ردة .. وردة

لست بصدد أن اجادل حول صحة ما حكمت به المحكمة من ردة على مريم ( أبرار) ، و لسنا بصدد التعليق على حكم المحكمة ، كما اننى لست مدعيآ فى باب فقه الرأى والرأى المضاد على مايراه جمهور العلماء أو المذاهب الفقهية أو لماذهب إليه القانون الجنائى السودانى ولكن قطعا لدينا تساؤلات أهمها لماذا مريم وحدها ؟ لماذا مريم فقط تحاكم ؟ السيد المدير التنفيذى لمركز الدراسات المقارنة كشف عن (105) حالات ردة بالسودان خلال السنتين الماضيتين ! مؤكدا أن ابرار(مريم) كانت تؤدى الشعائر الأسلامية متهما زوجها المسيحى بلعب دور فى تنصيرها! ونتسال كيف تزوجت مريم إذا كان الزوج مسيحيا؟ وأين عقد الزواج وهل تم أمام المحكمة الشرعية وهو أجراء يتطلب أشهار أسلام الزوج ، أم كان زواجا عرفيا ؟ وأين كانت الاسرة وهل تم الزواج برضاها أم دون ولاية؟ وهل يجوز شرعا أصدار الحكم منذ الان بالأعدام والمحكوم عليها حامل؟ وما مصير المولود حين يولد ؟ نتساءل ان كان الارتداد قد ثبت بحكم المحكمة وشهادة الشهود ولم يتم بالأعتراف الصريح متى بدأ وكيف ؟ (105) حالات ردة فى عامين ؟ تبقت (104) حالة ، هل تمت محاكمتهم أو أستتابتهم ؟ ولماذا يتأخر السيد المدير التنفيذى لمركز الدراسات المقارنة عن تقديمها للمحاكمة أو الأستتابة ؟ ومن أين له هذه الأحصاءات ومن قام بها ؟ وهل قام سيادته أو مركزه بالافصاح عن أسباب محتملة لهذا العدد الكبير من المرتدين ؟ وهل أوضح عن دور الدولة والمجتمع فى دفع الناس الى الردة ؟ وهل من بين ذلك النفاق والفساد والكراهية التى تفوح من اللذين يتشدقون صباحا ومساءا بانها لله وليست للجاه ؟ وهل سأل سيادته نفسه عما إذا كانت هذه الأوضاع تدفع الناس للكفر والأرتداد فيما يروه من أمثلة ومايشاهدوه من سلوك النفاق والجشع وحب الذات ، وهل سمع أحدكم بالحديث النبوى الشريف يقول “ص” (ما أمن بى من بات شبعان وجاره جائع و هو يعلم) ، أو ليس الأيمان بالرسول (ص) هو أحد أركان الأسلام الثابتة ؟ وإننا لنتساءل وعلى كثرة أخفاقات الحكومة وأبتلاءاتها لماذا لايدرج ماتم من أرتدادات فى بند الأبتلاءات ؟ فإن حدث شح الامطار أو أزدادت معدلات الفقر فهو أمر ربانى ، الحروب فى عدة جبهات مؤامرات وأمتحان يتطلب الصبر ، والله أراد (كدة) وما إليه ، و على كثرة اعداء بلادنا فلربما الحكومة تحتاج الى اعداء جدد ، الواضح أن وضع بلادنا يحتاج الى ردة للالهاء وردة للرغيف ، قال تعالى ( يحلفون بالله ماقالوا ولقد قالو كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا ، ومانقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يك خير لهم وأن يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما فى الدنيا والاخرة ومالهم فى الارض من ولى ولانصير ) التوبه 74
والله أعلم ———–
[email][email protected][/email]
الإيمان بالرسل من أركان الإيمان و ليس أركان الإسلام !!!!!
الإيمان بالرسل من أركان الإيمان و ليس أركان الإسلام !!!!!