قصة حوار فوق العادة .. !!

*  كنت احاور استشاري كبير داخل عيادته في الخرطوم عن تدهور الوضع الطبي ، ومعاناة الناس ، وكالعادة عرجنا بالنقاش الى الوضع السياسي ، تحدثت عن ضرورة التغيير ، وضرورة ذهاب حكم الحزب الواحد ، وان كل سبب بﻻوينا بسبب احتكار السلطة ، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة ، ولكن كان للطبيب الاستشاري راي آخر ، قال ضاحكا : يمشوا وين يا أستاذ ، ﻻﻻﻻﻻ ديل مفروض يظلوا في الحكم ، عشان يتعزبوا اكتر واكتر ، انت ما شايف الامراض البعانوا منها ، ما شايفهم بموتوا واحد واحد ، مرة بسقوط طائرة ومرة بحادث سيارة ومرة بي مرض خبيث ، وما حيقدروا يشتروا راحة البال والطمانينة والامان لهم ولاسرهم بملياراتهم ، يا أستاذ الله يمهل وﻻ يهمل ، قلت طيب يادكتور ، انت استشاري كبير وضعك كويس عشان كدا بتقول كدا ، لكن الناس المساكين والفقراء والمحتاجين هم اصحاب المصلحة في التغيير ، والجهل والمرض والفقر اشياء ﻻ تنتظر ، قال : يا استاذ الفقراء والمساكين ديل ، هم سبب بقاء النظام ، اذهب لاي لقاء جماهيري لأي مسؤول انقاذي ، ستجد  من يقف في حرارة الشمس يكبر ويهلل ويرقص هم هؤﻻء المساكين الذين تتحدث عنهم ، قلت : يا دكتور معظمهم مغشوشون واغلبها تجمعات مدفوعة الثمن وترحيل من والى وفي الغالب هناك وجبة غداء او فطور مع زجاجة بارد ، ضحك الدكتور وقال : اها عرفت انو سبب بقاء النظام هم هؤﻻء ، لانهم محتاجون ويمكن ان يحاربو ويهللوا ويكبروا من اجل بعض المال ، وهكذا حكمت الانقاذ ومازالت تحكم ، جوع كلبك يتبعك .. !!

* خرجت من عيادة الدكتور وانا انظر للشارع بمنظار مختلف هذه المرة ، شاهدت بعض العساكر بتزاحمون في المواصﻻت وهم في طريقهم الي اطراف العاصمة ، نظرت للطﻻب وهم في انتظار المواصﻻت في هجير الشمس ، وقطعا بينهم من هو منتمي لتنظيم الحزب الحاكم ومنهم من هو معارض ومنهم من ﻻ يفقه في السياسة ، ولكن جميعهم في نفس البص ، العسكري والطالب والموظف المسكين والعامل ، وجميعهم يحمل هموم الدنيا ، ولكن هذا العسكري هو من يبطش بهؤﻻء الطﻻب بالرصاص والبمبان والغاز المسيل والعصا ، وهذا الطالب هو من يقف ويهتف ضد العسكر و الدكتاتورية ، وهذا الموظف هو ذاته من يصيبك بالضغط ليمرر لك معاملة ، وقد تجد بينهم من يؤيد ومن يعارض ، هذا هو الشعب ، وهو سبب بقاء النظام ، حسب رؤية الاستشاري ، ولكن اليس ذات الشعب من كان سببا في اسقاط كل الانظمة الدكتاتورية واليس ذات الطﻻب من هتفوا جيش واحد شعب واحد ، اليس هو ذات العسكري الذي انحاز للشارع في انتفاضة مارس ابريل واكتوبر ، اليس هؤﻻء الموظفون والعمال من كانوا وقود كل الثورات عبر نقاباتهم ، ﻻﻻﻻ يادكتور مهما طال الزمن او قصر ، الشعب هو البيدي شهادة الميﻻد ويابا ، و صدق شاعر الشعب محجوب شريف له الرحمة والمغفرة ولكن هل اصاب الاستشاري .. ؟؟

مع كل الود

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وكم من ظالم كان يري النجم تيها تحت ظل ركابه
    فلما اناخت صروف الحادثات ببابه اصبح لامال يرتجي ولاحسنات تلتقي في كتابه
    وحوزي بالامر الذي كان فاعلا وصب عليه الله سوط عذابه

    مع ملاحظة تعبير “اناخت” صروف الحادثات ببابه واظن هذا هو الذي قصده الطبيب بحديثه عن مفهوم العقاب الالهي كما تصوره للظلم والظلمة.

  2. رأيك شنو يانور الدين في دخول الجٌوجو الخرطوم وهل كنت حاضر مؤتمر حميدتي اها والحل شنو

  3. قال : يا استاذ الفقراء والمساكين ديل ، هم سبب بقاء النظام ، اذهب لاي لقاء جماهيري لأي مسؤول انقاذي ، ستجد* من يقف في حرارة الشمس يكبر ويهلل ويرقص هم هؤﻻء المساكين الذين تتحدث عنهم ، قلت : يا دكتور معظمهم مغشوشون واغلبها تجمعات مدفوعة الثمن وترحيل من والى وفي الغالب هناك وجبة غداء او فطور مع زجاجة بارد ، ضحك الدكتور وقال : اها عرفت انو سبب بقاء النظام هم هؤﻻء ، لانهم محتاجون ويمكن ان يحاربو ويهللوا ويكبروا من اجل بعض المال ، وهكذا حكمت الانقاذ ومازالت تحكم ، جوع كلبك يتبعك .. !!
    كلام الإستشاري ده ماداير ليه أي إضافة . وكلامه صحي لكن حكاية يقعدوا عشان يتعذبوا دي نحن مادايرينها . الله يعذبهم لكن بعيد عننا وعن مصالح الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..