ماذا لو كان الصادق المهدي .. موظف دولة ..وأدلى بتلك التصريحات ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أتوجه إليكم يا رعاكم الله بسؤال بسيط في ابتدار مقالي هذا ..يختلف عن سؤال العنوان.. هل وجدتم وزيراً في الحكومة .. من حزب النظام .. أو المتوالين .. قد أدان عملية اعتقال السيد الإمام ؟ وهل تجرأ أحدهم.. بنقد التقديرات الأمنية في ذلك الاعتقال؟ أم أنهم..خاصة المتوالين منهم ..كانوا أكثر كاثوليكية من البابا نفسه؟..
لا شك لدي في الإجابة بالنفي..بل ولا شك بأنهم كانوا أكثر ملكية من الملك ..والسبب لن يخرج من الخوف على الكرسي ومميزاته..وما أدراك ما هي ..ودعونا نخطو الي الأمام في هذا الاتجاه لنسأل… هل انتقده احد قيادات الخدمة المدنية الكبار؟ بالتبرع بتصريح .. أو كتابة مقال ؟ لا انتظر الإجابة ..وأمضي قدما في الأسئلة .. ماذا لو ألقى بهذه الانتقادات ..موظف خدمة مدنية ؟ وما الذي سيحل به ؟
أحيلكم إلى ما حل بموظفي الأراضي علي خلفية تسرب معلومات عن فساد المسئولين وقطع الأراضي الخاصة بهم.. فقد اعتقلوا بتهمة التسريب..والله وحده يعلم بما سيحل بهم..دون أن تخرج مظاهرة للتنديد باعتقالهم..أو تتحرك نقابة لحمايتهم.. ذلك بأنهم في ظل العوار السياسي..أقصر الحيطان ..التي تتسورها وتحيط بها قوانين الخدمة المدنية .
فما أشبه قوانين الخدمة في هذا الجانب ببقية قوانين الدولة الأمنية..وما أخزى النقابات في تكوينها الحالي..وابعدها عن فعل ذي بال .. في حماية منسوبيها. بل وأؤكد..أن الرؤساء المباشرين لهؤلاء الموظفين سيكونون اكثر تنكيلاً من الجهات الأمنية.. أما النقابات..فستشارك في قتل القتيل وتمشي في جنازته.ولم أجد في تمثل أجهزة الدولة ..بطبيعة قمعها بسلاسة وتماه مذهلين ..أكثر من أبيات الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي عندما قال ..
والبوليس شايل في قلبه
كل دوسيهات الحكومة
والمؤلم حقاً .. ان ردود الأفعال عن اعتقالهم ..لم تتعد التعجب من محاولات ستر الفساد واستنكار ذلك ..اما المظفون في الأرض..فلا وجيع لهم ولا صريخ.
وما لفتني لهذا الأمر ..تجربة شخصية مررت بها.. لا اود الدخول في تفاصيلها..إلا بقدر ما يضئ فكرتي عن المقال..فبعيد انتخابات الخج المعروفة ..وأيام اداء الولاة الجدد للقسم.. كنا في مدارس المجموعة (ب) وهي التي تفتح عقب امتحانات الشهادة مباشرة لتفادي الخريف..فاجأنا مدير المرحلة بالمحلية ..بأن المناهج بها تغيير في كل الصفوف.. ولا أحد يعلم بها..ليس لأن الولاية لم تطبع الكتب فقط..بل ولأن الأدارة الولائية للتعليم ..لم تسع حتى إلي معرفة التغييرات وإرسال النشرات اللازمة بذلك ..ومع ذلك فتحت المدارس في مواعيدها..ولكم ان تتصوروا ما حل بالطلاب وأولياء امورهم والمعلمين الذين لا يعرفون ما عليهم تدريسه.. وسط تململ سلبي لإدارات المدارس وغياب الجهات الشعبية ..دون ان تحرك الإدارات ساكناً..هنا قررت أن اتخذ خطوة عملية بمفردي وتحمل كافة تبعاتها..فقمت بتعليق الدراسة في المدرسة بنهاية الأسبوع لحين اتضاح الرؤية بخطابات لأولياء الأمور دون إشراك المعلمين حماية لهم من مسؤلية القرار..مع بقائنا مداومين..ولم يفلح هيجان مدير المرحلة ? وهو صديق شخصي- عندما سلمته صورة من القرار في تغيير موقفي.. وغادرت مكتبه منتظراً كافة التبعات.مقتنعاً انني قمت بالتصرف الصحيح وفق يمليه علي ضميري المهني.
