الحوار كسر ركبه ام كسر رقبه …..!!!

تفتحت عقولنا وقلوبنا باكرا علي السياسة بمعناها الواسع العريض بسعة العالم فنكسة حزيران 1967 كانت تداعيا عربيا صرفا وسقوطا مدويا لمشروع القومية العربية وكانت ثورة ربيع الطلاب 1968 في فرنسا وسقوط ديجول مؤسس الجمهورية الفرنسية كان ذلك فتحا لثقوب كثيرة في جدار الديمقراطية اللبرالبية لتصحيح مسارها وكانت ثورة دوبيشك في تشيكوسلوفاكيا ودخول الاتحاد السوفيتي بكامل عتاده لاحتلال واجهاض ثورة الرجل ببصيرته النافذه ان المعسكر الشرقي طال الزمن او قصر الي زوال بزلزال يفتته كان ذلك 1968(اتمني ان يكون التاريخ ) وكان كل ما فعله دوبيشك هو جرس انذار للتفكيك بمنهج وثقافه بحرية متدرجة الا ان ظروف الحرب الباردة عمت ابصار المعسكر الشرقي وابصار كل الاحزاب الشيوعية التي ما نظرت ابعد من ارنبة الانف ولعل شئ من ذلك ببصيرة وفكر حدث عندنا قبلا في الحزب الشيوعي ببصيرة ونظر اعتسفه اباطرة الحزب المنغلق علي ذاته وقيادته دون بحث الامر علي الاقل من ناحية فكرية قبل ان تكون اجرائية فكما انتهي الوسيله والجنيد وعوض عبد الرازق كضياع متفرد في ظلمات الحزب وهي ظلمات قادته لحتفه بظلفه مرة واحدة في يوم 19/7/1971 لم يرفع راسه منها حتي الان وذلك نتيجة لظلم الفكر وعدم فتح نوافذ للضوء من كل ناحية ثم الي بصيرة البصير( انور السادات) حيث قولته الشهيرة لمستشارة اشرف غربال في لحظات بدت وكانها تجليات قائلا ( احيا اموت عد يا اشرف علي اصابع اديك الاتنين الاتحاد السوفيتي ما حيكون موجود ) كل هذه الاشارات الكبيرة كانت تنورنا بان الحرية اكبر من اي حزب او اي فرد مهما كان ادعاؤه بملكية مجاميع هبة عقول كل البشر فهو ناقص بن ناقص وذو نسب في الناقصين عريض والا ما ضاع عبد الخالق محجوب واحدا من انجب الناس ولما تبعه دكتور حسن الترابي بعلمه وثعلبيته المعهوده اورد نفسه ووطنه موارد تهلكه يعلم الله وحده المخرج منها وللاسف الشديد جري الامام الصادق مجراهما وهو الان رهين محبسيه ( الامن والعمر ) كل هذه السيولة في السياسة الوطنية مع مشاهدات الخارج مع قراءات وتاملات مع واعز داخلي لا ادري كنهه حتي كتابة هذه السطور حصنتني من الانتماء لاي حزب سياسي رغم الاغراءات والعلاقات الممتدة بجسور فكر او محبة او زمالة وصداقة مع كل التيارات الا انني كنت اري العجز في الفكر والاليات وتجديد الدماء لحيوية المبادرات الحياتية بفكر ومنهج رصين بعيدا عن الشخصنة او التبعية او البصمة لاي شئ في الحزب من غير حوار وابداء الراي وتسجيل ذلك الراي مهما كان اختلافه مع القيادة لهذا كله تكلست احزابنا وظلت القيادات حتي الممات والنتيجة الطبيعية لهذا الخواء والجمود هو ما نعيشه الان بوار عام علي كل مناحي الحياة وكل الاشارات اعلاه اثرت علي كل الدنيا الا علي السياسيين لدينا كانها لم تمر عليهم مع انهم لا ينقصهم الذكاء او عمل الدراسات ولكن الذي ينقصهم بحق هو الرؤية للوطن بعيدا عن المصالح الشخصية من ناحية ومن ناحية الانتماء لاحزاب كرتونية ديكورية ليست