع الرق وآيات أخرى يفهم منها أن الله خلقنا قبائل وشعوبا لنتعارف ولا فرق بين عربي واعجمي وابيض واسود إلا بالتقوى، وأنه تعالى ما خلقنا إلا لنعبده!!! أي بمعنى أن العبودية يجب أن تكون لله فقط.
تتحدث يا أخي عن تجارة الرقيق عبر الأطلسي والتي تقول أنها امتدت لأكثر من 200 سنة، ولكن لماذا تجاهلت الإشارة إلى ممارسة العرب في الجاهلية لهذه الفظاعات، وممارسة المسلمين لتجارة الرقيق منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى منتصف الستينات تقريبا، والفظائع التي ارتكبت في الأبرياء باسم نشر الإسلام والفتوحات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وتاريخ أجددنا الملوث فيما يتعلق بامتلاكهم للجواري في القصور كأنهم بهائم، وقصص السبي وملك اليمين وكيف يتم توزيعهم بعد كل غزوة خلص للمتعة الجنسية وأعمال السخرة حتى ولو كانت الواحدة منهم متزوجة وزوجها قد اسر معها ولا فرق بينهم بين المغانم المادية الأخرى في القسمة بين المحاربين.
فهل ارتكاب الغرب لهذه الفظاعات يبرر بالضرورة ممارسة أجدادنا لها…
ذكرت محاكم التفتيش في الأندلس… بالله عليك أين تقع الأندلس، وهل الأندلسيون هم الذين احتلوا أراضينا أم نحن من احتلينا أراضيهم واستعبدنا وقتلنا كثيرين منهم في البدء؟ أيهم اسبق محاكم التفتيش أم احتلالنا لأراضيهم وغزوها؟
وماذا عن الفساد الذي ارتكبه العثمانيون وتسببهم في التخلف الذي ما نزال نعاني منه حتى الآن، وهل قرأت كيف استباحوا البلدان العربية واستعبدوا أهلها وركعوهم؟
وماذا عن قصص الحكام العرب في الحقب المختلفة وقصص امتلاكهم للجواري، وقصص خصي الذكور التي تقشعر منها الأبدان وتصيب من يفكر فيها بالقشعريرة… والفظاعات التي ارتكبت في المصريين والسودانيين؟
والله العظيم لو وقع احد أجدادك أو جداتك أو وقعت أنت تحت اسر احد العرب أو الجلابة السودانيين الأجلاف وتم جب قضيبك من رأسه فقط أو تم سحق خصيتيك حتى لا تجرؤ على الاستمتاع بحريم أو زوجات سيدك في غيابه لكان تعليقك مختلف تماما عما تفضلت بكتابته في ردودك أعلاه.
لماذا نسكت عن الحق وذكر الحقائق؟
الأستاذ فاروق بشير
أتفق معك تماما، كل الأنظمة الإنتاجية لا بد أن يكون فيها رئيس ومرؤوس، وتتدرج العلاقة من تبعية تتمتع بامتيازات جيدة حتى تصل إلى تبعية قد تصل لحد العبودية التي كانت تمارس قديما، واعتقد أن هذه سنة الحياة فلا بد من وجود اختلاف في كل شيء، وكما وصفتها أنت ربما تكون عبودية البشر كأدوات للإنتاج عبودية ملطفة في حالة العمل في مشاريع ذات مردود مادي أيا كان نشاط المشروع، هذا ما يتعلق بالجانب الاقتصادي.
ولكن العبودية التي نناقشها هنا هي تلك العبودية التي يعامل فيها الإنسان كالبهيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء كان على صعيد التعامل أو على صعيد الجوانب المعنوية باعتباره اقل شأنا وكائنا حقيرا وتظل هذه الوصمة تلازمه حتى بعد موته وحتى لو اعتق أو حرر. فالعبد يباع ويشترى ويخصى ويغتصب ويستباح جنسيا ويختطف وهو صغير من أهله أو يسبى في حالة الغزو بل يمكن أن يقتل في حالات معينة وحقوقه مهضومة باعتباره اقل منزلة من الحر.
