رسالة خادم الحرمين للسيسي… أكثر من مجرد تهنئة

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة خادم الحرمين للسيسي….أكثر من مجرد تهنئة
بعيد الثلاثين من يونيو.. وما تبعته من قرارات قضت بإزاحة مرسي .. ثم انفجار الوضع في مصر بمقاومة الإخوان المسلمين..ارتبك اللاعبون الإقليميون والدوليون… فقد بدا الوضع شاذاّ وجديداّ … صعب من مهمة حتى أكثر الكارهين من الدول للإخوان المسلمين ..فالحديث هنا عن إزاحة رئيس منتخب عقب ثورة من جانب..وعشرات الملايين من المتظاهرين الرافضين لأخونة الدولة كما تم الإصطلاح عليه من جانب آخر..وقد وجد الغرب نفسه في مأزق حقيقي.. وكذلك المحيط الإقليمي.. وأصبح تعريف ما جري في مصر .. في نهاية الأمر متنازعاً بين الانقلاب على الشرعية من جهة والثورة من الجهة الأخري .. ولو أن الرمادية .. صبغت موقف الغرب خصوصاً ..حيث وجد أن الأمر محصور بين شرعية انتخابية يحترمها .. ورفض شعبي واسع لها يقدره .. وما زال الأمر كذلك حتى بعد إنتخابات الرئاسة الأخيرة.
فئتان فقط كانت مواقفهما لا تحتمل الرمادية … أولاها بالقطع كانت حركة الإخوان المسلمين سواء أكانت في سدة الحكم ..أو في المعارضة ..فقد كان الرفض القاطع هو الخيار الوحيد المتاح.. فتولت قطر وتركيا تسخير إمكانياتها لدعم إخوان مصر..وتململت حركة النهضة في تونس..وحماس في فلسطين..ووجدت حكومة الخرطوم نفسها في موقف الرافض العاجز..وشق الحركة الآخر في المعارضة كان أكثر وضوحا في الرفض..كونه خارج السلطة.. ولا يمكن بالطبع تجاوز إيران.. ومن غرمائها انطلقت الفئة الأخرى.
شكلت السعودية رأس الرمح في الفئة الثانية ..ومعها الإمارات وبقية دول الخليج عدا قطر بالطبع.فقد كان بيان العاهل السعودي وقتها ..هو الأكسجين الذي ملأ صدر التحول في مصر..والرياح التي ملأت أشرعته…ما حدا بالسيسي وقتها اعتباره الموقف الأقوى للسعودية منذ موقفها في حرب أكتوبر 1973 .واتبع البيان بودائع مليارية في المركزي المصري من السعودية والامارات وخليجيات أخر.
وكان العامل الإيراني هو الدافع الرئيسي بالطبع لهذه المواقف..فبالرغم من أن السعودية ودول الخليج الأخرى آوت الآلاف من منسوبي الحركة ..ولم تكن في تناقض معها..إلا ان سقوط شاه إيران وظهور التوجه الثوري الإيرانى ..اظهر انحياز الإخوان للتجربة الإيرانية كتجربة ثورية ..حتي أن مظاهرة للإخوان المسلمين إبان حكم النميري ..كان شعارها الآساسي..إيران إيران في كل مكان. ولم يكن الأمر للسعودية ودول الخليج امر إيران كدولة ..إنما كقوة شيعية بترولية لها أهداف واضحة بتصدير فكرة ولاية الفقيه.وظهر التناقض السني الشيعي بصورة اكبر.
والكل يعلم ما عقب ذلك من صراع خليجي قطري واعتبار حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية .
على ضوء ما سبق يمكن قراءة خطاب التهنئة من العاهل السعودي إلي المشير السيسي..حيث لم تكن التهنئة بالبروتوكولية المعروفة حيث لوحظ فيها الآتي:
1/ التوصيف للحالة المصرية السابقة والراهنة .بلغة عالية
2/الحديث عن مفهوم الفوضى الخلاقة ..وهو مفهوم ساد بصورة أساسية بعد الحرب الأمريكية على العراق..ولكن الإشارة إلى الإخوان المسلمين كانت واضحة بمثيري الفتنة بوصفها الديني المعروف بأنها أشد من القتل. والحديث عن الجماعات الخارجة في وصف يشمل حتى الجماعات المتشددة
3/ فيه ما يشبه خطابات الولاة والخلفاء الإسلاميين لأمراء الأمصار من نصائح تكاد تلامس التوجيهات مثل (فتوكل على الله في سرك وعلانيتك..ايماناً بانه لا ناصر لك غيره ولا معين..واستعن برجالات مصر الأكفاء ،وليكن مقياس ذلك القوي الأمين انصياعاً لقول الحق تعالى ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) !! وهي لغة غريبة في البروتوكولات بين الدول في هذه المناسبات.
4/ الدعم اللامحدود اضافة الى الدعوة الى مؤتمر للمانحين مع الإشارة الى ان من يتخلف الآن من الدول عن دعم مصر..لن يكون معنا في مقبل الأيام ..في إشارة تحذيرية واضحة لقطر..
5/ اعتبار المساس بمصر مساساً بالعروبة والإسلام والسعودية. ما يؤشر لميلاد تحالف استراتيجي متين .. بين أقوى دولتين عربيتين .. ومن هنا يمكن فهم ما كانت تروج له حملة السيسي بمصادر الدعم المضمونة .. وإن لم تخنّي الذاكرة..كان الحديث عن اربعين أو مائة وأربعين مليار دولار.
ما سبق يشير بوضوح أن عالماً عربياً يُحاربُ فيه الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة قد وجد على الخريطة بقوة .. فحين كانت مصر عبد الناصر تحاربهم .. كانت السعودية لا تفعل .. والآن قد اجتمعا عليهم.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الله معاك يا سيسي كلنا ندعم السيسي وندعم زوال دولة الاخوان في اي مكان لأن الاخوان لا دين لهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..