بها مؤسسات فاعله واكبر علي ذلك ما قاله الاستاذ بونا ملوال وزير اعلام مايو حين جمع كل اركان مايو الراحل المقيم الاستاذ حسن بمنزله علي عشاء عام 1979 ليتدارك امر الاتحاد الاشتراكي فانتهي اللقاء بقول لازب لبونا ملوال (ليس في الامكان ابدع مما كان ) مع ان الواضح لكل ذي بصيرة امثال حسن ومنصور خالد ان الحزب الشمولي قد تجمد ويموت موتا بطيئا وبوادر الازمات تحاصره من كل جانب وهذا اكبر دليل علي خيبة النخب السودانية في ابتهال كل سانحة لوضع بصمة صحيحة لتقدم الوطن بحوارا بناءة تخرج من الصالونات المخملية الي الهواء الطلق لذلك كلة ماتت كل الفرص في مهدها من غير حتي اقامة عزاء لذلك كله تواصل نخبنا ادمان الفشل وكانه اصبح كيف ومزاج ?فقط الحزب الجمهوري هو الذي كان له راي وفصل خطاب في المشاكل بمتابعه يومية وبيان حاضر لذلك كله لم يجد حظه من الاستمرار لتكالب قوي الشر عليه – وحتي الحوار الذي بدا وكانه بارقة امل وثقب ازوني في جدار العتمة التي تلف الوطن وهو بالمناسبة ليس اول حوار في تاريخنا السياسي فقد كان اول حوار عام 1964في اتون رياح ثورة اكتوبر وما افضي اليه معلوم للكافة ولعل جزء من نتائجه السلبية هو ما يحدث الان والسبب هو ان من يمسكون بمفاصل السياسة عندنا دينوصورات ( نفس الملامح والشبه والمشية ذاته وقدلتو ) بمعني لا جديد لا في الافكار ولا الرؤي ولا مبادرات حية ناهضة تخاطب اجيالنا الصاعدة وثاني حوار كان عام 1977 بما عرف عنه في تاريخنا السياسي بالمصالحة الوطنية وافضي الي ما افضي اليه حوار اكتوبر مع تغير طفيف وتفاصيل هامشية وانتهت معركة الحوار كالعادة الي الحرب بين حرس القديم في الاتحاد الاشتراكي والوافد الجديد مما جعله لهياكل وشكليات زادت من امراض السياسة وان كرست للاتجاه الاسلامي فرصا ابتهلها الثعلب الماكر الترابي محنيا راسه وهامته صابرا علي كثير من الاذي ممتصا برباطة جاش كبيرة كل المخاشنات والملاسنات املا فيما هو آت والان يتجدد امر الحوار وكثيرا ما نسمع مقولات ماثورة ومحفوظة عن ظهر قلب مثل ( اذا جلس السودانيون علي الارض سيصلون بمشاكلهم لبر الامان ) ولكن واقع التجربة يكذب هذه المقوله وغيرها من الماثورات التي ما عادت تجدي فتيلا في وطن الازمات تتوالد فيه كما البعوض في مياة سياستنا الاسنة واكبر دليل ها هو الحوار كسر ركبه وهو لم يبدأ بعد وما اعتقال الامام الصادق المهدي بتهم تصل حد الاعدام الا مؤشر ان الصقور داخل المؤتمر الوطني سددت ضربتها القاصمة للحوار وهي ضربة في عدة اتجاهات معناها من الاخر يا جماعة الخير ( نحن كدا البلد بلدنا ونحن اسيادا والعايز يحاورنا وكراعو فوق رقبتو والماعايز يحاورنا ان كسر قبتو ما بلقي غيرنا ) وهكذا الحوار فشل فيما مضي ويفشل الان وحتي وان عاد الحوار للسطح فهو كاسر ركبه وكسر رقبه اما لماذا تفشل حواراتنا فنتاخر وينجح الاخرون فيتقدموا فهو موضوع مقال قادم باذن الله تعالي !!!
[email][email protected][/email]
نحن ما كسرنا ركبه لكن ( قدينا مكنه عديل يا خواجه يا بلدياتنا )