كاودا

( إلى أطفال الكهوف.. أنتم أجدر بالوطن منا !!)
(1)
مطرٌ في اللّيْلِ..
رعْدٌ.. راجماتٌ تحصب الأرض
ونارٌ ودخانْ!
السماء احترقت..
صبّت شواظاً
والهوامُّ .. الناسُ .. سرب الطيرِ،
قطعان الظباء السمر
والسبع .. وما دبّ على الأرضِ
اختفتْ
تنشد مأوى..
وملاذاً..
ونجاة!
لم تبْقَ إلا القمم الشاهقة الصمَاءُ
تعطي صدرها العاري
لنيرانِ الغزاة !

(2)

حدّثوني أنّ في صمتكِ..
أسرارَ الأساطيرِ
وقاموسَ لغاتِ الإنسِ والجنِّ
و معنى أن يصدَّ الجبلُ الرّيحَ
وفي سفحك يرتاح الخلودْ !
أيّ لغزٍ فيكِ.. في جوف تضاريسك
يسقيك معاني الصبرِ والصمتَ
وآياتِ الصمودْ ؟
حار فيك الغزْوُ واحتارَ الغزاة
كلما أمطركِ الطيرُ الأبابيلُ جحيماً
سال واديكِ ..
ومن خاصرةِ الصخْر
نما العُشْبُ
وضجّت في روابيك الحياة !!
يخرج الأطفالُ من رحم المغارات
خفافاً.. ينشدون اللّهْوَ
تحت القمر الضاحك
تنسابُ ترانيمُ الصبّياتِ
مع اللّيلِ وينداحُ الغناءْ
ينبتُ الزهرُ
ولكنّ الغزاة..
ليس في شرعتهم
ورْدٌ وأطفالٌ وحبٌّ وغناء
تارةً أخرى تعود الطائرات
الموتُ لا يمشي على الأرض
ولكن .. مطرٌ في اللّيْلِ..
رعْدٌ.. راجماتٌ تحصب الأرض
ونارٌ ودخانْ!
يهربُ القاتلُ في لمحة عينْ!
ويعود النبضُ
ينمو الوردُ ..
في صمتكِ أسرارُ الأساطيرِ
وقاموسَ لغاتِ الإنسِ والجنِّ
و معنى أن يصدَّ الجبلُ الرّيحَ
وفي سفحك يرتاح الخلودْ !
فيكِ معنى الصمْتِ
يا كاودا
وآيات الصمودْ !!

فضيلي جماع/ مايو- 201

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان لم يكن كاتب النص الاستاذ فضيلى جماع لكان كاتبه ايضا فضيلى جماع
    لان التص جمع فاوعى حوى كل المعانى وترجم كل احاسيس
    ولامس كل مشاعر الوطن النازف الساكن فى وجد الخنايا
    لك الشكر والتجلة ايها الهرم الشامخ فى سوح بلادى الواعدة بكل ماهو اتى .

  2. ياسلام عليك ياأخى فضيلى جماع الذى لا ينسى السودان والزمن الجميل هو أصيل دمتم لنا وللسودان زخراً نفخر بأمثالكم نعم السودان مازال بخير مهما فعل بنا الأقزام .. أنت فوق الهامات … لك التحية والتقدير …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..