منصات الصواريخ الإيرانية ..و (خطرفات) كرتي

بتاريخ الجمعة 30/6/2014م أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً نفي جملة وتفصيلاً ما جاء علي لسان وزير الخارجية السوداني لصحيفة الحياة (اللندنية ) حول طلب الدولة الشيعية الإيرانية تنصيب منصات صواريخ إيرانية في السواحل الغربية للبحر الأحمر وجاء البيان كما يلي بإقتباس دون زيادة أو تحريف : ” بالإشارة لما ورد في بعض الصحف والوسائط الإعلامية من أن السيد علي كرتي وزير الخارجية ذكر في حديث لجريدة “الحياة اللندنية” أن السودان رفض إقامة منصات دفاع إيرانية موجهة للسعودية ، تود وزارة الخارجية أن توضح أن ما قاله الوزير في الحوار المذكور انه في إعقاب الهجوم الإسرائيلي علي مصنع اليرموك في أكتوبر2012 وضمن خيارات تعزيز المقدرات الدفاعية للبلاد طُرح خيار قيام منصات دفاعية إيرانية الصنع علي الساحل السوداني من البحر الأحمر، وقد استبعد هذا الخيار حتى لا يساء فهم دوافعه من بعض دول الخليج.. وأضاف البيان أن حديث وزير الخارجية لم يتضمن أبدا الإشارة إلي أن هذه المنصات ستكون موجهة للمملكة العربية السعودية ، وقد كان حديث وزير الخارجية عن منصات دفاعية غرضها حماية سواحل البلاد وليس منصات هجومية يمكن أن توجه ضد أي دولة أخري ، وهذا ما لزم توضيحه ” .وعقب البيان الصادر والذي طعن في مصداقية الصحيفة سارعت الصحيفة إلي بث تسجيل صوتي لوزير الخارجية تحدث فيه حول التشيع في السودان ب?عتباره ضد إرادة الشعب والدولة مؤكداً أن دولة إيران تحاول أن تدخل للبلاد (من ابواب أخري) في محاولات لإختراق الأمن القومي للدولة وأكد في ذات التسجيل أن التعاون السوداني الإيراني ذو (علاقة محدودة ومحسوبة ) تتمثل في (قطع غيار) وصيانات لا تتعدي التسليح العادي مضيفاً أن إيران عرضت إقامة منصات دفاع جوي علي الساحل الغربي للبحر الأحمر معللاً رفض العرض بإعتباره (وجود إيراني ضد السعودية ) وأنهم لن يقبلوا ذلك.
وفي تقديرنا المتواضع لا يحتاج المرء إلي كثير إجتهاد لتبين الفرق البين والواضح بين تصريح الرأس الدبلوماسي لجريدة (الحياة ) والذي يأتي متوافقاً مع التسجيل الصوتي للوزير والذي نشرته الصحيفة للدفاع عن مصداقيتها الصحفية وبين البيان الصادر من الخارجية لتكذيب ما ورد في الصحيفة فلم ترد في التصريحات اي إشارة من بعيد أو قريب للهجوم الإسرائيلي علي مصنع اليرموك في العام 2012م ولكنها كان محاولات يائسة تعيسة من الخارجية حتي (تلحس) دون جدوي هطل وخطرفات رأسها الدبلوماسي الذي يثبت كل يوم أنه يدير الدبلوماسية السودانية مثل (مغلق) (للأسمنت) أو (السيخ) وفي أسلوب غاية في الفجاجة وإنعدام النضوج والخبرة في المحافل الدبلوماسية .
علي ان التفسير المنطقي لتضارب التصريحات أو ما أدلي به حقيقة هذا الوزير لم يكن يسعي من ورائه إلا أن يبعث برسالة (تهديدات) مبطنة لحكومة المملكة العربية السعودية حول إمكانية (نصب هذه الصواريخ إذا تردت العلاقات السعودية السودانية أسوأ مما هي عليه الآن ) محاولاً (خلط) ذلك بغزل حول موقف حكومته الرافض لمبدأ نصب تلك الصواريخ حتي ولو كان ذلك لمساعدة الحكومية والجيش السوداني في التصدي للهجمات الإسرائلية المتكررة علي الأراضي السودانية وعجز الدفاعات الأرضية للدولة السودانية عن التصدي لهذا الهجوم والإكتفاء بالتصريح الحكومي الذي لا يقدم ولا يؤخر حول : (الإحتفاظ بحق الرد) ولن يأتي صباح الرد ما (بل بحر صوفة) أو طلعت الشمس من مغربها ففاقد الشيء لن يعطيه.
وما لن يفهمه هذا النظام المتهاوي ولا يقرأه بين سطور السياسة الدولية والإقليمية أن العلاقات السودانية الخليجية والسعودية علي وجه الخصوص لن تعود لسابق عهدها ما بقي النظام الإخواني ممسكاً بمقاليد الحكم في البلاد فالحكومة السعودية تعتبر وبمرسوم ملكي أن تنظيم الإخوان المسلمين هو (جماعة إرهابية) وقد صدر (المرسوم الملكي) ليس فقط في مواجهة المتدثرين بالعباءة الإخوانية بل ضد كل من يكتب مناصراً أو داعماً بالمال أو متعاطفاً حتي ومن السذاجة أن يأمل نظام الخرطوم (الإخواني) من الحكومة السعودية إزدواج في معيار علاقاتها مع الإرهاب .
ويبقي أن يغامر النظام بتغيير سياساته المتحالفة مع النظام الإيراني والدولة الخليجية التي تتعارض سياستها الخارجية مع توجه بقية دول الخليج نحو كنس التنظيم الإخواني من خارطة السياسة السياسية والدينية في المنطقة وقبل ذلك علي النظام أن يتخلي عن الحكم في الخرطوم وأن يمنح ثلاثة أيام للتوبة عن الإنتماء لتنظيم الإخوان وعندها فقط لن تحتاج البلاد لهرطقات هذا الوزير وخطرفاته .

عمر موسي عمر – المحامي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..