حنتوب ،،حنتوب الجميلة

حنتوب ،،اساتذة اجلاء
1-بطلته البهية،،وذوقه في الهندام البسيط المرتب الاخاذ،،وشخصيته الاسرة يدلف لداخل الفصل،،حاملا معه عوالمه المهيبة،وشخوصه المحببين،من اللحظة التي يشرق وسط طلابه،،وحتي خروجه،ياخذ بانفاس الجميع،،يضئ فيهم بعلمه ومعارفه،يدخل في عقولهم شعاع نور ومعارف،،يحرك الركود،واذ الكل مهئيا ليقطف من ثمره الطيب ،،،
عبدالمنعم ابو سمرة،،استاذ اللغة الانجليزية المخضرم،يعرف طقوسها كلورد فخيم،،يتعامل بوجد معها كنبيل ارستقراطي لم يزول مجد تاج مملكته ابدا،،حين يلج لبحر ادابها ،حدائقها البهية،،لن تشبع ولن تمل،يظل يقطف ويدنيك من قطوفها…
لا زال صدي صوته العذب اللطيف يتغشي اذني،،رائعة برناردشو،،ARMS AND THE MAN ،يحملك لتجد نفسك في عبث حرب،ينتصر فيها الجنرالات الحمقي لمجرد ان الحظ حالفهم ،وينهزم المتمترسين جيدا لحظ عاثر،بيتكوف جنرال الحرب المفخم ما هو الا نفخة كاذبة لا تعني له الحرب غير الامتياذات والصيت،بلانتشلي لا تهمه الا كسبيل للارتزاق،،يدخلها متسليا ومعه عواجيز الجند الماكرين الذين يحملون الشكولاته عوضا عن الذخيرة،الاحمق سيرجيس يرمي بخيالته علي فصيل مدفعية ليكسب قلب رينا،صبية الجنرال المدللة،،وتقود كل ذا امراة طموح وبسيطة،كاثرين بتكوف هي من تصدر الاوامر للجند في البيوت،،والحروب العبثية تسد الافاق،لا احد،يعرف جدواها.
بعض وثلاثين عاما،،لا زالت كامل المسرحية،شخوصها وتفاصيلها،في البال،تشكل رؤية وموقفا ،،ذلك لان حظي السعيد،ان جعل من درسني لها هو هذا الرائع المبدع،،عبدالمنعم ابوسمرة،،
قبل فترة،وفي بلاد الخواجات،وسط معنيين بالادب والمشتغلين به،كان حظي ان اقوم باستعراض هذه المسرحية تلخيصا وتعليقا امامهم،،كنت انا هو،،استحضرت ما كانه وقاله وطريقته،،،وبعد ان اكملت صفق الجميع،،،قلت هذه التحية تذهب لصاحبها فما اناالا صدي لمعلم جليل مبدع،،،درسني بحنتوب،،،الاستاذ عبدالمنعم ابوسمرة،،هل يدلني احد عنه…
اكتب عن الاستاذ الحاذق الاخر في زماننا،عثمان عبدالرحمن ،معلم اللغة الانجليزية الفذ،،في الصفحة القادمة..
2-عثمان عبدالرحمن نور الدين…
من نواحي تندلتي،،لم اعرف في من تتلمذت عليه،سواء في جامعة الخرطوم،،او غيرها اوفي بلاد الخواويج من ينجض ويجيد تدريس لغتهم هذي مثله،،والله انه ليدخل نظمها،قواعدها،تطبيقاتها،كنسيم عذب ،يحرك ساكنها،ويبسط معقدها،ويرفع فاعلها،ويصرف افعالها،يوصل حبالها،بدربة كانه سيوبييها المعرب،يلم مبعثرها،ويهذب ويشذب،يبدا مشوار عماره معك طوبة طوبة،بجد واحتراف،خبير بكل دروبها،ولا ينقضي من الزمان براح،الا وتجده قد صنع لك بيتا بهيا،تفاخر به،تكتبها انشاء بتعابير سليمة،،وتقشر بها ان صدف ولقيت خواجيا جوالا،او تصنع بها وشائج تعارف مع لاجئيين من اشقاء الجوار شردتهم الحروب والمثغبات..
وفي حصته يجود درسه كعابد متبتل،،يشغل كل ثوانيها وحيزها،يعركها عرك العارفين،ويجودها تجويد السالكين،يخرت العرق خرتا من فعل الجد والهمة،يكشط بالطباشير كشطا،فيصر علي التخت،يمسح ويخط،ويسال،ويتسال،يدخل في تجاويف دماغ اكثرنا زهدا في لغته،ولا يبرح مقامه حتي يتيقن ان طيشنا لغة،صار اولنا فهما،من غير ما غلو عنت او تجريح…
ايقن ان من مر بفضائه نال حظا جيدا من لغة الخواويج،سهلت عليه عنت الشغل وصعيب الدروس.
ولقد كان استاذ عثمان طيبا وشفوقا،وكان كل ما المت باحد عسرة مالية،او مرض،يتكفل بها دون معرفة من هو.
والله لا زال صدي بكاؤه ونحيبه علي صديقنا صديق عبدالرحمن،الذي رحل في صباه شهيدا غرقا بالنيل الازرق حين كانت المياه مقطوعة عام 78،ولقد والله ابكي كل الناس حين كنا هناك في قريته..
رحم الله اخونا صديق،،والتحية للاستاذ الجليل عثمان،الطيب المجد،ونسال الله ان يثيبه بكل حرف،وكل موقف نبيل..
وسنتابع من دوحتها..

عبدالعزيز عثمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..