فتأمل معي عربي جلف قذر يقوم باستعباد طفلة صغيرة تم اختطافها بواسطة قواد من قرية تركية أو سودانية نائية يسلب حريتها وتحرم من أهلها والبيئة التي عاشت فيها وتضرب وتسام سوء العذاب وفوق كل ذلك يتخذها آلة جنسية ليفرغ فيها شهوته ويتخذها لأعمال السخرة دون إسهام يذكر في اقتصاد الدولة أو المنطقة التي يعيش فيها.
يمكن اعتبار الغالبية العظمى من العبيد الذين سخروا لبناء البنية التحتية لأمريكا وأوروبا بناة حضارة وما وصلت إليه تلك الدول شاهد على بذلهم وعطائهم، ولكن ماذا عن الملايين الذين استعبدوا وسبيوا واتخذوا ملك يمين في البلاد العربية على مر العصور والذين لم يستثمرهم جلاديهم العرب كما هو الحال مع العبيد الذين استعبدوا في أوروبا وأمريكا وقامت الحضارة على أكتافهم وكانوا نواتها فنستطيع تمجيدهم من خلال أنوية الصروح العملاقة التي بنوها هناك، ولكن ما هو الشيء الملموس الذي خلفه العبيد والجواري الذي استباحهم العرب؟
أعتقد ينطبق على هؤلاء المثل القائل: ميتة وخراب ديار؟
ظلت الممالك النوبية و هي ممالك نوبتيا و مقرة و علوة تحافظ علي الحضارة و الأمن في السودان حتي تم إسقاطها علي يد الترك عام 1520 ميلادي
و لم تزعزع محاولات العرب و المحاولات العسكرية للمماليك و ما قبلهم من دول سيطرت علي مصر و شمال إفريقيا علي إستقلال و حرية النوبيين إلي أن سقط المماليك إثر إنهزامهم من العثمانيين الذين إستولوا علي مصر عام 1517 في حكم سليم الأول الدموي.
أي أن إنهيار السودان بدأ بالتحديد عام 1520 و هو تاريخ بداية الظلام و الظلم و العنف في السودان
النوبة و الكشاف الاتراك في عهد الدولة العثمانية :
بعد هزيمته للمماليك في مصر عام 1517 أرسل السلطان العثماني سليم الأول جنوده إلى بلاد النوبة في عام 1520 م
و قد وصل سليم إلى السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، “بايزيد الثاني”، بدعم من المرتزقة الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم.
و تصارع العثمانيين مع الفونج علي احتلال النوبة و وقعت بينهما معارك دامية وانتهت بانتصار العثمانيين على الفونج وأقيمت بينهم معاهدة صلح أصبحت بموجبها مدينة حنك فاصلاً بين النوبة العثمانية والنوبة الفونجية و هي انقاض مملكة علوة التي سقطت عام 1504 و عاصمتها سوبا التي خربها الفونج.
و بذلك اصبح النوبييون تحت احتلال العثمانيين في الشمال و احتلال الفونج في الجنوب و بدئت اظلم حقبة علي الاطلاق في تاريخ النوبة
و منذ ذلك الحين أصبحت أحوال بلاد النوبة منحطة و على هامش التاريخ. كلها صراعات قبلية بين العناصر النوبية الأصلية وللعناصر الداخلية المتمثلة في جنود العثمانيين البشناق وهم من ألبان البوسنة والهرسك و الاكراد و المجر و الشركس الذين عرفوا فيما بعد بالكشاف. كان الكشاف يعملوا في صيد و تجارة الرق النوبي و باقي القبائل و المناطق في السودان و حتي اريتريا و كانو يعتمدون على السلطة العثمانية لكونهم جباة الضرائب من النوبة لحساب السلطان العثماني وقد كانوا يستخدمون القسوة المفرطة و الظلم البالغ في هذاالشأن.