ولكم ان تتصوروا المفارقة في رد فعل الجهات الامنية من جهة ..والادارات العليا من جهة اخرى. فقد أوقفت من العمل كما توقعت ومثلت امام لجنة تحقيق من زملاء متحرجين من الموقف..واحلت الي مجلس محاسبة مصلحي وهو الذي يعقد حتى لكبار سارقي المال العام..وعوقبت بخصم من الراتب والإعفاء من الإدارة بقرار قضى بأن اكون معلماً في أي مدرسة.. والغريب أن كل من كان له ضلع في هذه القرارات كان صديقاً لعشرات السنين ومقتنعاً بوجود المشكلة في فتح المدارس… ما يفضح إلي أي مدى يمكن أن تصل الأجهزة الإدارية في الأنظمة الشمولية.. لقد ناهضت القرار مع إدخال النقابة في الصورة مع أن أحد قياداتها هو من أشار الي ضرورة محاسبتي لمدير عام التعليم حسب ما أفادني به لاحقاً!!!!
وكنت سعيدا لأن المدارس بعدها بعام صدر قرار من حكومة الولاية بدراسة عدم فتحها في الصيف تفادياً لما حدث ونفذ بحيثيات اخري في العام الذي يليه.
لكن ما سيدهشكم بالحق هو تصرف الجهات الأمنية..والمقارنة بما سردته. فحين جاءتني إدارتي لتسليمي خطاب الإيقاف..كان بحوزتي خطاب استدعاء من الأمن..أخطرتهم به وأنا أغادر وانشغلوا عني بترتيب الأوضاع بعدي..وعند تنفيذي للاستدعاء كنت مهيأً لكل شي..ففاجئوني بمعاملة كريمة.. وتم التحقيق معي وتفهموا دوافعي .. وعندما أخلي سبيلي قبيل الغروب..أمر المدير بتقديمي بسيارة تأخذني إلي منزلي الذي لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد..ورغم ان مدير الأمن كان يعرفني شخصياً..فان مقارنة فعله مع ما قام به من هم أصدقاء وزملاء المهنة لعشرات السنين..يلقي الضوء الكاشف الذي أردته بهذا المقال..من أن المتورك في الخدمة المدنية .. أسوأ في ظل الأنظمة الشمولية ..من التركي نفسه.. وأعتذر للقارئ الكريم عن ايراد تفاصيل بها جانب شخصي ..ولكن اعتقال موظفي ألاراضي ..حز في نفسي.وقدرت مقامهم بمقامي ذاك
ومن هنا أدعو لضرورة التضامن مع موظفي الأراضي الموقوفين..بأكثر من الاستنكار بتغطية الفساد..فسيف قوانين الخدمة المدنية ..أمضى في حالتهم من كل السيوف. رغم أن الدافع لاعتقالهم ..سياسي بامتياز.
[email][email protected][/email]
الاخ المحترم كاتب المقال بكل اسف خرجت عن موضوع المقال وتكلمت عن مواقفك اكثر من المعقول ،،،،،،،،35
انت داير تقول كان مفروض اعتقاك انت يحدث ضجه اعلانيه كما حدث للصاق المهدي ودا سبب حشرو في مقالك الناجرو نجر دا.وجبت لينا ناس الاراضي كمثال ….الصادق المهدي مافي زول واحد وقف معاهو ديل اتباعو ومريدوه ناس الاراضي اتباعم منو واكيد مافي شخص عندو ليهم ريده خلي يسجنوهم غير التزوير واضاعه املاك الناس ما عندم حاجه..الكلام كتير لكن وينو مقالك