الي ان مات و هرب نوبيين كثيرين لكردفان و دارفور و باقي الاقاليم و البلاد من ظلم الطغاة الكشاف و اسيادهم الترك و انهارت الحضارة و الثقافة و المجتمعات النوبية و تناقصت اعدادهم بشكل كبير و سريع جدا نتيجة للهروب و الرق و الموت و الانهيار الاسري. بالزواج الصوري القهري او المنفعي كان الكاشف الواحد يحتفظ بنساء كثيرات لم يجمعهم كزوجات داخل قصره و إنما كان يبقيهن في قراهن و بذلك يشرف هو و أبناؤه من تلك النساء علي ممتلكاته في نواح عديده من النوبه.
الترك و عمالهم من اكراد و شركس و ألبان و المجر لم يستوطنوا النوبة كمزارعين او تجار حلال او مستثمرين – بل كانو صيادين رقيق و وكلاء تجار رقيق. في مجتمع الرقيق كان الزنا يحلل باعتباره ما ملكت ايمانكم ? رغم ان هؤلاء الكشاف لم يكونوا حريصين علي الدين أو الأخلاق بل علي المال و السلطة
الكشاف هم التركمان و اتباعهم و نسلهما و من المرجح ان اصول الفولاني الابيض هي أيضا من التركمان و اتباعهم و بذلك يكون الكشاف هم فولاني النوبيين و نسلهم و عمالهم الذين صاحبوا حملات الرق هم ما يعرفوا ب “الجلابة”
والجلابة هم الأحرص علي إخفاء جرائم الأتراك العثمانيين و تاريخ الرق في النوبة و السودان و دورهم في إنتشار صيد و تجارة الرقيق في كل أقاليم السودان و إرتريا. والأشد إدعاءا بالعروبة و الإسلام رغم أتهم لا هذا و لا ذاك
خلال 300 سنة من عام 1520 و حتي عام 1820 كان الكشاف الترك و عمالهم من اكراد و شركس و ألبان و مجر و غيرهم يقتلعوا اموال و اراضي و ابناء و بنات النوبيين و يبيعوهم و يسموا النسل المولد باسم الكاشف او بجنس او باسم العامل التركي
خلال الفترة من 1520 و حتي 1899 إستحوذ الكشاف و نسلهم و عمالهم و رقيقهم علي أراضي و ممتلكات و أموال و مناصب القبائل القديمة و النوبييون و مارسوا الرق بشراسة في مختلف أنحاء السودان و شكلوا طبقة إقطاعية مهيمنة و أختلت بذلك موازين السياسة و الإقتصاد و المجتمع النوبي و كذلك السوداني و أكتنزوا الثروة و السلطة بإقتلاعها من غيرهم
بعد رحيل الإحتلال التركي و قدوم الحكم الثنائي عام 1899 و حتي بعد الإستقلال المزيف عام 1956 ظلت تلك الطبقة الإقطاعية التي شكلها الترك و أورثها النفوذ و الإمتيازات تعيش مع النوبيين و مع مختلف أبناء السودان لكن بدون بطش و لكن موقع من يستحوذون علي السلطة و الثروة الموروثة
العبوديه والرق في السودان مرحله وتاريخ لا يمكن أن ننكره.
واقولها بملء الفم ايجابياتها اكبر من سلبياتها.
وما ممكن نقارن بينها وبين العبوديه والرق في امريكا و اوروبا
بدليل
الكانو عبيد واتحررو واسيادهم اعتقوهم ما رجعو المناطق اصولهم
وحتى ايام كانو عبيد كانو اسيادهم بيعاملوهم زي اولادهم ما بيفرقو بينهم الا في الزواج والميراث.
لكن الناس البتكتب من منطلق عقده في تاريخهم او اصلهم هم ما عندهم ذنب فيها بتمنى يراجعو نفسهم ويكونو صادقين ومنطقيين وواقعيين في كلامهم
لانو باقي الناس ما عندها ذنب في التاريخ
فما تسقطو عقدكم علي جنس معين او منطقه معينه